ما أن نشرنا بجريدتنا (المسائية) الحرة عدد 30/10 مقالا عنوانه ثقافة أسيوط يا حبيبي طال غيابك، حتي حدث ما توقعناه من قبل، إذ قرأت الثقافة المقال أو نبوهها له، لان الثقافة بطبيعة عملها لاتقرأ، فكشرت الثقافة القرعية عن طقم اسنانها الذهبية، فأصدرت تعليماتها (الشفوية) لوكالة (وحدوه) الثقافية، بحظر التعامل ثقافيا مع كاتب المقالة الهجومية اعتقادا من الثقافة بأننا نهاجمها لا نوعيها وبأنها ايضا الوكيلة الوحيدة للثقافة والابداع في قبورها الثقافية الجماعية ولكن الميزة الكبري للتعليمات الثقافية (الشفوية) أنها مجهولة المصدر، تماما كالسلع والنفايات المضروبة التي ترد للبلاد من الخارج، ولذلك عند حدوث ما يستوجب التأكد مما ندعيه، تلهف الثقافة في الحال المقطع الاول من اغنية المطربة (أنغام) الرائعة وتردده قائلة: (إلا أنا...) فلا يعرف بالتحديد مصدر التعليمات، ولكني سأحاول الاتصال بالمطربة الفنانة (أنغام) لترفع قضية علي الثقافة بصفتها سارقة عنوان اغنيتها الحالمة لاستخدامها كرد مسئولي الثقافة عند الاستفسار عن مصدر التعليمات الشفوية المباركة كذلك سنحاول مع المفتش الفذ كرومبو معرفة المسئول الثقافي الكبير الذي حذر اهل قريتي من التعامل العادي معنا لأن وكالة الCIA عملت استخارة وبعدها قررت اطلاق قمر تجسس لرصد حركات كل المتعاونين معنا لتجميع ادلة ادانتهم بالتخابر مع موزمبيق حيث توجد مشكلة ترسيم حدودها الاقليمية مع امريكا هذا مع حركات نصف الكم الثقافية الثانية. لكن الخبرات العريقة لغالبية مسئولي الثقافة تؤهلهم بجدارة للعمل كمشرفين علي انتاج الرغيف (الظلطي) وكحراس بارعين لمبيعات الدقيق المدعم لخبراتهم المشهود بها في تدوير الامور ليعيدوا تدوير الدقيق المدعم الي قمح من جديد فيقدمون بذلك حلا قمحيا للحكومة كالحل القرعي الذي يقدمونه باستمرار من خلال التوسع في زراعة القرع الثقافي الوزاري كبديل للقمح المستورد. وتذكيرا لعباقرة المهمة الثقافية القرعية بطول البلاد وعرضها لا في اسيوط فقط، ماذا قدمتم لمصر غير التهييصات المباركة لاستثمار زكائب المال السائب والمعبأ بتغطيسها في مياه الصرف الصحي الثقافي? وكم مرة رفعتم فيها رأس البلد عالميا أو محليا سوي المرات النادرة القليلة التي كانت احدثها الرفعة العالمية الحادثة بزهرة خشخاش الكونت فان جوخ وكم مبدعا حقيقيا في مجال ابداعي اوثقافي قدمتموه للبلد سوي الاخوين قرعاني? وباستثناء الفرقة الاستعراضية اليتيمة التي مل الجمهور من ترديدها الدائم لموشحها المشهور يا قرع من يشتريك وكم عدد رواد مكتبات الثقافة لا اليومي او الاسبوعي وانما الشهري والسنوي? وماذا عن الندوات المكتبية لتوعية الشباب ثقافيا ليكونوا (حائط الصد المنيع) لوجع القلب والغلب المحلي والدولي، أليست هذه بعض المهام الثقافية القومية التي من اجلهاوجدت وزارة الثقافة? ولكنها نفضت يدها منها قبل قيامها بها، وهل تغير وضع اندية الادب الثقافية من وضعها الحالي المؤسف كساحة قتال وصراع بين الموهومين، بدلا من مهمتها الاصلية كوعاء ثقافي احترافي لتفريخ الموهوبين، وهناك امثلة لاحصر لها علي صد ما نقوله، منها الشكاوي التي يفضلها اعضاء الاندية علي الابداع، ومنها ايضا اشياء أخري لانود الخوض فيها لتفاهتها الظاهرية ولكن اخطرها هو التشاجر بين اعضاء تلك النوادي لاسباب لاتستحق الذكر مثلما حدث ذات مرة عند اجراء انتخابات احد تلك النوادي الاسيوطية وفي حضور لجنة الانتخاب التي نتمني الا تكون نساية فتتذكر ما حدث امامها بقصر ثقافة القوصية/اسيوط، في ليلة الفرح بانتخاب نادي ادبه الحالي وهناك العديد من المفاخر الثقافية علي المستويين العام والخاص كلجوء المبدعين لهجاء بعضهم البعض في اشعارهم الابداعية كبديل مناسب جدا للحالة الثقافية الحالية، ان الكلام عن الامجاد الثقافية يجر بعضه بعضا كالكنافة البلدي، فمهمة الثقافة مختلفة تماما عن مهام وزارات كثيرة نائمة ايضا في العسل الوزاري اللذيذ فالإبداع كمهمة قومية تماما كمهمة الكاتب أو المفكر عندما ينبه بطريقة ابداعية او مباشرة لتفادي ازمة او للخروج من مشكلة علاوة علي ان مهمة الثقافة والابداع مختلفة جدا عن مهمة (الطورشجية) والمخللاتية ونجاري الطبالي ومع ذلك فهؤلاء جميعا يمكنهم تحسين منتجاتهم او اعمالهم بالتثقيف الواعي والابداع الرفيع والبلد فيه نوعية مبدعين آخر حلاوة لكنهم للاسف لايتبعون الطرق الثقافية المتبعة ثقافيا حاليا واثبتت جدارتها فهم علي اتم الاستعداد للقيام بالمهمة القومية للثقافة لكنهم في الوقت ذاته لايجيدون استخدام القرع الثقافي كمساعد معروف للقيام بأي مهمة قومية ولذلك اهدر الثقافة الحالية بأيديها ركنا هاما من اسباب وجودها. فالمعروف ان الدول المتقدمة بنت امجادها علي اكناف مبدعيها بكل مجال وهي مهمة ثقافية في المقام الاول لان الثقافة ام الابداع لكنها استثقلت هذه المهمة وفضلت عليها ان تكون اما للقرع ولم تكتف بزراعته في ديوانها العام وانما ارسلت الزريعة القرعية لاقاليمها الثقافية بما فيها ثقافة الصعيد واسيوط.