صوت سكن فى القلوب، وسمعته الملايين - كباراً وصغاراً- من المحيط إلى الخليج، وقد تربوا على صوته واستمدوا منه العزيمة والكفاح لمواصلة النضال الوطنى ضد قوى الاستثمار والرجعية. وكان صوته باعثاً على العزة والكرامة فى عهد رفع شعار.. ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الذل والاستعباد«. انه ليس مجرد رائد من رواد الاذاعة المصرية ولا إعلامى قدير صاحب مدرسة وعميدها الأول فى تخريج دفعات متلاحقة للإعلام العربى فحسب، بل ليس لكونه مجرد مؤسس لصوت العرب بل تخطى ، اسم احمد سعيد كل هذه الألقاب والمناصب ، يعرفه الرؤساء والزعماء والملوك وامتلك خزينة أسرار الحكام العرب، وعشقته الجماهير العربية عشقاً لا يدانيه عشق، ففى الجزائر تصدر اسم احمد سعيد كل دفاتر المواليد فى ربوع القرى والمدن والبلدان الجزائرية وفى اليمن كان المواطنون يذهبون لشراء الراديو فلا يعرفون أنواع الماركات ولكنهم يقولون للبائع »نبغى نشترى صندوق أحمد سعيد« وفى سلطنة عمان ذهبت الاعلامية القديرة لمقابلة واحد من أهم رجال الأعمال فى العالم وبعد ان انتهت من حوارها معه فوجئت بأنه يطلب منها طلباً قائلاً: »لى أمنية واحدة فى حياتى صورة شخصية من أحمد سعيد موقعة بسطر واحد من سيادته وفى المغرب قال السفير محمد سعد العلمى سفير المملكة المغربية فى مصر إن المغاربة لا ينسون أحمد سعيد وهو يزف بشرى استقلال المملكة المغربية ويلتفون حول صوته، وفى مذكرات عضو مجلس قيادة الثورة السيد فتحى الديب صاحب فكرة انشاء اذاعة صوت العرب قال إننى بحثت فى كل المذيعين فلم أجد أنقى ولا أطهر من أحمد سعيد لكى يحمل مشاعل التحرر الوطنى للوطن العربى وإفريقيا، وحسناً فعلت الاذاعة المصرية بتكريمها لأستاذ الأجيال فى احتفال متواضع كبير فى معناه حضرته الإعلامية نادية مبروك رئيسة الاذاعة والدكتورة لمياء رئيسة شبكة صوت العرب ولفيف من خبراء الاعلام والسفراء في العالم العربى.. تحية لأحمد سعيد وأمده الله بالصحة والعافية وطول العمر صاحب الحضور الطاغى والقلب الطاهر حامل رائحة 23 يوليو العظمة والمجد والشموخ وطاب وقت المخلصين.