شواهد عرس قطري .. ومأتم أمريكي !! أخيرا صادف التوفيق العنيد دولة عربية لتنظيم بطولة مونديالية في كرة القدم ، ولا شك أن ما شاهدناه جميعا عبر الفضائيات من وقائع التصويت النهائي، ثم اعلان جوزيف بلاتر رئيس الفيفا يوم الخميس الماضي من زيورخ السويسرية فوز الملف القطري باستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم في 2022 قد أسعد قادة وحكومات وشعوب العرب، وجعلهم يشعرون بالزهو والفخار ، أملا في أن يكون الاعلان عن استقرار الحدث الرياضي العالمي بأرض عربية باعثا ودافعا لتغيير النظرة الاوروبية والامريكية بمختلف أبعادها تجاه العرب من ناحية ، والمسلمين من ناحية أخري، خاصة علي مستوي الشعوب التي استقر في أذهانها صور سلبية وعلي غير الحقيقة ، لما هو عليه واقع الحال العربي والإسلامي، بفعل الميديا الغربية! واذا كان رد الفعل العربي عند هذا الحد طبيعيا ، الا أن رد فعل الرئيس الامريكي باراك اوباما تجاه الفوز القطري كان شديد الغرابة ، بعد أن كشف عن عنصرية فجة في ملامح الوجه الأمريكي الرسمي، المتشدق بعناوين الديمقراطية واحترام الرأي الاخر وحقوق الانسان ، حين انتقد وبتعال شديد وكبرياء متغطرس منح الاتحاد الدولي لكرة القدم قطر حق تنظيم بطولة 2022علي حساب بلاده قبل أن يصف القرار ب" الخاطيء!! اوباما الديمقراطي أقام-كما نقول-مأتما في البيت الابيض، رافضا تقبل هزيمة بلاده في اللحظات الاخيرة من المنافسة الرياضية "!!" بروح رياضية رغم أن شباك الملف الامريكي منيت ب 14 صوتا أحرزها الملف القطري مقابل 8 فقط في شباك الخصم العربي، بل وكابر بنرجسية أمريكية ممقوتة واصفا القرار ب "الخاطيء"،بما عكس انطباعا مفاجئا لدي، وأظنه بلغ غيري، حول تساوي مشاعر الغضب والحقد الأعمي لدي أي مهزوم في منافسة رياضية أو مناظرة سياسية أو انتخابات برلمانية دون اختلاف ، كان ذلك في دولة تنتمي للعالم الثالث أو المتقدم ، سيان،من فرد عادي أو رئيس دولة، لا فرق، دون أن تغريك شعاراتهم أو مبادئهم الحقوقية والأممية والديمقراطية الكدابة،و التي يعلنون عن تبنيها في بلادهم خداعا للآخرين، ثم يصدرونها في شكل املاءات للعالم الثالث، بدعاوي تفصيل لكل مناسبة، ، وإلا قل لي بالله عليك أين ديمقراطية السيد أوباما التي عزت علي ادارته في واشنطن حدوث بعض التجاوزات في عدد من الدوائر خلال الجولة الاولي من الانتخابات المصرية، فزعمت في بيانين أصدرتهما" خارجيتها" تقييد الحريات الاساسية والاعلامية، ذلك قبل أن تبت اللجنة العليا للانتخابات فيها ابلاغها من تجاوزات،أقول أين هذه الديمقراطية من عدم اعتراف سيادته-أقصد أوباما باقتراع ديمقراطي في منافسة رياضية ليس أكثرلمجرد أن بلاده لم تفز بشرف تنظيمها فيما آل التوفيق لدولة تنتمي للعالم الثالث ،هي العربية الشقيقة قطر؟! لا اعرف لماذا طاردني هاجس ساخر بأن واشنطن بصدد اصدار قرار استباقي بانسحاب الفريق الامريكي لكرة القدم حالة تأهله من المشاركة في مونديال 2022 الذي تستضيفه قطر اعتراضا علي شفافية اقتراع الفيفا ، مثلما أعلن حزب الوفد والجماعة المحظورة انسحابهما من المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية اليوم الأحد اعتراضا علي شفافية الحكومة في الجولة الأولي !! [email protected]