الشوادفي من حكم بموتك أيتها الغالية? وكأنك تتعلقين بالحياة!! كيف تموتين مفتحة العينين كالبدر في تمامه!! لم لا تغمضين كما تغمض الأحياء عند الممات? ألك شيء تبغيه! ألك حاجة تريدينها قبل الرحيل? ألك وصية تقولينها لمن يصون لك البقاء? قولي وصيتك ولا تموتين!! إنها الفرصة الأخيرة ياعرب انتظرتكم كثيراً وأنتم تجهلون!! أمهلتكم دهوراً وأنتم غافلون!! حقت عليكم لعنتي وغضبي وأنتم لا تحسون!! غداً سألقي حتفي علي أرضكم.. وأبدأ حياتي مع غيركم لعلهم يرحمون.. سألوي لساني وأقتل وجداني وأهرب منكم فلا تتمسكون!! الويل كل الويل لمن جئته ووضعت فيه روحي ومحبتي وتخلي عني مع ما يضمرن.. ليتني ما جئت ولا خرجت حروفي من أفواه الغافلين.. ولكنها مشيئة للرحمن لا راد له، سمعا وطاعة يارب السماوات والأرض وها أنت تنظر لما يصنعون، تركوني ورحلوا إلي بنيامين وشكسبير جعلوه قرآنا ونبراساً مبين وسيدوه علي العالمين!! ضعف اللغة دليل علي ضعف أهليها وتراجعهم وتخلفهم ولغتنا العربية حين دخلت معركة الحضارة المعاصرة وصراع الإنسانية صادفتها مشكلات كثيرة وقفنا أمامها مكتوفي الأيدي لا يتحرك لنا ساكن ومنها تدريس العلوم الطبيعية والطبية بلغة أجنبية وهذا واقع. كذا حرمان المكتبة العربية من الأعمال الموسوعية العامة والمتخصصة وما يحزن ويصيب بالغم أن الكثير من كنوز المخطوطات العربية المشتتة بين مكتبات العالم لم تحظ بتحقيقها أو نشرها ودراستها حتي الآن!! وإذا كان صوتنا قد بح وفوضنا الأمر لله أولا.. ولحراس اللغة من يخافون علي الهوية والقومية وناشدنا رجال التعليم وقلنا إن اللغة العربية مغيبة غيابا كاملا في دور التعليم ولا يوجد أي تكامل لدينا في تعليم العربية.. وحقا من قال إن مناهج التربية والتعليم ضد ازدهار اللغة العربية بل هي السبب المباشر للضعف اللغوي مناهج ساعدت اللغة العامية علي الانتشار والازدهار حتي أطاحت بالفصحي ورمت بها في جحور التخلف والابعاد. أيها السادة لانشك أن لدينا ظواهر فردية تعي جيداً العلاج لكل المشكلات إلا أنها لا تحسن العمل الجماعي بروح الفريق وهو المطلوب في وقت ساد فيه عصر التكتلات التي تجتاح كل ما هو فردي.. كما أن ما لدينا من لغويين لا يمكن لهم ولا يسمع نباحهم في الإعلام أو التربية والتعليم أو عند أي مؤسسة تملك سلطة القرار.. فتذهب هذه الجهود المجمدة علي الأرفف يغطيها التراب وتعبث فيها الفئران إلي أن تذوب مع الزمان!! يا أهل العربية الكرام هل أصابكم العجز عن التعبير? هل هموم الحياة ووطأة العيش جعلتنا نتحد علي رجم هذه اللغة حتي الممات.. والحقيقة أيها السادة أننا شركاء في هذه المؤامرة المستمرة فالطفل في مدارس التمهيدي أول ما يتعلمه اللغة الإنجليزية ونصفق له حين ينطق بحرف منها أما العربية فإلي رحمة الله ولا عزاء!! يا رجال التربية يامشرفي المدارس يا واضعي المناهج يا ضباط الكلمة يا أهل مصر لا تهتموا بنون النسوة بل اطلبوا واو الجماعة يا مجامع اللغة الديكورية كفاكم تذكارية واجعلوها إيجابية!! Email:elshudfe*gmail.com