يبدو أن هجوم نواب الحزب الوطني علي الحكومة تحت قبة مجلس الشعب سيكون أشد قسوة وضراوة من هجوم تيارات المعارضة أو الجماعة المحظورة. بدأت جلسات البرلمان بهجوم شرس شنه الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ونائب الزيتون علي وزراء البيئة والسياحة والتعليم والصحة.. ولم ينج محافظ جنوبسيناء من الهجوم أيضاً بسبب اسماك القرش التي هاجمت شواطئ شرم الشيخ التي تتبع المحافظ. انتقد الدكتور زكريا عزمي مواقف هؤلاء الوزراء بعنف شديد وهو ما يؤكد أن أعضاء الحزب الوطني الذي يمثل الأغلبية الكاسحة في مجلس الشعب لن يترددوا في توجيه النقد القاسي أو الهجوم علي الحكومة بشراسة أكثر من المعارضة نفسها حتي لا يخلو البرلمان من معارضة تضفي عليه الحيوية والسخونة.. ومواجهة أي أخطاء حكومية تضر بمصالح الناس. الدكتور زكريا عزمي بادر بالهجوم علي الحكومة بكلمات بالغة القسوة والعنف، أذكر منها قوله: .وزير البيئة كان في المكسيك مش عارف بيعمل إيه. .. في الوقت الذي هاجمت فيه أسماك القرش شواطئ شرم الشيخ.. وهو ما دفع الوزير ماجد جورج للدفاع عن نفسه قائلاً: .إنه كان يشارك في مؤتمر الأممالمتحدة الذي عقد بالمكسيك ولم يكن مسافراً في فسحة.. وأيضاً هاجم د. زكريا عزمي وزير السياحة بسبب أزمة أسماك القرش قائلاً: .ما تكلمش ولا كلمة وسكت.! وانتقد موقف محافظ جنوبسيناء قائلاً: .كل اللي بيعمله يقفل الميه ويفتح الميه.! وشكك الدكتور عزمي في مشروعية قرار وزير التعليم بتحويل مدرسة كلية النصر إلي مدرسة تجريبية.. وطالب بإحالة الموضوع إلي اللجنة التشريعية لدراسته. الدكتور زكريا قال كلاماً أشد ضراوة وأكثر عنفاً من المعارضة.. ولكنه واقعي وموضوعي.. ليس فيه تجنٍ أو اتهامات باطلة.. ولكن يؤكد أن نواب الحزب الوطني لن يرحموا الحكومة عندما تخطئ أو تتخذ قرارات تتعارض مع مصالح الناس أو تضر المواطنين والوطن. واعتقد أن هناك نواباً من الوطني غير الدكتور زكريا عزمي.. سيحرصون علي توجيه النقد القاسي للحكومة.. وأيضاً نواب تيارات المعارضة التي تمثل بعض الأحزاب تحت قبة البرلمان سيحاولون اثبات وجودهم وأنهم أكثر قوة وحيوية من نواب المعارضة السابقين. النقد القاسي الذي وجهه د. زكريا عزمي للحكومة في بعض القضايا سيكون لا شك دافعاً لنواب آخرين.. لاتخاذ نفس الخط.. لمواجهة أخطاء الحكومة.