انهت فرق الانقاذ في تشيلي إنقاذ آخر عامل من عمال منجم سان خوسيه الذين كانوا عالقين فيه بسبب كتل صخرية منهارة يقدر وزنها 700 ألف طن تسببت في اغلاق مدخل المنجم في الخامس من أغسطس الماضي مما أدي إلي محاصرة العمال إلي أكثر من شهرين. وذكرت المصادر إنه تم انقاذ العمال الثلاثة والثلاثين بواسطة كبسولة تتسع لعامل واحد فقط في كل مرة. وتجري تباعا فحوص طبية مبدئية علي العمال في المستشفي الميداني الذي أقيم لهذا الغرض، ثم تقوم مروحيات بنقلهم إلي مستشفي آخر في مدينة كوبيابو لتقديم الرعاية الطبية الكاملة.وكان الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا وحرمه سيسيليا موريل وأقارب العمال المنكوبين كانوا في وداع خبير الإنقاذ وهو يغادر سطح الأرض داخل الكبسولة، التي أطلق عليها اسم "طائر العنقاء" متوجها إلي داخل المنجم حيث ينتظر العمال ال 33 منذ 69 يوما.وأكد رئيس تشيلي أن هذه الكارثة بكل ما انطوت عليه من معاناة تحمل في طياتها درسا مهما لكل الناس، وأن الجميع في تشيلي وربما في العالم تعلموا درسا في الوحدة والشجاعة والإيمان والأمل".وشدد علي أن "العمال أنفسهم تعلموا من هذه التجربة المريرة، ولم يعد هؤلاء الرجال هم الرجال الذين ظلوا في أحشاء الجبل لمدة 70 يوما، لقد أصبحوا أناسا آخرين، وأدركوا روعة الحياة".يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعرب عن تقديره للجهود التي بذلت في عملية انتشال عمال منجم النحاس والذهب الذي انهار مدخله في شهر أغسطس الماضي في تشيلي.وقال أوباما:"دعوني أن أشكر العديد من ذوي النوايا الحسنة في تشيلي والولايات المتحدة أيضا، وكل أنحاء العالم ممن ساهموا في عملية الانقاذ كفريق وكالة الفضاء الأمريكية الذي ابتكر كبسولة الانقاذ، وشركات القطاع الخاص التي صنعتها، والمهندسين الأمريكيين الذين جاءوا من أفغانستان لتشغيلها.ويستغرق صعود الكبسولة في بئر حفر خلال 33 يوما، 15 دقيقة بيد انه مع تحضير كل رحلة يتطلب الامر نحو ساعة لصعود كل عامل.وتم إرسال ملابس خاصة للعمال يرتدونها خلال عملية الصعود داخل الكبسولة، وكانت هذه الملابس من نفس النوع المصمم خصيصا لرواد الفضاء وبها أدوات لمراقبة درجة حرارة الجسم وسرعة التنفس ومعدل ضربات القلب.ووضع المنقذون ترتيب صعود العمال مسبقا علي قاعدة اعطاء الاولوية للاكثر "مهارة" ثم "الاضعف" واخيرا "الاقوي" القادرين علي تحمل طول الانتظار.وقد تدفق اكثر من الفي صحفي من العالم بأسره بالاضافة الي 800 شخص من اقارب واصدقاء العمال، الي الموقع لتغطية "النهاية السعيدة" لعملية نجاة تحت الارض غير مسبوقة.