ردود أفعال عربية وعالمية واسعة لتطور الأحداث في تونس.. وتخوفات من حالة الانفلات مصر تدعو إلي تكاتف التونسيين للحفاظ علي مكتسباتهم والحيلولة دون أي تطور سلبي اعلن فتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستوري عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزغ مهام الرئاسة مؤقتا بدلا من الرئيس زين العابدين بن علي وفقا للدستور. في بيان أذاعته قناة ( تونس ) الاخبارية امس رسميا عن انتهاء حكم زين العابدين بن علي.. مشيرا الي أن بن علي غادر تونس دون أن يفوض سلطاته إلي الوزير الاول محمد الغنوشي. وأوضح أن الرئيس زين العابدين بن علي لم يقدم استقالته من مهامه علي رأس الدولة وحيث إن المغادرة تمت في الظروف القائمة في البلاد وبعد الاعلان عن حالة الطوارئ وحيث إن غياب رئيس الجمهورية بهذه الصورة يحول دون القيام بما تقتضيه موجبات مهامه وهو مايمثل حالة عجز تام عن ممارسة وظائفه فنحن نعلن انتهاء حكم زين العابدين بن علي وتولي رئيس مجلس النواب مهام الرئاسة مؤقتا. وعلي صعيد الاوضاع في البلاد استأنفت الخطوط الجوية التونسية رحلاتها العادية امس اثر فتح المجال الجوي التونسي. ودعت الخطوط الجوية التونسية "مواطينها" إلي التوجه إلي مطارات تونس، وقرطاج وجربة والمنستير في مواعيد الرحلات المبرمجة مع احتمال تأخير بعض الرحلات. يذكر أن المجال الجوي التونسي قد اغلق أمس الجمعة بسبب إعلان حالة الطواريء في البلاد وأعلن مصدر تونسي مسئول عن اكتشاف عصابات تخريب ونهب لإثارة الرعب لدي المواطنين داعيا كل المواطنين إلي التحلي باليقظة والعمل مع قوات الأمن والجيش لحماية أنفسهم وممتلكاتهم. واكد أن قوات الأمن تسخر كل إمكانياتها وطاقاتها لحماية المواطنين والممتلكات العامةوالخاصة. وكان شب حريق في سجن بمدينة المنستيرالتونسيةامس مما أدي إلي إصابة عشرات السجناء وفرار آخرين وقتل العشرات بداخل السجن الذي تحول الي صيدة. وتجاهلت وسائل الاعلام التونسية الرسمية لاول مرة امس اخبار الرئيس زين العابدين بن علي منذ تفويضه سلطاته الي رئيس الحكومة محمد الغنوشي ومغادرته البلاد أمس الي الخارج. وتركز الاذاعة والتليفزيون التونسيان في موادهما وبرامجهما علي الحديث عن البيان الذي اعلنه الغنوشي بنفسه من التليفزيون امس عن تفويضه بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية الذي "تعذرعليه ممارسة مهامه الان" كما ينشغل الاعلام التونسي الرسمي بتطورات الوضع الامني في البلاد حيث لم تخف في تقاريرها انباء انفلات الوضع في بعض مناطق البلاد وتعرض مواطنين لاعتداءات من جانب "عصابات" من الشباب الذين روي مواطنون انهم يسطون علي الممتلكات ويهاجمون الناس في منازلهم. ولليوم الثاني منذ مغادرة الرئيس بن علي يتجاهل الاعلام التونسي الرسمي اخباره وهو حتي لم يشر الي خبر مغادرته البلاد. وتستمر الاذاعة والتليفزيون في بث برامجهما العادية، يتخللها أغان وطنية تحث علي حب الوطن. ومن جانبه أكد رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان المختار الطريفي أن ما آلت إليه الأمور في تونس قد أعطي الشعب الحق في تقرير مصيره. وقال الطريفي في تصريح له امس "إن مطلب المعارضة التونسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية يعد مطلبا عادلا إلي حد كبير". وحول الأنباء التي أفادت بأن الجيش في تونس أمسك بزمام الأمور أعرب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان عن اعتقاده بأن هذا الأمر سيعمل علي تهدئة الأوضاع في البلاد لأن الجيش لم يستعمل العنف ضد المتظاهرين. ودعا الطريفي الرئيس التونسي المؤقت محمد الغنوشي إلي احترام الحريات وحقوق الانسان والمبادي الديمقراطية. يذكر أن هناك حالة طواريء مفروضة في تونس نظرا