تعلن اليوم النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الشعب.. التي تعد أعنف المعارك في تاريخ الصراع البرلماني المصري. المؤشرات أكدت أن عددا كبيرا من المرشحين سيخوض ملحق الإعادة الأحد القادم.. وأن الإخوان أو الجماعة المحظورة أصابها الفشل الذريع أمام الحزب الوطني الذي استطاع أن يخطط وينفذ في هذه الانتخابات بصورة أفضل كثيرا من انتخابات عام 2005.. ولم يعط الفرصة للمحظورة أو غيرها من بعض المرشحين مدمني الفضائيات وحب الظهور الإعلامي لإفساد العملية الانتخابية. لم يجد رافعو الشعارات الجوفاء الفرصة لإفساد المنافسة الانتخابية واستطاع رجال الشرطة الالتزام بضبط النفس ولم ينساقوا وراء عمليات استفزازية تجرهم لاستخدام القوة كما أن الحزب الوطني في هذه المعركة الانتخابية اختار مرشحيه بصورة أفضل من الانتخابات الماضية.. واستبعد كل من تدور حولهم الشبهات.. مما يؤكد أنه استفاد من تجاربه واخطائه السابقة لتحسين صورته والحفاظ علي وحدته وتماسك بنيانه.. وإتاحة فرص متكافئة لمرشحي الوطني في جميع المحافظات. اثبتت هذه المعركة الانتخابية أن الجماعة المحظورة فشلت في خداع الناس.. لأن تجربتهم تحت قبة البرلمان وممارساتهم السياسية كشفت نواياهم الخبيثة ولم يعبروا طوال فترة تواجدهم بمجلس الشعب عن مشاكل الناس.. ولم يطرحوا أفكارا أو حلولا تصب في خدمة المواطنين والوطن.. بينما جنحوا لاستعراض القوة. الجولة الأولي للانتخابات أكدت تفوق الحزب الوطني.. وجولة الإعادة ستخوضها عناصر كثيرة لمرشحي الوطني مع مرشحي بعض الأحزاب.. وبعض الدوائر ستقتصر علي منافسة بين مرشحي الوطني فقط.. وهو ما يؤكد أن الوطني سيفوز بأغلبية تحت قبة البرلمان تفوق الانتخابات السابقة.. وهو ما يهدف إليه لتحقيق أغلبية مريحة.. ولكن اتمني ألا تعوق تلك الأغلبية حيوية المناقشات والحراك وتعدد القوي السياسية تحت قبة البرلمان.. حتي يتمكن مجلس الشعب من أداء دوره في الرقابة والتشريع.. لأنه من مصلحة الأغلبية أن تكون هناك قوي سياسية أخري تعبر عن آراء مختلفة تضفي حيوية وتثري الحوار الديمقراطي تحت قبة البرلمان.