ظاهرة تهدد برلمان 2010 نواب الباراشوت!! حملت الأيام الماضية تصريحات من قيادات الحزب الحاكم تشير الي وضع عدد من المعايير الموضوعية والشفافة لاختيار نوابه في الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها نهاية الشهر المقبل لتقضي علي عدد من الظواهر السلبية التي كانت مثار انتقادات للحزب وابرزها ظاهرة نواب الباراشوت الذين يهبطون علي الدوائر الانتخابية قبيل اجراء العملية الانتخابية دون سابق خبرة او دراية بهموم وآلام اهل الدائرة رغم هذه التصريحات الا ان الانتقادات لازالت تأكل كالنار في الهشيم وان المجمع الانتخابي أو الانتخابات الداخلية التي تجري داخل الحزب الحاكم لتسمية مرشحين في انتخابات 2010، لم تكن كفيلة بدحض هذه الاتهامات لاسيما مع بروز عدد من الاسماء داخل الدوائر ليس لهم علاقة بهذه الدوائر ولايملكون قاعدة جماهيرية تؤهلهم للفوز بمقاعد في البرلمان وهنا يثور التساؤل عن السر في مغامرة الحزب الحاكم بأسماء مجهولة الهوية في بعض الدوائر?! من ابرز الامثلة الصارخة علي استمرار ظاهرة نواب الباراشوت ما يحدث في الوادي الجديد حيث لاحديث سوي عن (الست ستات) اللاتي هبطن بالباراشوت علي مركز ومدينة الداخلة واعلن خوضهن للانتخابات عن الدائرة رغم ان خمسة منهن من مواليد القاهرة ومقيمات بها اقامة كاملة هن وعائلاتهن وليس لهن علاقة بأبناء الداخلة ولايعرفهن نهائيا وانهن قررن تغيير محل اقامتهن علي الورق.. وبخلاف ذلك هناك العديد من الامثلة الاخري جميعها يصب في اتجاه تغيير محل الاقامة هربا من دوائر (المركز) التي غالبا ما تكون محجوزة لاقطاب الحزب الحاكم او الوزراء بحكم نفوذهم الي دوائر (الاقاليم) التي تعد بمثابة ملعب مفتوح امام مرشحي الحزب الحاكم لاينافسهم فيه سوي مرشحي جماعة الاخوان المسلمين وغالبا ما تميل الكفة لمصلحة نواب الحزب الحاكم لما يجدون من مساندة ودعم من جميع الاجهزة التنفيذية والشعبية. اتهامات باطلة هذه الاتهامات اثارت غضب الدكتور هاني الناظرعضو لجنة السياسات بالحزب الحاكم حيث اكد ان مثل هذه الاتهامات الغرض منها الصوت العالي فقط او المعارضة من اجل التواجد، لانه لايوجد دليل واحد علي ترشيح نواب الباراشوت في الانتخابات القادمة لان الحزب الوطني وضع عدداً من المعايير التي علي ضوئها يتم اختيار مرشحين جميع الدوائر ابرز هذه المعاييراستطلاعات رأي سرية تم اجراؤها في الدوائر للوصول الي الشعبية الحقيقية للمرشحين: وان يتحلي المرشح بالنزاهة والعمل التطوعي وان يكون محبوباً من اهل الدائرة فضلا عن حسن السمعة هذه المعايير روعيت تماما في الاختيارات الاولية لمرشحي الحزب ثم تلي ذلك خطوة المجمع الانتخابي واجراء انتخابات داخلية يشارك فيها مالايقل عن 2 مليون عضو من اعضاء الحزب فكيف بعد كل هذه الخطوات تتحدث عن نواب الباراشوت?! وشدد عضو لجنة السياسات ان القيادة السياسية اصدرت اوامرها بأن يكون مرشح الحزب في هذه الانتخابات علي قدر المسئولية وان يكون اهلاً لذلك، لان هذه الانتخابات لن تكون نزهة للحزب الحاكم خاصة بعد حالة الحراك الفعال التي يشهدها الشارع السياسي فالحزب يسعي لان تكون هذه الانتخابات درساً جديداً في النزاهة والشفافية خاصة انها تسبق الانتخابات الرئاسية بشهور قليلة وطالب الناظر المعارضة بعدم ترويج اتهامات عفي عليها الزمن لان حزب الاغلبية قطع خطوات شاسعة نحو الافضل بفضل التطوير الحاصل داخل الحزب. لقب العائلة اذا كان عضو لجنة السياسات بالحزب الحاكم يري تلاشي هذه الظاهرة بفضل المعايير التي وضعها الحزب فإن رجل الشارع ايضا اعلن التمرد ضد نواب الباراشوت بعد ان اثبتت تجربة السنوات السابقة عدم وفائهم بالوعود التي قطعوها علي انفسهم بخدمة ابناء الدائرة. وفي هذا الصدد يقول محمد ابراهيم محاسب: للاسف الشديد فإن معظم نواب الدوائر حاليا ليس لهم علاقة بأبناء الدائرة، فالرابط الوحيد بينهم وبين دائرتهم لقب العائلة وهذا الرابط غير كاف علي الاطلاق لان يكون النائب ممثلا عن الدائرة، وراهن بأنه في حالة اجراء انتخابات نزيهة فإن معظم هؤلاء المرشحين لن يحققوا اصواتاً تذكر ضاربا مثالاً علي ذلك بالكثيرمن ابناء العائلات التي تمتد جذورها الي الصعيد وهم يعيشون في القاهرة لذلك فإن الصعيد رغم انه يحظي بنسبة كبيرة من مقاعد البرلمان الا انه الافقر خدميا وتساءل كيف يرشح وزير يقضي اوقاته بالقاهرة نائبا عن احدي مدن محافظة سوهاج فهل وقته سمح له بالاجتماع بأبناء الدائرة او الوقوف علي المشاكل التي يعانون منها.. ام انه يعتمد علي بعض المرشحين بتغيير محل الاقامة قبل شهور من الترشيح لمقاعد البرلمان مؤكدا ان ذلك وراء ظاهرة نواب الباراشوت لافتا الي انه لابد ان يكون هناك تشريع يحارب هذه الظاهرة لانه ليس من المنطقي ان يكون محل الاقامة علي الورق بوابة العبور امام البرلمان. واضاف اختيارات الحزب الوطني خلال السنوات السابقة عززت من تنامي هذه الظاهرة لان ابناء الدائرة كانوا يفاجأون بمرشحين عنهم لم يسمعوا عنهم من قبل وهو امر تسبب في ازمات كثيرة خاصة في الدوائر التي تتصارع فيها العائلات علي المقاعد البرلمانية. مدير مدرسة ثانوية- إن نواب الباراشوت ظاهرة ايجابية شريطة ان يكون هذا الشخص مسئولاً أو وزيراً في الدولة لانه حينما يكون النائب عن الدائرة وزيراً في الحكومة فإن الامر يختلف لأنه يكون قادرا علي تحقيق طموحات ابناء الدائرة فلا يهمني ان يحقق لي الخدمات فحجم الانجازات التي يقدمها النائب هي التي تتحدث عنه وليس محل اقامته هو الذي يتحدث عنه. تحقيق: علاء الدين حافظ