في ستينيات القرن الماضي، أراد طفل أن يقلد "فرافيرو"، ويطيرمثله، فكانت الكارثة التي اهتز لها المجتمع المصري، وفرافيرو لمن لايعرفه من الأجيال الجديدة، فأر لديه قوة خارقة يستخدمها لنصرة الخير، والشخصية مستوحاة من مسلسل أمريكي في أربعيينيات القرن الماضي باسم mouse mighty""، قام الفنان الكوميدي فؤاد المهندس بدبلجة العديد من حلقاته لتلقي نجاحا كبيرا في ذلك الوقت لدي الأطفال. لكن خطورة فرافيرو المجتمعية لم تظهر، ورغم نواياه الطيبة، إلا عقب عرض فيلم "العتبة جزاز" عام 1966 التي حاكي فيه عبد الحفيظ- فؤاد المهندس – سلوك الفار فرافيرو، الذي ما أن يسمع أغنية "العتبة جزاز" حتي تنتابه قشعريرة وقوة خارقة تجعله يطيح بأي عدد من الرجال الأشرار. وكاد "عبد الحفيظ"، بحسب احداث الفيلم، يلقي حتفه تحت تاثيرالتنويم المغناطيسي، وهو في طريقه لأن يلقي بنفسه من فوق بناية عالية، لولا سمع أغنية "العتبة جزاز"، وهو ما أراد أحد الطفال أن يقلده طائرا، فكانت الكارثة. إذا كانت شخصية فرافيرو الخيرة، قد تسبب في وفاة طفل، لم يسلم الفنان الكبير من النقد بسببها طوال حياته، لعدم التحذيرمن تقليدها، فما بالك بمن يلعب بالنار ويقول مننشيا فيما تحدثه نفسه خلال برومو الحلقات: "انت ايه معندكش قلب ولاضمير؟"، فيرد ساخرا دون أن يلقي بالا لخطورة كلامه " أنا قلبي مات وضميري انتحر". قل لي بالله عليك، اذا كان العظيم فؤاد المهندس لم يسلم نبل قصده في إسعاد الأطفال بشخصية وسلوكيات فرافيرو من اللوم، حين قلده طفل فلقي حتفه، فكيف بمن يحرضك علي الشر واللامبالاة وارتكاب الجرائم باسم الكوميديا مازحا: " قد ايه شيء ممتع انك تشوف واحد بيولع قصاد عينيك"! ما قدمه الفنان الكوميدي الذي أتابع أعماله السينمائية بسعادة رامز جلال، في "مقلب" هذا العام، شيء زاد عن حده للغاية، ويضر قبل صحة ضيوفه، بالمجتمع كله، خاصة الأجيال الجديدة التي تستقبل أي وافد درامي مخرب، أو كوميدي يشيع اللا مبالاة والفوضي بين أبنائه، بترحاب غريب، كأنه جزء أصيل من شخصيتها، وللأسف فإن تجاهله والسكوت عليه، إنما هو أيضا لعب بالنار ب "الصلاة ع النبي المختار"! [email protected]