استنكرت الولاياتالمتحدة نشر موقع ويكيلكيس المتخصص بالوثائق السرية نشر مئات آلاف الوثائق الدبلوماسية الأمريكية معتبرة أنه "متهور" و"خطير" ويؤثر بشدة علي سياستها الخارجية ومصالحها وحلفائها في العالم، وقالت إنها تتخذ خطوات لدعم أمن شبكاتها العسكرية السرية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس "قد تكشف هذه البرقيات مناقشات خاصة مع حكومات أجنبية وزعماء معارضين وعندما يطبع محتوي المحادثات الخاصة علي الصفحات الأولي للصحف حول العالم فإن ذلك قد لا يضر بدرجة كبيرة فقط بمصالح سياستنا الخارجية بل أيضا بمصالح حلفائنا وأصدقائنا حول العالم". وأضاف أنه "بحسب طبيعتها فإن البرقيات عادة ما تحتوي علي معلومات غير مكتملة ولا تعبر عن السياسة". وتابع غيبس "مثل هذا الإفشاء يعرض للخطر دبلوماسيينا ومتخصصين في المخابرات وأشخاصا حول العالم يأتون للولايات المتحدة طلبا للمساعدة في الترويج للديمقراطية ولحكومات منفتحة". واستنكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) علي الفور نشر ويكيليكس "المتهور"، وأشار المتحدث باسمها بريان وايتمان إلي أنها قامت بسلسلة من التصرفات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل"، وعدم تحميل معلومات سرية علي وسائط تخزين نقالة. من جانبه قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الأدميرال مايك مولن إن تصرفات ويكيليكس بالغة الخطورة, ومن شأنها الإضرار بالأمن القومي الأميركي وعلاقات الولاياتالمتحدة مع حلفائها. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية تواصلت مع حكومات حول العالم خلال الأيام السابقة لنشر تلك الوثائق معربة عن قلقها من أن تؤدي التقييمات السلبية الواردة في تلك الوثائق عن القادة إلي تقويض العلاقات. وقد رفضت الإدارة الأمريكية التفاوض مع موقع ويكيليكس بشأن نشر الوثائق معتبرة أنه تم الحصول عليها بصورة غير قانونية وأن مجرد حيازتها انتهاك للقانون الأميركي لا يأخذ في الحسبان العواقب الخطيرة التي قد تترتب علي ذلك. وفي خضم الضجة التي أحدثها الكشف عن بعض ما احتوته تلك الوثائق، تبدأ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم جولة في آسيا الوسطي والشرق الأوسط كانت مقررة قبل الإعلان عن نشر الوثائق قد تتعرض خلالها للإحراج من حلفاء في المنطقة. ومن المقرر أن تستهل كلينتون جولتها بزيارة كزاخستان حيث تنعقد قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي يحضرها زعماء من بينهم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ثم تتوجه إلي قرغيزستان وأوزبكستان والبحرين. وكان موقع ويكيليكس قال إنه بصدد نشر وثائق يزيد حجمها سبعة أضعاف حجم ما نشره عن العراق في أكتوبر الماضي والتي وصلت إلي أربعمائة صفحة في أكبر عملية تسريب في التاريخ الأميركي. وعلي مستوي الشرق الأوسط، كشفت الوثائق عن أن دولا عربية حثت واشنطن علي وقف برنامج إيران النووي بأي وسيلة بما في ذلك القوة العسكرية، وقالت إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز حثها مرارا علي مهاجمة و"قطع رأس الأفعي".