للظروف الطارئة والأحداث التي تعيشها تونس والتي كان أخرها مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي إلي المملكة العربية السعودية وتفويضه رئيس الوزراء محمد الغنوشي بالقيام بمهام رئيس الدولة مؤقتا بسبب ما أعلن رسميا عن عدم تمكنه من ممارسة مهامه. وجائت ردود الافعال العربية والعالمية مؤيدة لاختيارات الشعب التونسي ووقوفها الي صفه حيث ذكر بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية امس إن مصر إذ تؤكد علي احترامها لخيارات الشعب في تونس الشقيقة فإنها تثق في حكمة الأخوة التونسيين علي ضبط الوضع وتفادي سقوط تونس في الفوضي. وأضاف البيان أن "مصر تعتبر أنه من المهم في اللحظة الحالية أن يتكاتف التونسيون جميعا، من أجل صون مكتسباتهم التي حققوها علي مدار عقود بعد الاستقلال والحيلولة دون أي تطور سلبي يعرض تلك المكتسبات للخطر". وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة تواصل مراقبتها عن كثب للأحداث المتطورة بسرعة في تونس موضحة أن "هذه لحظة تحول حاسمة في تونس ومن المهم عند هذه الفترة وما بعدها أن تحترم الحكومة التونسية حق الشعب في التجمع السلمي والتعبير عن آرائه" وأضافت: "إننا نتطلع أن تعمل الحكومة التونسية علي إرساء أسس أمتن لمستقبل يكون قائما علي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وندعو إلي إجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب تكون معبرة عن إرادة وطموحات الشعب التونسي". وأكدت كلينتون "أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بمساعدة الشعب والحكومة علي تحقيق السلام والاستقرار في بلدهم معربة عن املها في ان في أن يعمل التونسيون معا من أجل بناء مجتمع أقوي وأكثر ديمقراطية يحترم حقوق كل الناس. وقال جون سوليفان المتحدث الرسمي باسم دائرة الشرق الأدني وشمال إفريقيا أن الولاياتالمتحدة تعبر عن دعمها للشعب التونسي في الظروف الصعبة التي يمر بها وأنه علي الحكومة التونسية أن تتجاوب مع اهتمامات الشعب لتوفير الحريات السياسية والحكم الديمقراطي وتحسين الأوضاع الاقتصادية وأن الولاياتالمتحدة ستكون أيضا علي استعداد لمساعدة الشعب التونسي قدر الإمكان وفي الوقت الملائم. ومن جانبه أعرب وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليستر بورت عن في أن تكون هذه المرحلة الفاصلة هادئة وأن يتم استعادة النظام الذي من الواضح أنه يصب في مصلحة الجميع وبالطبع في مصلحة المواطنين البريطانيين المتواجدين هناك". وبدورها أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقها من تطورات الأوضاع في تونس وقالت "إن الوضع في تونس خطير للغاية ويكشف أن الركود جعل صبر الناس ينفد تماما". وأضافت ميركل "سنعمل علي استخدام نفوذنا للتأكد من أن الأمور ستسير هناك بصورة سلمية وتجنب وقوع عدد كبير من القتلي بقدر الإمكان". وذكرت مصادر قريبة من الحكومة الفرنسية أن الرئيس ساركوزي رفض استقبال الرئيس المخلوع علي الأراضي الفرنسية، وعزا ذلك إلي عدم رغبة فرنسا في إثارة إستياء الجالية التونسية في فرنسا والتي تعد أكبر جالية في الخارج ويبلغ تعدادها حوالي 600 ألف. واهتمت الصحف الفرنسية اهتماما بالغا بمتابعة هرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلي خارج البلاد تحت وطأة ضغوط المتظاهرين علي ضوء الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها تونس. وقالت صحيفة "لوفيجارو" تحت عنوان "الشارع يطرد بن علي" أن بن علي غادر تونس بينما لم ترغب فرنسا في استضافته مشيرة إلي أن الإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية جديدة لم يكن كافيا لتهدئة المتظاهرين مما اضطر بن علي إلي الرحيل بعد تظاهرات كبيرة طالبته بترك الحكم.