دائما اتلقف عدد الثلاثاء من جريدة المسائية الغراء بشغف بالغ حيث المقال الاسبوعي للكاتب الصحفي الاديب الاستاذ محمد القصبي الذي يفاجئ القراء بمقال متميز لايخلو من جرأة منفردة وطرح ادبي ومفردات لايملكها الا اديب مثله.. لقد رحت اتلمس راحة احتوتني وانا اطالع مقاله المنشور بتاريخ 21/12/2010 تحت عنوان (في قريتي رجل يعنيه لليورو الأوروبي ولا الدولار الامريكي) وسر الراحة التي احتوتني ان مقالات تلك الفترة معظمها انين المنكسرين وصرخات المظلومين من جراء ما حدث في معركة انتخابات مجلس الشعب الاخيرة التي تضررت بتسيد البلطجة وتسويد البطاقات وتزوير النتائج بل واقسم بالله الذي لايخفي عليه شيء في الارض ولا في السماء بل وصل الامر الي توثيق احد المشرحين الذي بلغ به الظمأ مداه فكان يستحلف مختطفيه ان يشرب جرعة ماء فيحضرون قارورة مياه يسكبونها امام ناظريه علي ارضية الغرفة.. فأي تجاوز هذا الذي صاحب تلك الانتخابات وأية حقوق انسان يتحدث عنها المتحدثون!! لذا جاء المقال المذكور كفكفة لدموع القراء ومسحا علي جباههم وقلوبهم.. هذا هو الخير الذي يملأ جنبات مصر الامل والمراد.. البداية والمنتهي التي علمت الانسانية قبل فجر التاريخ.. مصر الولادة التي حباها الله بأمثال هؤلاء الرجال الذين لايريدون علوا في الدنيا.. رجال يمشون علي الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما رجالا يبيتون لربهم سجدا وقياما هذا الاستاذ الجامعي المنفرد في عطائه لايبغي الا وجه الله غير طامع في جاه اوسلطة او حصانة في وقت داس فيه طالبو الحصانة فوق رقاب الناس ويري وانه حتما سيجيء يوم يعضون فيه الانامل ندما لأنها لظي.. نزاعة للشوي تدعو من ادبر وتولي وجمع فأوعي وفي الآخرة هم المفلسون الذين لاتبقي من حسناتهم شيء وتمتلئ كفة سيئاتهم يوم الراجفة.. لم يعلموا ان رسول الله المصطفي الهادي البشير كان يصف المسلمين للانطلاق في احدي الغزوات وكان قد امسك بيده عود اراك (سواك) يدفعهم به كي تستقيم الصفوف فنزل اليه جبريل يهتف به (ربلك يقرؤك السلام ويقول لك ما هذا الذي بيدك? عصا ترهبهم بها.. القها فألقاها ونحر لربه ساجدا واناب) فما بال هؤلاء الجبارين الذين جعلوا كتاب الله عرضة لأيمانهم كذبا وخداعا ثم وثقوا منافسيهم بعد ان اختطفوهم!! واذا كانت الدنيا تعج بأمثال هؤلاء الذين بغوا في الارض واكثروا فيها الفساد وهم لايعلمون ان ربك لبالمرصاد فإنها تعج بالعارفين الذين هم من امثال هذا الاستاذ الجامعي الذي اشار اليه الاستاذ القصبي في مقاله البديع وانني استحلف الكاتب المتفرد ان يبوح باسم هذا الرجل الذي صار بسلوكه هذا مثلا يحتذي حتي نشكر له ونقتدي به في زمن نفتقد فيه القدوة الصالحة وايا كان من هو فسلام له غرسا طيبا في ارض مصر الآمنة المطمئنة منذ بدء الخليقة حتي يرث الله الارض ومن عليها والي الله تصير الامور.