رؤية سياسية .اللهم اهْدِ حفيدي أوباما إلي الإسلام. "اللهم اهْدِ حفيدي أوباما إلي الإسلام".. تلك دعوة تضرّعت بها الحاجة سارة عمر جدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لله سبحانه وتعالي وهي في رحاب المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة حيث قضت أول حجة لها. وقالت الحاجة سارة "فرحت كثيرًا لأني أتذكر حينما سمعت معلمي في المدرسة وأنا صغيرة وهو يتحدث عن مكةالمكرمة والمدينة المنورة وانتهزتها فرصة أيضًا لأرفع إلي الله وفي أقدس البقاع الدعوات لأقربائي وأحفادي بأن يحفظهم الله ويهدي أوباما إلي الإسلام". ومع ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اظهر حفاوة بالغة بالاسلام في بداية حكمه حتي اتهمه الكثيرون ونحن منهم انه مسلم لقد خاطب المسلمين عندما جاء الي القاهرة وحياهم بلغتهم العربية وتفاءل العرب والمسلمون كثيرا بقدوم هذا الرجل علي قمة السياسة الدولية ولكن بعد ان مضي اكثرمن عامين لم يحقق فيهما أي شيء يذكر له سوي تصريحات وتعهدات باقامة الدولة الفلسطينية منه ومن رجال ادارته اكتشفنا انه لايتواني في تطبيق سياسة الهدنة تنفيذا للأجندة الصهيوأمريكية وبدلا من الضغط علي اسرائيل لبدأ مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين اذا بادارته تسعي لاسترضاء اسرائيل باغرائها بصفقات سلاح تقدر بالمليارات حتي يسيل لعاب ساستها ويوافقون علي هدنة مؤقتة لايقاف بناء المستوطنات لمدة ثلاثة اشهر. وهنا استعين بما قاله الفنان عادل امام سفير النوايا الحسنة لشئون اللاجئين عندما ادان الهجوم الذي شنته البحرية الاسرائيلية علي قافلة أسطول الحرية أن العالم العربي والاسلامي اعتقد أنه بعد أن حضر الرئيس الامريكي اوباما الي القاهرة وتلي خطابه للعالم الاسلامي ووعد ببداية جديدة بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي (أن المشكلة خلصت واتحلت وعندما تلي اوباما آيتين من القرآن الكريم الناس كلها قالت اللهم صلي علي النبي دي حاجة بقت زي الفل القضية خلاص خلصت وكان ناقص اوباما يطلع يؤم الناس في صلاة الجمعة). وأري أن أوباما علي الأرجح لا يختلف في شيء عن سلفه بوش بل إنه قد يكون أسوأ منه أيضا ولعل هذا ما تأكد في سياسته في الشرق الأوسط وتحديدا فيما يتعلق بتسارع وتيرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أضعاف ما كانت عليه في عهد الادارة الأمريكية السابقة. ومن المؤكد ان الادارة الامريكية تعيش أياما حالكة بسبب الحرب علي عدة جبهات وبصفة خاصة في افغانستان التي تتصاعد فيها الخسائر في الارواح والاموال يوما بعد يوم وفي العراق الذي لم يتمكن حتي الان من ايقاف نزيف الدم علي ارضه.. واكدت الادارة الامريكية مؤخرا بما لايدع مجالا للشك أن مزاعمها حول عالم خال من الأسلحة النووية المقصود بها فقط تكثيف الضغوط علي إيران خدمة لأهداف إسرائيل في المنطقة متجاهلا تماما مصالح وأمن "أصدقائه" العرب. وكان العرب فوجئوا في 29 إبريل الماضي وقبل أيام من انطلاق مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الذي عقد في واشنطن باقتراح أمريكي حول الربط بين انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار النووي وبين توقيع اتفاق سلام نهائي مع العرب. الاقتراح السابق يحمل بالطبع دلالات خطيرة حيث إنه يعني أن لإسرائيل الحق في امتلاك ترسانة نووية وتهديد جيرانها العرب طالما استمر الصراع العربي الإسرائيلي هذا بالإضافة إلي أنه يتجاهل انضمام الدول العربية للمعاهدة خلال الصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي لا يوجد مبرر أن تتحجج واشنطن بالسلام لإعفاء إسرائيل من هذا الاستحقاق. وهناك أمر آخر وهو أن اقتراح أوباما رغم أنه يعتبر تكرارا لربط إدارة بوش بين انضمام إسرائيل لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وبين إقرار سلام نهائي في الشرق الأوسط وهو ما سبق أن رفضته الدول العربية إلا أن توقيت إعادة طرحه كان يهدف بالأساس لإجهاض أية ضغوط علي إسرائيل خاصة بعد أن أثارت مصر وتركيا هذه القضية خلال المؤتمر.