لا تطلع شمس يوم جديد إلا ويوجد طفل أو أكثر يتم بيعه بمبالغ تتراوح بين 1000 و2000 جنيه. كشفت دراسة حديثة لمركز البحوث الجنائية من تزايد انتشار ظاهرة اطفال الشوارع بطريقة تؤكد بما لايدع مجالا للشك - فشل الحكومة في مواجهتها تماما.. ان هذه الظاهرة في رأيي.. اخطر الظواهر التي تهدد مجتمعنا بل وتنذر بعواقب وخيمة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالي إن لم تسارع الدولة بجميع مرافقها في علاجها ووأدها في مهدها قبل أن تستفحل مخاطرها. هل تصدق أيها القارئ العزيز أن هؤلاء الأطفال لم يعد وجودهم محصوراً فقط علي الكباري والأنفاق والمناطق المظلمة النائية بل امتد ليشمل أيضاً الشوارع الرئيسية والميادين العامة .عيني عينك... يفترشون أرصفتها للنوم عليها بكل ارتياحية لقد بلغت جرأتهم إلي حد أنهم يتخذون من بعض الشوارع الموجودة بوسط البلد بالقرب من .ميدان لاظوغلي. وكراً يمارسون فيه كل أنواع الإجرام وترويع الأهالي، يحملون في أيديهم أكياس .الكلة. يشتمونها أمام المارة بكل تبجح.. عيونهم زائغة نظراتهم غاية في الخطورة يتطاير الشرر منها كأنها رسالة تحذيرية لكل من تسول له نفسه الاقتراب منهم أو مطاردتهم وتهديدهم. إن المشكلة الآن لا تكمن فقط في أطفال الشوارع بل أنها تطورت وتحولت ليكون هؤلاء الأطفال تربة خصبة للاتجار في البشر خاصة وقد أكدت كل المتابعات أن فتاة الشارع التي تبلغ 12 أو 13 سنة غالباً ما تكون قد تعرضت لحالات من الاغتصاب الجنسي بصورة يومية وعشوائية، أسفرت عن حالات حمل لأطفال مجهولي النسب يطلق عليهم .أبناء الشعب. هؤلاء الأطفال يتعرضون بدورهم عندما يكبرون للاغتصاب والاعتداء الجنسي لاخضاعهم بعد ذلك لتنفيذ الأوامر، سواء بالسرقة أو التسول.. أو .القتل. لو اقتضي الأمر! هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت، دون سابق انذار فهم علي استعداد لارتكاب أبشع الجرائم مقابل حفنة من الجنيهات تلقي أمامهم. هل تصدق يا عزيزي.. أنه لا تطلع شمس يوم جديد إلا ويوجد طفل أو أكثر يتم بيعه بمبالغ تتراوح بين 1000 و2000 جنيه.. والسوق مفتوحة!! منذ أيام تمكنت وزارة الداخلية من خلال الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث من ضبط 3 تشكيلات عصابية تجبر الأطفال علي التسول وممارسة الجنس بعد ترويعهم والتهديد بقتلهم.. كما تمكنت مباحث الجيزة من القبض علي عاطل وصديقه يقومان باستغلال الأطفال في أعمال التسول بمنطقة كرداسة بعد إحداث عاهات مستديمة لهم!! إن ظاهرة أطفال الشوارع كما قلنا قنبلة موقوتة معدة للانفجار في أي لحظة إذا لم يتم التعامل معها بأسرع وقت ممكن وهي إن دلت فإنما تدل علي وجود خلل في الأسرة المصرية وغياب الرقابة وقبل كل شيء .الفقر... وتردي الأحوال الاقتصادية في البلاد. إنها واحدة من أخطر الظواهر المجتمعية خاصة أن هؤلاء الأطفال تجمعهم علاقات عشوائية يمارسون فيها الإجرام بكل صوره واشكاله فهم قد تشكلت نفوسهم علي كراهية المجتمع والحقد عليه وعدائه والعمل علي النيل منه والنظر إلي الأسوياء من الناس علي أنهم أعداء لهم.. وهنا تكمن الخطورة أن هدفنا من كتابة تلك السطور تسليط الضوء علي هذه الظاهرة وألا تكون تلك الحوادث التي تطالعنا بها الصحف بين الحين والآخر مجرد سحابة ومرت حتي لا نصحو في يوم من الأيام علي كارثة جديدة ثم نبكي علي اللبن المسكوب .خاصة أن أسعاره قد ارتفعت خلال الفترة الأخيرة.!!