تحقيق: رحاب أسامة هذه الانتخابات يعول عليها المواطن الكثير لاسيما وأنها تأتي في ظروف صعبة للغاية تمر بها البلاد والعباد، لذا فإن هذه الانتخابات تحظي بمتابعة غير مسبوقة من جميع قوي الشعب خاصة أن الدورة الجديدة يزداد فيها عدد النواب بعد إضافة مقاعد الكوتة الخاصة بالمرأة، فضلاً عن أنها تأتي في ظل اضطرابات سياسية تشهدها البلاد ليس فقط بسبب أحداث الشغب التي وقعت بالجيزة ولكن لأن هذه الانتخابات تأتي في ظل ارتقاع صوت البعض بالمقاطعة كسلاح فعال في مواجهة غياب الإشراف القضائي الكامل وعدم وجود شفافية تحيط بالعملية الانتخابية. لذا فإن البعض يراهن علي بقاء الكتلة الصامتة في مقاعد المتفرجين ليتأكد للجميع أن هذه الانتخابات ليست .للشعب. ولكن لاختيار مجلس تابع للحزب الحاكم بينما يري آخرون أن هذه الانتخابات سوف تشهد مشاركة قوية من جانب جميع قوي الشعب لأن تجارب الماضي أثبتت أن عزوف الجماهير عن المشاركة جاء بنواب لم يكونوا أهلاً لتمثيل الشعب تحت قبة البرلمان، وبصرف النظر عن مشاركة الكتلة الصامتة أو بقائها في مقاعد المتفرجين فإن الساعات الأخيرة قبيل الإدلاء بالأصوات شهدت سخونة حامية بين أنصار المرشحين، من أجل الاستحواذ علي نصيب الأسد من الناخبين وكعادة هذه الانتخابات لجأ بعض أنصار المرشحين لاستخدام طرق غير مشروعة لتحقيق هذه النسبة أبرزها زيادة الإغراءات المادية للمرشحين، وآخرون قاموا باستئجار البلطجية تحسباً لوقوع أعمال شغب من قبل بعض المرشحين لاسيما أن جماعة الإخوان المحظورة رفعت راية الجهاد باعتبارها غزوة .البرلمان. وليست انتخابات. علاء الدين حافظ كشفوا عن الوجه الحقيقي للتنظيم العسكري قطع الكهرباء واختطاف أبناء المرشحين.. أبرز مظاهر العنف البلطجية يهاجمون المسيرات الانتخابية بالسنج والسواطير اعتداءات بالسيوف والسنج، اشتباكات بالأسلحة النارية بين أنصار المرشحين وبعضهم البعض، فرض حظر تجول ببعض الشوارع نتيجة وجود حرب عصابات بها، اقتحام مكاتب المرشحين والاعتداء عليهم، خطف أبناء بعض المرشحين واحتجازهم لساعات طويلة.. تلك هي الأجواء التي سبقت عملية اختيار نواب مجلس الشعب في دورته الجديدة قبل ساحات من عملية الاقتراع اللافت أن تلك الاعتداءات التي وصلت لحد استخدام قنابل المولوتوف وتعرض بعض المرشحين للقتل لم تكن من قبل مرشحي المحظورة فقط وإنما طالت مرشحي بعض الأحزاب الأخري، وهو ما يدعونا للتساؤل عن سر تحول انتخابات برلمانية يفترض أن شعارها .مصر فوق الجميع. إلي حرب عصابات؟! هذا ما سوف نحاول ازاحة الستار عنه عبر السطور التالية: تم منع المسيرات التي أعلنت عنها جماعة الإخوان عقب صلاة العشاء في يوم 19 نوفمبر الحالي، كما تم فرض حظر التجوال في شارع أحمد أبوسليمان الذي يتبع أكثر الدوائر الانتخابية سخونة في الإسكندرية التي يترشح فيها اللواء عبدالسلام المحجوب عن الحزب الوطني وصبحي صالح عن الإخوان، كما تم قطع الكهرباء عن الشارع بعد مصادمات بين الأهالي واعتقل الأمن علي أثرها .130. من أنصار مرشحي الإخوان، كما تم استخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق مسيرات مرشحي الإخوان برمل الإسكندرية. وفي دائرة المنتزه تم تفريق مظاهرتين لتأييد النائب مصطفي محمد في المنتزه