أجدني مضطراً لاستعارة اسم المقال من برنامج تليفزيوني كوميدي يتعرض حتي كتابة هذه السطور للابتزاز من جانب بعض كبار المسئولين بالدولة لمنع عرضه رغم مرور أكثرمن سنة تقريبا علي تسجيله و انتاجه بتكلفة تقترب من سبعة ملايين جنيه! علي العين والراس بالطبع جهد الاستاذ أنس الفقي وزير الاعلام في تطوير المنظومة الاعلامية الرسمية وخروجها في ظل منافسات شرسة من جانب قنوات فضائية فرضت اعلامها الاسود حين اغتالت عقل وأذن المشاهد لسنوات مستغلة شغفه وولهه وحقه في المعرفة من ناحية، وغفلة اعلامنا الرسمي من ناحية أخري، بعد أن ظلت الشفافية ومكاشفة الحقائق بالنسبة له وكأنها عورة ينبغي سترها، أو كأنها من المقدسات التي تنطبق عليها القاعدة الذهبية التي تقول بأنه لا اجتهاد مع النص، فصحح الفقي الاوضاع، وطور من أدوات الاعلام الرسمي، وسمح لما كان بالامس وكأنه مقدس لا يجرؤ أحد علي مناقشته أو فتح سيرته، بالتناول والتداول، فأصبح مشاعا غرضه في أكثر من برنامج بالقنوات الارضية أو علي الفضائية المصرية والنيل بقنواتها ، بما اعاد الثقة للتليفزيون المصري وللاعلام المصري الرائد وللمشاهد المصري في اعلام بلده! عذرا اذ أطلت المقدمة التي كان لابد منها قبل أن أدخل في الموضوع، فالحكاية ببساطة انني اندهشت واستغربت من موقف وزارة الاعلام وما جاء بملحف .الاهرام علي الهواء. عدد الاربعاء الماضي تجاه تعرض برنامج حكومة شو للابتزاز من عدة جهات، لعدم عرض حلقاته علي الشاشة الصغيرة رغم الانتهاء من انتاجها منذ عامين، وذلك بعد أن كشف الزميل العزيز طارق رمضان عن حيرة البرنامج الذي يتعرض فيه الفنان الكوميدي محمود عزب بالنقد لآداء عدد من الوزراء من خلال تجسيدهم كعادته في برنامج كوميك شو الذي حاكي فيه بالنقد عدداً من الشخصيات العامة والفنانين المصريين، بين الرقابة، وبين ضغوط بعض وزراء الحكومة علي أنس الفقي لمنع العرض! لا أفهم مغزي اعتراض الجانبين، الرقابة والحكومة، اذ ليس للوزراء عصمة من النقد ما دام في اطار الآداء الوظيفي وليس الجانب الشخصي، حتي وان كان التناول ساخرا كعادة محمود عزب في نقده للشخصيات، فالكتاب ورسامو الكاريكاتير بالصحف القومية قبل المستقلة والحزبية، مهدوا لهذا النقد منذ عقود طويلة مضت، حمل رايتها الدويتو الأشهر في عالم الصحافة، الاستاذان أحمد رجب بقلمه الساخر اللاذع، ومصطفي حسين بريشته المبدعة القاسية، ولا أذكر أن القيادة السياسية استنكرت الوافد النقدي الجديد ، بل ربما العكس هو الصحيح، من حيث الاستحسان والتشجيع بالاستمرار، ايمانا بحرية الرأي والتعبير، رغم تبرم أعضاء الحكومة، فماذا جد؟! هل يقبل الاستاذ أنس الفقي بان يشار الي عهده علي رأس الاعلام المصري بالخضوع لضغط من زملائه بالحكومة وتشويه جهوده الملموسة في التطوير والتجويد والمعاصرة وقبول التحدي بالمنافسة علي استقطاب أكبر شريحة من المشاهدين في إطار من الاحترام العقلي لبرامج تساير رغبتها في التنوع والاختلاف قبل التوافق؟ وهل يقبل وزير الاعلام المصري الرائد أن يقال أنه في موقف حرج من زملائه بالحكومة الذين هزهم ريح الاعلان عن برنامج كوميدي يتعرض بالنقد لآدائهم الوظيفي ، فتراجع عن دوره وايمانه بحق المشاهد في الافضل دائما عبر اعلام الدولة الرسمي، فقرر منع عرض البرنامج، وايداعه أدراج مكتبة القنوات المتخصصة؟! ان حجب الاعلام الرسمي لبرنامج نقدي فكاهي كان معدا عرضه بالتليفزيون المصري، يسخر من الآداء الوظيفي لعدد من الوزراء، يسحب في تقديري من رصيده لدي المشاهدين والمتابعين، ولا أظن أن السيد أنس الفقي الذي نحترم آداءه يسعده أن يقال إن ريح الاعلان عن عرض حكومة شو في حينه، هزت حماس الوزير، فقرر منع عرضه، فهل يفرج عنه؟!! mtelkholy.yahoo.com