حديث الثلاثاء شغب تونسي وتكريم شرطي يبدو أن التعصب الأعمي للكرة سوف يصبح مرضاً خطيراً يهدد الشعوب وقد يمتد إلي نشوب خلافات وأزمات بين الدول. ولعل .الشغب. الذي يحدث في الكثير من الملاعب في العديد من الدول خير شاهد علي ذلك وما حدث في فرنسا من أشعال حرائق وتحطيم سيارات أثناء كأس العالم دليل ومثال علي العنف الذي خرج من تحت عباءة التعصب للكرة. وما حدث مساء أمس الأول في استاد القاهرة فصل من مسلسل شغب جماهير الكرة.. لقد شاهد كل مشاهدي التليفزيون وعلي الهواء مباشرة ما قامت به مجموعة من جماهير تونس من شغب وعنف وإطلاق .الشماريخ. وتكسير وتحطيم مقاعد الاستاد وقد رأينا بأعيننا ما قام به نفر قليل من مشجعي تونس بتكسير الكراسي لاستخدامها في الاعتداء علي رجال الشرطة. وهنا لابد من توجيه التحية لجنود وضباط الشرطة المكلفين بتأمين جماهير الاستاد فلقد تعاملوا مع هؤلاء بحرفية شديدة ونجحوا في منع أي تداخل بين الجماهير المصرية مع التونسية واستطاعوا أن يصلوا بالمباراة إلي بر الأمان وسط حشد جماهيري تخطي السبعين ألف مشاهد إلا أنني لابد أن أنوه إلي هذا الشرطي الذي شاهدناه عبر شاشة التليفزيون الذي أمسك .بطفاية الحريق. بكل قوة ولم ينجح هؤلاء المشاغبون في أن يخطفوها منه لاستخدامها في شغبهم.. للأسف هذا الشرطي تعرض للضرب والاعتداء الوحشي ولكنه ظل يقاوم ولم ينجحوا في الاستيلاء علي .الطفاية.. إنني هنا أدعو اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية لتكريم هذا الشرطي الذي استمر في القيام بواجبه رغم وحشية الاعتداء. إن هذه الفئة المتعصبة في مباريات الكرة لابد من مقاومتها ومحاصرتها بكل الطرق.. فهؤلاء أعماهم التعصب ففقدوا العقل والرشد وينشرون العنف داخل المدرجات ولا يجب أن نقلل من أهمية ذلك باعتبارهم عدداً محدوداً فلنتذكر المثل القائل .معظم النيران تأتي من مستصغر الشرر.. إلا أنني هنا أشيد بالمعلق الرياضي التونسي في ستوديو الجزيرة الرياضية الذي استنكر ما حدث في ستاد القاهرة واعتبر أن ما قاموا بذلك لا يمكن أن يكونوا .تونسيين. واعتبرهم .فئة غير مسئولة.. إن مواجهة شغب الملاعب باعتباره ظاهرة خطيرة تهدد أمن المجتمعات ليست مسئولية .الفيفا. فقط بل مهمة ضرورية للدول والتي عليها أن تتخذ جميع الاجراءات اللازمة لتأمين الجماهير وحماية المنشآت وقد تكون الاتفاقيات الأمنية بين الدول في هذا المجال إحدي الآليات. وهناك أيضاً مسئولية مهمة للإعلام ليس من خلال توعية الجماهير بل إظهار هؤلاء المشاغبين في صور مسيئة للمجتمع والتي يرفضها الجميع. فليتعاون ويتكاتف الجميع من أجل الحفاظ علي متعة كرة القدم التي تسعد الجماهير.