والنائب محمود عطية في كرموز بالقوة وتم الاعتداء علي المواطنين، هذا بالإضافة لاعتقال .12. من انصار بشري السمني مرشحة الإخوان في الإسكندرية خلال مسيرة بمنطقة الدخيلة، وفي دائرة منيا البصل تم الاعتداء علي أنصار النائب حمدي حسن واختطاف عضو المكتب الإداري كما تم الاعتداء علي السيدات المناصرات له، كما تم اقتحام مقر النائبين صبحي صالح والمحمدي سيد أحمد وتكسير ما يوجد بالمقر والاستيلاء علي الملصقات الخاصة بهما والأوراق الخاصة بالحالات التي يقدمها النائبان بالدائرة. إصابات خطيرة كما تم الاعتداء مرتين علي النائب جمال الزيني في مسيرته كمرشح للحزب الوطني عن دائرة الزرقا في محافظة دمياط علي مقعد الفئات حيث كانت المرة الأولي في 12 نوفمبر الحالي وأصيب فيها الزيني و.20. من أنصاره في قرية شرمساح بمركز الزرقا وتعرض للاعتداء مرة ثانية في قريتي كرم ورزوق بنفس الدائرة هذا بالإضافة للاعتداء علي .10. من أنصاره وينافس الدكتور الزيني الدكتور سعد عمارة مرشح الإخوان علي نفس المقعد. كما تعرض رمضان زرزور مرشح الحزب الناصري علي مقعد العمال في دائرة مدينة نصر لاعتداء أسفر عن إصابته بعدة جروح وإصابة نجله بإصابات خطيرة حيث فوجئ المرشح أثناء مسيرته الانتخابية بين أنصاره بجوار نادي المقاولين بمجهولين يعتدون عليهم بالحجارة وفروا هاربين، يذكر أن مرشح الناصري ينافسه توفيق فوزي مرشح الوطني وعصام مختار عن الإخوان. محاولة قتل مرشح كما تعرض الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان لمحاولة قتل علي يد بلطجية أثناء جولته الانتخابية بالسيارات في شارع 6 أكتوبر بمدينة المنيا، حيث فوجئ الكتاتني وأنصاره بمجموعة من البلطجية يقطعون عليهم المسيرة ويهاجمونهم بالسنج والسيوف والسواطير وقام أحد البلطجية بالهجوم علي الدكتور الكتاتني في السيارة التي يستقلها مما أدي لإصابة سائقه بجروح خطيرة في يده كما اعتدي البلطجية علي سيارات أنصار الكتاتني مما أسفر عن إصابة أربعة من أنصاره وتم نقلهم إلي مستشفي المنيا الجامعي فضلاً عن تحطيم أربع سيارات كانت مرافقة للمسيرة الانتخابية. تقطيع اللافتات ولم يقتصر العنف الانتخابي علي حالات الاعتداء والضرب بين المرشحين وأنصارهم بل امتد إلي تقطيع اللافتات، بل اشتعلت حرب تقطيع اللافتات مبكراً ففي 14 سبتمبر الماضي اتهم رجب رواش المرشح علي مقعد العمال في المجمع الانتخابي للحزب الوطني منافسه علي نفس المقعد بتمزيق لافتاته داخل دائرة الدقي والعجوزة، حيث تم تقطيع لافتاته التي كانت أمام مسجد مصطفي محمود بالمهندسين وعلي كوبري الدقي وأمام حديقة الأورمان. كما تم تقطيع لافتات المرشح جلال عامر وطني عن دائرة الجمرك والمنشية حيث تم تقطيع مجموعة من لافتاته. استخدام المولوتوف وفي دائرة الدرب الأحمر قامت مشاجرة كبيرة بين أنصار مرشح الوطني أحمد شيحة فئات وخصمه من الوفد النائب علاء عبدالمنعم، حيث اتهم شيحة أنصار عبدالمنعم بتقطيع لافتاته ودارت مناوشات بين الجانبين أدت في النهاية لمشاجرة كبيرة بالأسلحة البيضاء والمولوتوف أدت لإصابة ما لا يقل عن .10. أشخاص بجروح. صراع مصالح ويري أحمد بهاء الدين شعبان المحلل السياسي أن الانتخابات يصاحبها العنف لغياب العمق السياسي ولعدم وجود برامج انتخابية للمرشحين وإنما يسعي المرشحون لمقاعد مجلس الشعب لتحقيق مصالحهم فهو صراع مصالح علي البرلمان. وأضاف شعبان أن ما يحدث الآن به تجاوز وتلك تمثيلية انتخابية خاصة بعد محاصرة الفضائيات والمراقبين علي الانتخابات والإنترنت بحظر أرسال رسائل الSMS ووسائل الإعلام. صدام دموي وأشار شعبان إلي أن العنف الانتخابي جزء من العنف بالمجتمع حيث اصبحت السمة الأساسية للمجتمع هي العنف، فالمجتمع يتم دفعه حالياً للعنف ولابد أن يتواجد حدود للصراع السياسي المشتعل حالياً بهذه الدورة البرلمانية التي ستحدد مصير انتخابات الرئاسة القادمة.. وطالب شعبان المرشحين بالانتخابات علي اختلاف تياراتهم السياسية بضبط النفس لأن البلد تعاني من مشاكل اجتماعية وطائفية واقتصادية كثيرة وحتي لا يتم جر المجتمع لصدام دموي. أما طارق البلتاجي أحد المحامين المشاركين بالمراقبة علي الانتخابات فقال: إن سبب العنف الانتخابي هو استخدام النظام الفردي في الانتخابات والذي يعتمد علي فوز المرشح اعتماداً علي قبيلته أو انصاره أو عائلته، ففي طنطا تحولت مناوشة بين أنصار أحمد شوبير ومنافسه إلي معركة تبادل الاثنان فيها إطلاق النار. ثقافة السواطير وكشف أن الحرب بين المرشحين تظل مشتعلة ومباح فيها كل شيء بداية من اطلاق الشائعات علي بعضهم وتصل لذروتها يوم الانتخاب بمنع الناخبين من اختيار مرشحيهم بالسواطير وتلك ثقافة نشرها كل المرشحين مهما اختلفت تياراتهم السياسية وبدأت بصورة طفيفة في انتخابات الشعب الماضية عام 2005 وتكررت في انتخابات الشوري الماضية ولذلك يتم استخدامها في الانتخابات الحالية. سوق البلطجية بل أصبح هناك بند في الانفاق المالي لأي مرشح اسمه .بند للبلطجية. والذين يعتمد عليهم المرشح لضرب أنصار منافسيه أو لإرهابهم.. ويعتمد المرشحون علي المسجلين خطر والسوابق والذين أصبحوا معروفين بالاسم والشكل ولهم أسعار محددة يدفعها المرشح لهؤلاء البلطجية وتلك الأسعار في ازدياد .. حيث وصل سعر الرأس الواحد التي يضربها البلطجي إلي 500 جنيه أو 1000 جنيه ويحجزهم المرشحون لأن الطلب عليهم كبير وعدد هؤلاء البلطجية قليل والجديد بالأمر أن المرشحين الآن يتبادلونهم في المحافظات حتي لا يكونوا معروفين للناخبين أو المرشحين المنافسين! غياب القانون أما شريف الهلالي محام ومن المراقبين علي الانتخابات فقال: إن القانون لا يعاقب علي جرائم العنف الانتخابي بل إن تلك الأعمال التي تحدث قبل وأثناء الانتخابات لا تصنف علي أنها جريمة ولذلك لابد من وجود عقوبات للمرشحين وللذين يقومون بتلك الأعمال بل يجب أن يمنع القانون أيضاً قيام البعض بتحميل تلك الجرائم لأشخاص آخرين ليهربوا من العقاب. والسبب في ظهور العنف الانتخابي هو غياب الوعي السياسي وسيادة ثقافة العصبيات وتوريث المقاعد البرلمانية للمرشحين ولعائلاتهم.. فالمرشح يكون قوياً بعائلته أو قبيلته وليس ببرنامجه الانتخابي ولذلك يتم تقفيل الصناديق ومنع دخول المنافسين وأنصارهم والناخبين لاختيار مرشحيهم بسبب ما تقوم به قبيلة المرشح أو عائلته ويعلم المرشح أنه لا يوجد رادع لما يقوم به لأن قانون مباشرة الحقوق السياسية لم يتم تفعيل عقوباته ولذلك يتواجد العنف الانتخابي من عام 1990 حتي الآن لغياب القانون وعدم تطبيقه.