لاشك أن الأمة العربية تعيش الآن أسوأ فترة من فترات تاربخها الحديث وتشهد حالة من التفكك والتشرزم والارتباك السياسى وتعيش شعوبها معاناة انسانية كبيرة بسبب الحروب الأهلية والهجرة الجماعية للنجاة بأنفسهم للحفاظ على حياتهم المهددة بسبب نار الصراعات العرقية والمذهبية التى أججتها وأشرفت علي تنفيذها قوى دولية كبرى أعدت مشاريع إقليمية خطيرة تهدف الى تفكيك دولها والسيطرة على ثرواتها وتدمير اقتصادياتها لتنشغل بأزماتها المشتعلة التى سببت حالة من الضياع والفراغ في الأمة دون وجود حد أدنى من رؤية عربية مشتركة بسبب انشغال كل دولة بما لديها من مشاكل وصراعات لاتنتهى فيما تنبأت مصر بما يخطط لها وتمكن رجال جيشها وشرطتها بمعاونة شعبها الصبور من احباط مخطط تآمر يهدد وحدتها ويسعى لاشعال حرب أهلية بها تم التخطيط له بمساعدة قوى الارهاب والتطرف وتمكنت قواتنا المسلحة الباسلة من احكام قبضتها على شبه جزيرة سيناء وحصار الجماعات التكفيرية والارهابية بها والتى لم تعد قادرة على التحرك لكنها لاتزال تحاول العبث بأمن البلاد كما لاتزال حدودنا الغربية مع ليبيا تمثل تهديدا من الجماعات المتطرفة الموجود هناك "داعش" بعد هروبها من سوريا والعرق تحت وطأة اشتداد الضربات الروسية والفرنسية والانجليزية وعلى استحياء الأمريكية . والمتابع للأحداث السيئة التى تعيشها الدول العربية يدرك أن دولها استيقظت متأخرة وفهمت أن ثورات الربيع العربى التى اشتعلت فى دول المنطقة فجأة كانت أكذوبة كبرى بعد أن أدركت أن بعض الدول الأوربية ومعها الولاياتالمتحدة لم تكن فى يوم من الأيام حريصة على مصالح وحقوق شعوب المنطقة بعد أن استعمرت بعض دولها هذه المنطقة لعقود طويلة وكان ذلك هو المسئول الأول عن تخلّفها وعن أنظمتها وعن تقسيمها وعن استنزاف الدول المجاورة لها في حروب متواصلة وعن احتلال فلسطين وتشريد شعبها لتزرع إسرائيل في قلبها كما ساهمت بعض هذه الدول الكبرى في تأسيس جماعات العنف والتطرف والإرهاب فى العالم الاسلامى ثم في تسهيل وجود هذه الجماعات وانتشارها بدول المشرق العربي وهاهي هذه الدول الآن تتحدث عن أمن وحرية ومصالح الشعوب العربية في حين شجعت بعض شعوب المنطقة على استخدام العنف المسلّح من أجل تغيير حكوماته بحجة السعى الى الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية.