المشكلة الحقيقية في حالة الخصام التي طرأت علي العلاقة بين وزير الثقافة ووكيله محسن شعلان. يبدو أن المشكلة ليست في سرقة إحدي اللوحات حتي لو كانت للفنان العالمي فان جوخ نفسه ولا المشكلة في أنها إحدي اللوحات النفيسة التي يقدر ثمنها بخمسين مليون دولار، ولا تبدو هناك مشكلة حتي وإن سرقت كل متاحف مصر نتيجة للإهمال والتسيب الذي .يبرطع. ويرتع في وزارة الثقافة، ويعشش في إداراتها المختلفة.. ولا مشكلة في كل ذلك، لأن المشكلة الحقيقية هي في حالة .الخصام. التي طرأت علي العلاقة بين وزير الثقافة ووكيله الفنان محسن شعلان والتي وصلت في طور من أطوارها إلي التراشق بنيران المدفعية ثقيلة العيار بين الجانبين فلو صحت الاتهامات التي وجهها كل طرف منهما إلي زميله في الجبهة المواجهة لأستحق كل منهما السجن ولكن لاننا في بلد لا يأخذ مثل هذه الاتهامات التي رمي كل منهما الآخر بها مأخذ الجد ولا يقف كثيراً عند الجرائم أو الاخطاء التي يرتكبها أحد المسئولين في موقعه فقد تم التجاوز عن ذلك واتجه الجميع من أصحاب النوايا الحسنة إلي ترطيب الأجواء الساخنة بين الوزير ووكيله بمنطق عفي الله عما سلف، ويا بخت من قدر وسامح، حتي لو كان.ماسلف. هذا يمثل .بلاوي كتير. تستر عليها الوزير ليحمي وكيله أو .بلاوي كتير. سكت عليها الوكيل ليحمي وزيره فليس مهماً أن نقف عند تلك .البلاوي. التي ترتكب في حق الوطن وثقافته المهم هو أن تعود المياه لمجاريها بين الوزير ووكيله ليتمكن كل منهما من مواصلة .بلاويه. في وزارة الثقافة!! ولأن السيد وزير الثقافة حريص علي اضافة المزيد من .البلاوي. التي تخصص فيها محسن شعلان وانقطع انتاجه لها في الفترة التي قضاها محبوساً علي ذمة اللوحة فقد سارع الوزير بتعيين محسن شعلان مستشاراً للوزير من .الفئة الممتازة. ليعوضه عن الحبس ويعوض الوزارة عن البلاوي التي توقفت في تلك الفترة والتي لا يقدر عليها سوي موظف عام من .الفئة الممتازة.!! ما كان لفاروق حسني أن يقدم علي هذه الخطوة قبل أن يقتنع برأي محسن شعلان في اللوحة التي تسببت في هذه الأزمة، فهي .لوحة زبالة. لا تستحق كل هذه الضجة التي اثيرت بعد سرقتها من المتحف، ولا تستحق حتي الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن للبحث عنها ولا تستحق المليون جنيه التي رصدها رجل الأعمال ساويرس لمن يعثر عليها أو يقدم معلومات عن سارقيها.. ولا تستحق أن يبقي محسن شعلان مبعداً عن وزارة الثقافة التي تحرم من عبقريته، ولا تستحق أن يتخاصم بسببها اثنان من كبار الفنانين العالميين أحدهما، وزير والآخر وكيله تلك اللوحة الزبالة لا تستحق ايا من هذا الأمور خاصة أن محسن شعلان قام برسم خمسين لوحة وهو في الحبس، كل لوحة من لوحاته الخمسين تلك تضرب لوحة فان جوخ بالحذاء فإذا كانت المتاحف المصرية قد خسرت لوحة واحدة فقد عوضها شعلان بخمسين لوحة من عنده، فان جوخ مين وجوجان مين.. عندنا محسن شعلان أفضل من أي رسام عالمي ممن يرسمون لوحات مكانها الفعلي هو صندوق الزبالة وليس متاحف مصر التي لا يقدر علي تزيينا غير لوحات فاروق حسني ومحسن شعلان! ولأن زهور الخشخاش من النوع الزبالة كما جاء في تقييم الفنان العالمي محسن شعلان لها فإن سارقها لا يستحق مليون ساويرس أو المسجد الذي ينتظره إذا ما تم ضبطه، بل انه يستحق التكريم والمكافأة لأنه خلص أحد المتاحف المصرية من .الزبالة. التي كانت تسيء إلي جدرانه! لماذا كل هذه الضجة المفتعلة علي لوحة لا تستحق الا الحرق في صناديق الزبالة؟.. والضجة الحقيقية التي كان يجب علينا أن نقوم بها هي الخصومة والعداء الطارئ علي العلاقة بين محسن وحسني ونحمد الله انها انتهت علي خير ليواصل كل منهما عمله في وزارة الثقافة بعد أن نجح كلاهما في التخلص من .زبالة المتاحف. وإهالة التراب علي .البلاوي. فيها! لك الله يا مصر.. فقديما قال المتنبي: وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا..!!