كلمات أطلقها الرئىس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة وهي مكافحة الفساد، إن أمر مكافحة هذا الأخير ليس بالأمر اليسير فالفساد متغلغل في كل أجهزة الدولة وأصبح الفساد جزءاً من التعامل اليومى مع الأجهزة الحكومية، من منا يا سادة لم يدفع رشوة تحت مسمي حلاوة؟ بالطبع أغلبنا فعل هذا الأمر بالرغم من ترسانة النصوص العقابية التي تحارب الفساد وعلي رأس تلك النصوص، نصوص قانون العقوبات الصادر منذ عام 1937، إذاً الفساد أصبح أمراً ملموساً ولم تستطع النصوص اقتلاعه بل ظل ينمو في البيئة الإدارية وأصبح جزءاً منها، فأصبحنا الآن تحت مقولة فساد الإدارة أم إدارة الفساد، واتجهت الدولة منذ ستينيات القرن المنصرم إلى إنشاء أجهزة تكافح الفساد الإداري مثل جهاز الرقابة الإدارية وجهاز الكسب غير المشروع والجهاز المركزى للمحاسبات ولجنة الشفافية والنزاهة في وزارة التنمية الإدارية وأبلت تلك الأجهزة بلاءً حسناً في ضبط عدد كبير من قضايا الفساد، هذا وقد ورثت الدولة المصرية كماً هائلاً من مظاهر الفساد. ورغم هذا الكم الهائل قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي إعلان الحرب عليه بكل الطرق، فقال الرئيس لا تستر علي فساد وأنه أطلق يد الرقابة الإدارية في مكافحة الفساد بكل الطرق وبكل حرية والآن تتوالي علينا قضايا فساد يحاكم فيها موظفون كبار وصغار علي السواء تم ضبطهم من قبل الرقابة الإدارية، وتتوالي إحالة الموظفين بتهم الفساد إلى محاكم الجنايات لتتحول مقولة الرئىس إلى واقع ملموس »لا تستر على فساد«، ومن القضايا الخاصة بالفساد والتي تم ضبطها وإحالة المسئول فيها للقضاء الجنائي وهي ليست الأولي ولن تكون الأخيرة رشوة مستشار وزير الصحة لشئون أمانة المراكز الطبية المتخصصة والتي تم القبض عليه متلبساً تقاضي رشوة مالية بقيمة 4.5 مليون، وهنا فعلي كل وزارة أن تحارب بنفسها الفساد وإلا سيتم القبض علي الفاسدين مهما كانت مراكزهم داخل الوزارة أو سطوتهم أو قربهم من الوزير، وإذا كان قطار مكافحة الفساد مر علي وزارة الصحة فإنه سوف يمر علي باقي الوزارات، فلا استثناء لوزارة أو جهة أو مسئول من الرقابة وضبط المسئولين وإحالتهم للمحاكمات العاجلة »فلا تستر علي فساد« علي كل وزارة أن تراجع دفاترها وعلي كل وزير أن يراقب بطانته، فبجوار مكتب وزير الصحة يوجد مكتب مستشاره الذي تم القبض عليه متلبساً، فعلي باقي الوزارات الحذر ثم الحذر فقطار الرقابة الإدارية لن يرحم أحداً ويكفي تلميحات الرئىس واشاراته باطلاق يد الرقابة الإدارية في شأن مكافحة الفساد وكأنه يلوح لهم بأنه قد أعذر من أنذر.