هل يتدخل الفقي قبل انفجار الغضب؟ ميزانيات برامج رمضان تفجر أزمة في التليفزيون صرف أجور شهر يوليو بعد الإعلان عن الصعود لوزير الإعلام ينتظر أغلب العاملين في ماسبيرو وفي قطاع التليفزيون تحديداً شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر حيث تدور عجلة العمل والإنتاج البرامجي ويشتم العاطلون إجبارياً أنفاسهم ويعودون للمشاركة في العمل قبل أن تصدأ عقولهم بفعل قرارات غير معلنة بحصر الأعمال البرامجية علي مجموعة بعينها بدعوي أنهم العباقرة والقادرون علي تغيير شكل الشاشة ومضمونها. قبل بداية الشهر الكريم كانت القرارات الواضحة من أنس الفقي وزير الإعلام أن يشارك الجميع في الخرائط البرامجية وأن يقوم الجميع بتقديم أفكارهم ليتم تقييمها من قبل لجان مخصصة لعملية التقييم هذه.. وبالفعل تسابق الجميع بأفكارهم وأخذوا إشارة البدء لإنجاز المهام الموكلة إليهم وسعت نادية حليم رئيس قطاع التليفزيون بكل طاقتها لإحلال مبدأ المساواة والعدل بين الجميع وبدأت تتدخل لحل كثير من المشكلات أبرزها عدم توافر استديوهات وصعوبة عمل المونتاج في الوحدات المخصصة بعد تخصيص الفاينال كات في الطابق التاسع للمحظوظين والكبار. كانت المشكلة الأولي التي واجهها العاملون من مخرجين وخلافه تتمثل في ضرورة انتظار اختيار برامج الكبار والمحظوظين ووضع توقيت مناسب لها وفترة زمنية معقولة علي الشاشة وذلك لضمان أكبر قدر من الميزانية وبعد التفرغ من برامج الأكابر بقيت مساحة زمنية محددة أو بالأدق محدودة فتم توزيع عشرات البرامج عليها مع فرمان بتخفيض مدة أي برنامج علي الشاشة ليكون عشر دقائق فقط دون النظر لنوعيته ولا جودته ولا حتي أهميته ليتحول الأمر إلي ما يشبه توزيع ما تبقي من الغنيمة علي بقية الرعية.. وعندما يأتي اختيار توقيت العرض يتكرر الأمر نفسه حيث يتم تسكين برامج الأكابر في الأوقات الأكثر مشاهدة في حين يتم ترحيل برامج الدقائق العشر إلي توقيتات من المستحيل حتي أن يشاهدها صانعوها. ينتهي شهر رمضان ويفاجأ .الرعية. الغلابة بأن ميزانيات البرامج لم يتم اعتمادها رغم عرض البرامج والانتهاء من عرضها ثم تحدث المفاجأة الكبري بصدور قرار آخر بتخفيض ميزانيات برامج الدقائق العشر وبالطبع يتم تطبيق الأمر عليها مجتمعة.. وهنا يصاب العاملون بهذه البرامج بحالة من الضيق الشديد ويصعدون إلي رئيس التليفزيون ويحاولون فهم الحقيقة منها فتأتي الإجابة المفجعة وتتمثل في أن رئيسة إحدي القنوات هي التي طالبت بتخفيض ميزانيات البرامج، الأمر الذي وضع رئيس القناتين الآخريين في موقف شديد الصعوبة.. كانت النتيجة الطبيعة هي تجمع الرعية انتظارا للقرار الأخير مع وجود إصرار شديد علي إنصافهم في الميزانية بعد أن ضاعت حقوقهم المعنوية في برامج العشر دقائق وسماعهم لقيادي كبير عندما اجتمع بهم بأنه لا يعترف بالبرامج الصغيرة لأنه لايوجد من يشاهدها. العاملون في قطاع التليفزيون تساءلوا هل حدث في قطاع المتخصصة نفس الأمر وهل من المعقول أن يتم عمل برامج والانتهاء منها دون اعتماد الميزانيات الخاصة بها وإذا كان الأمر هكذا فلماذا تم صرف ميزانيات برامج الأكابر ولماذا لم يتم تخفيضها ولماذا توجد فئة حصلت علي حقوقها وفئة لن تري حصتها إلا بطلوع الروح. التفكير لديهم الآن هو التجمع للصعود مباشرة إلي مكتب وزير الإعلام في حالة الإصرار علي تعرضهم للظلم خصوصاً أن جميع القيادات أكدت أن شهر رمضان شهد اقبالاً إعلانياً كبيراً وحقق أرباحاً لم تحقق من قبل وبالتالي فالسؤال هو هل هي مجرد كلمات تطلق في الهواء لتبييض ماء الوجه. المشكلة الأكبر تتمثل في أن تخفيض الميزانيات يأتي في الوقت الذي تأخر فيه صرف الحقوق المالية للشهور الأخيرة وبالتالي فإن الغضب سيكون أكبر وهو ما يدعو لسرعة تدخل الفقي قبل أن تتفاقم الأمور حيث نما إلي علم العاملين في القطاع أن قيام الماليات بصرف شهر يوليو يوم الأحد الماضي جاء لاحتواء غضبهم وعدم صعودهم لمكتب وزير الإعلام وأن الأموال كانت موجودة بالفعل في الخزينة منذ عشرة أيام وأن الصرف لم يتم إلا بعد إعلانهم عن غضبهم .. المشكلة القادمة أكبر وتحتاج إلي السرعة في حلها. هشام زكريا