لو كان أثرياؤنا مثل جيتس لما انتحرت عجوز قنا! ما الذي يدفع سيدة مسنة من قنا إلي عمل ضد الدين وضد القيم فتخسر دنياها وآخرتها؟ كان السقوط عظيماً للسيدة التي تعدت الخامسة والستين من العمر انتحرت لتهوي أرضا صريعة ضيق ذات اليد، قبرت لأن الابن المريض بمرض عضال أحوج للدواء، والفقر يقف حائلاً منعها من ممارسة أمومتها ومن المؤكد أن تلك الأم فكرت قبل أن تقدم علي تلك الخطوة مرات ومرات لكن الجوع والألم معاً دفعاها للشعور باليأس فتخلصت من حياتها وما أقسي الشعور بالعجز أمام الأبناء خاصة المرضي منهم ولا يشعر بذلك إلا من يكابد هذا الوجع وهذا الحرمان.. جف المداد من الشكوي والصراخ علي ما آلت إليه أحوال غالبية الشعب المصري بداية من أصحاب المعاشات الذين يفتقدون الحد الأدني من الحياة الكريمة إلي الأسر التي فقدت معيلها وفقدت معه أي مصدر للرزق وانفلات غير مسبوق في الأسعار والخدمات وإلي أن تقوم الدولة بواجبها نحو الفقراء الكثر نحاول أن نجد حلاً أمام إنعدام معايير العدالة. وأتساءل ألم يسمع رجال الأعمال والأثرياء عن مبادرة .بل جيتس الملياردير الأمريكي. الذي اتخذ قراراً بالتبرع لأعمال الخير بنصف ثروته ليحذو 40 مليارديراً أمريكياً حذوه.، وسار علي نفس النهج أحد أثرياء الصين ويدعي .خين ياو. الذي قرر أيضاً التبرع بكامل ثروته والتي تعدت 560 مليون دولار من أجل أعمال الخير واستطاع أن يقنع مائة ثري صيني بالتبرع بثرواتهم للأعمال الخيرية ولا ننسي أن مؤسسة .بيل جيتس. قدمت منحة تقدر بمليون دولار أمريكي لجمعية التنمية البيئية بمنشية ناصر من أجل إقامة خمسة مشاريع تهدف إلي تحسين أوضاع عمال النظافة وأيضاً إعادة تدوير المخلفات ومصر تذخر بملايين الأثرياء ورجال الأعمال الذين يستطيعون أن يتحركوا في هذا الاتجاه فمن منطلق المسئولية الوطنية عليهم أن يناصروا الضعفاء فقراء القبور والعشش والأرصفة ومن أذلهم المرضي يواجهون خطر الموت كل لحظة. ونظرة علي كباري مصر أعلاها وأسفلها الإشارات وفي كل شبر من أرض المحروسة.. هناك من يمد يده بالسؤال رجال ونساء أطفال وشباب الفقر وحش كاسر يهدد حياة الملايين الذين يرتدون معطف الضياع مما يفسر أيضاً زيادة معدل الجريمة ما بين السرقة المقترنة بالقتل إلي تدمير النفس وقتل الذات بإدمان المخدرات. الأثرياء عليهم واجب نحو الفقراء يمليه عليهم الدين والضمير والولاء للوطن فلماذا الصمت القاتل والمخجل والليل المعتم يظلل حياة المحتاجين فحين تتجمد المشاعر ويقسو القلب وتتمرد النفس يصبح الأمل سراباً والمراد خيالاً الفقراء أكثر الناس شعوراً بالإنكسار جميعنا لاحظ كيف يلجأ الشباب إلي الانتحار ليتخلص من حياته أمام البطالة التي استشرت وكيف ضاقت به السبل.. فقد الأمل وضاع المستقبل والآن شريحة أخري من المجتمع تقدم علي هذا الفعل الآثم هزمتهم الأيام نكرهم الزمان خذلهم المسئولون. أعلن رجل الأعمال نجيب ساويرس أنه سيتفرغ للأعمال الخيرية عمل طيب نثمنه له لكن نحن في أمس الحاجة إلي آلاف الأثرياء لمدد المساعدة والعون لا وعوداً وكلمات بل فعل وعلي جناح السرعة لننقذ إخوتنا فلا يضيعون كما ضاع القمر.