رغم انني قضيت عمرى صحفيا متخصصا في الشئون الأمنية وتربطني علاقات صداقة ومودة مع ضباط وقيادات ووزراء داخلية اعتز بصداقتهم ..ورغم انني كنت من أوائل المدافعين عن الداخلية في لحظات انكسارها واقتحام منشآتها أثناء حكم الإخوان وناضلت مع الزملاء الصحفيين والإعلاميين الوطنيين من اجل ان تعود الداخلية للشعب قوية تحفظ أمنه واستقراره مثمنين جهود رجالها وتضحيات شهدائها.. فإنني اعتبر أن ما حدث من اقتحام مبنى نقابة الصحفيين – أو دخول المبنى بطريقة آمنة – كما جاء في بيان وزارة الداخلية للقبض على اثنين من الزملاء الصحفيين خطيئة وغباء سياسي.. أقول هذا رغم رفضي لاحتماء مطلوبين داخل مبنى النقابة ورغم استيائي مما قرأته للزميلين المتهمين على مواقع التواصل الاجتماعي من تجاوزات مرفوضة ضد الرئيس والجيش والشرطة.. لكن انتهاك نقابة الصحفيين أساء إلى الدولة لا سيما ان الرئاسة اكدت انها لم تكن تعلم شيئا عن هذه الواقعة التي تم تقديمها للأسف هدية على طبق من ذهب لأعداء الوطن المتربصين الذين تلقفوها وبدأوا على الفور في إثارة المجتمع الدولي ووظفوا الحدث للنيل من مصر ونظامها داخليا وخارجيا.. اتمنى ان يسارع الرئيس السيسي – وهذا قدره – بالتدخل لاصلاح اخطاء حكومته لانهاء هذه الأزمة ومحاسبة كل المخطئين أياً كان مناصبهم ومواقعهم.. لأن الحكومة تركت الأزمة وسافرت الى الشواطئ لشم النسيم وكأن الأزمة التى أصبحت حديث العالم فى بلاد الواق واق. ان ما حدث سابقة خطيرة وكان بمقدور الشرطة أن تنأى بنفسه عن الصدام مع نقابة الصحفيين وفي نفس الوقت تنفذ قرار النيابة بضبط الزميلين المحتميين داخلها بأن تطلب رسميا من نقيب الصحفيين تسليم الزميلين المتحصنين داخل النقابة مع ضمان حقيهما في تحقيقات عادلة وساعتها لم تكن النقابة لتتأخر عن تسليمهما واذا تقاعست لن يرحمها الرأي العام ..ايضا كان يجب إخطار النقيب وعضو من النيابة العامة لحضور واقعة القبض عليهما وفقا للمادة 70 من القانون رقم 76 ..لكن الشرطة لم تفعل ذلك رغم أن هناك العديد من الوقائع أرجأت فيها تنفيذ قرارات ضبط واحضار بعد تحصن المطلوب ضبطهم في أماكن يحظر القانون دخولها مرة ويحظر العرف دخولها مرات ولو من قبيل المواءمة.. الخطير في الأمر ان اصحاب الأجندات الخاصة والمنظمات المشبوهة وجدوا ضالتهم في هذه الواقعة وبدأوا الصيد في الماء العكر لاشعال نار الفتنة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية والدولة.. لذلك فإنني اطالب الجميع بان ينتبهوا ويرتفعوا إلى مستوى الحدث وإلا يقدموا مصر بأيديهم إلى موائد اللئام كي ينالوا منها ويحقق أعداء الوطن ما يريدون بجهود آخرين عن طريق الاستعانة بصديق!