دعونا بهدوء وعقلانية ومنطق نتحدث عن الهجوم علي كنيسة القديسين بالاسكندرية فبلاشك أن العاطفة الدينية عامل اثارة قوي لكل مدافع عن الدين الذي يعتنقه لكننا يجب ان نتحكم في تلك العواطف ونستعمل العقل والاسلوب الحضاري في معالجة اي مشاكل مهما بلغت ضخامتها والا تفشت بيننا ظاهرة الثأر والانتقام واصبحت عادة راسخة كما كانت سائدة في صعيد مصر في جرائم القتل الي ان قضينا عليها تقريبا بالتعليم والثقافة ونشر قيم التسامح والهدوء النفسي، فاذا ما تغلغلنا في ابعاد حادثة كنيسة القديسين بالاسكندرية نجد ان الثورة العارمة اجتاحات نفوس اخواننا المسيحيين في مصر بعاطفتهم الدينية المقدسة وثاروا متهمين مرتكب الحادث بأنه مسلم رغم عدم معرفة هويته او ديانته حتي الان وبمنطق المناقشة الهادئة العاقلة المتزنة كما اتفقنا نجد أنه من الخطأ الجسيم تحميل انصار دين بكاملهم مسئولية عمل ارعن او إرهابي يقوم به مرتكب هذا العمل أياً كان دينه فبفرض ثبوت ان الإرهابي مرتكب حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية ديانته مسلم فما هو ذنب ملايين المسلمين في مصر الذين يتعايشون مع اخوانهم المسيحيين في حب وسلام ووئام منذ اكثر من الف وأربعمائة عام وبنفس التعقل والمنطق نذكر علي سبيل المثال ان سرحان بشارة سرحان وهو مسيحي الديانة محكوم عليه بالسجن المؤبد لاغتياله ربورت كنيدي فهل يتحمل كل المسيحيين في العالم وزر فعلته كما ان لي هارفي اوزوالد الذي اغتال الرئيس الامريكي جون كنيدي في سيارته الفورد في نوفمبر 1963 وجون ولكس بوث الذي اغتال رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية ابراهام لنكولن في مسرح وجون وارنوك هاكلي جونيور المتهم في محاولة اغتيال الرئيس الامريكي رونالد ريجان هؤلاء القتلة كلهم مسيحيون ومع ذلك لم يقل احد بوجوب تحمل جميع معتنقي الديانة المسيحية وزرهم كما ان جاك روبي قاتل اوزوالد الذي اغتال الرئيس الامريكي جون كنيدي يهودي كما ينسب لمنظمات صهيونية اسقاط طائرة داغ همرشولد السويدي الجنسية سكرتير عام الاممالمتحدة الاسبق ووفاته ولم يقل احد بتحمل جميع معتنقي الديانة اليهودية في العالم لتلك الحوادث الاجرامية ومما هو جدير بالذكر ان القوة الدولية التابعة للحلف الاطلسي ايساف اعلنت بتاريخ 3 يناير 2011 عن قتل اربعة مصلين وجرح اثنين في هجوم شنه مسلحان علي مسجد في شمال افغانستان ولم يتسرع المسلمون باتهام المسيحيين او اليهود بارتكاب هذا الحادث كل ما نستطيع ان نقوله هو رجاء وتوسل لاخوتنا في الوطن معتنقي الديانة المسيحية ان يبحثوا الامر ويعالجوه بهدوء وعقلانية وإلا اكلت نيران الفتنة الاخضر واليابس في مصر دون تفرقة بين مسلم ومسيحي وحينذاك لاقدر الله قد لاينفع الندم