باقي من الزمن 72ساعة علي افتتاح قناة السويس الجديدة.. المشروع القومي الأهم منذ مشروع بناء السد العالي..فهل يزلزل هذا المشروع قرائح المبدعين مثلما فعلت القناة القديمة والسد العالي ؟سؤال طرحته على عدد من المثقفين في أنحاء مصر..وهذا هو الحصاد. بداية يؤكد الدكتور رمضان الحضرى استاذ الأدب والنقد والبلاغة والمتخصص في الجماعات الإسلامية أن مشروع قناة السويس الجديدة يؤثر في المجتمع بالإيجاب لأنه كمشروع قومى يطور الحياة الاجتماعية باعتباره مشروعا تقدميا قادرا على جلب الرفاهية لأبناء المجتمع، ولأن الأدب في عمومه يشبه نهراً عظيماً ينبع من المجتمع ويصب فيه مرة أخرى فلاشك أن مشروعا كبيرا مثل مشروع قناة السويس الجديدة سوف يؤثر في الأدب المصري على وجه التحديد مشيرا إلى أن التأثير لن يظهر في الأدب بسرعة كما سيظهر في السياسة المصرية وفي المجتمع المصري، وذلك باعتبار الأدب معبرا عن المجتمع وواقعه السياسي والثقافي، وسبب التأخر أن الأدب لايكتب إلا عن اكتمال التجربة الاجتماعية والسياسة وظهورها متبلورة في أنساق اجتماعية وآثار سياسية واضحة، ولذا فلن ننتظر من الادباء أن يعبروا عن نتائج افتتاح قناة السويس الجديدة إلا في حدود تحدي الإنسان المصري لواقعه وكيف استطاع أن ينتصر رغم معاناته الشديدة من ضعف الامكانيات الرأسمالية والتي تغلب عليها بجمع الأموال من قاعدة الشعب الفقيرة، كما سيعبر الأدب عن تحدي المصري لأعدائه في الداخل والخارج وقدرته على تنفيذ ما أراد رغم وجود كل هذه الصعاب والعقبات. هكذا تكون المواجهة ويرى الكاتب الكبير أحمد الشيخ أن المشاريع الطموحة في حياة الأمم علامات ومؤشرات علي رؤية المجتمع للمستقبل ومحاولاته التي تبدو عسيرة تتيسر، هو الطموح القومي الذي جعلنا نواجه الاستعمار في زمن سطوته وسيطرته علي مقدرات العالم، وقد خرجنا باستقلالنا وحريتنا بعد ثورة يوليو، واجهنا العدوان المتكرر وحافظنا علي حريتنا بعد عدوان ثلاثي ومن بعده جاءت هزيمة 67 بكل ما فيها من آثار كانت تتطلب الدفاع والتحرر الذي تمثل في حرب تهدف الي استنزاف قدراتنا، لكننا في العبور حققنا ما كنا نتمناه وحررنا الأرض، واليوم ما زلنا نعرف أن العدوان علي مصرنا لن يتوقف الا بالمواجهة التي تتمثل في مشاريع فاعلة للمستقبل الآتي، وأنا أري أن مشروع توسيع القناة يفجر الكامن بداخلنا لتوسيع المطامح والأمنيات والسعي الي استقرار نستحقة وإضافة يمكننا ان نحققها لهذا الوطن العريق. انتظروا روائع المبدعين الشاعر الكبير عبد الستار سليم يؤكد أن مشروع قناة السويس الجديدة باعتباره مشروعا قوميا لطالما افتقدنا مثله فى الفترة الأخيرة من عمر مصر كان أمرا ضروريا. بل وملحّا كي نلتف حوله كأى عمل جمعى حقيقى نشعر أننا نسهم فيه كل بنصيبه الذى يسمح له به موقعه.. والأدب والأدباء والفن والفنانون والعلم والعلماء هم جميعا فى طليعة الشعب عندما يتصدى لمشروع قومى. بمثل هذا الحجم وهذه الأهمية فهم الأولى بأخذ زمام المبادرة بل والوقوف فى طليعة الصفوف الأولى في التحدث حول أهمية المشروع. وتوضيح ما له من مزايا وما هي الفائدة التى تعود على الاقتصاد من مثل هذه المشاريع العملاقة وكذلك التحدث عن المكانة السياسية والفعل السياسى الذى سيصبح لمصر من وراء استكمال هذا المشروع.. وأنا خصصت المفكرين والفنانين والعلماء على وجه الخصوص باعتبارهم أكثر الناس في مجتمعاتهم إلماما بأبعاد القضايا الكبرى وباعتبار أن الثقافة هى قاطرة التقدم وعين المجتمع الواعية، وأنت بغير الثقافة والفن والعلم لا يكون هناك تقدم ولا تغيير محوريا فى مسيرة الشعوب والأوطان ولذا فإن الحديث حول المشاريع الوطنية الكبرى حينما تدخل دائرة اهتمام الأدباء والفنانين فإنها ستكون هى الملهم الحقيقى للروائع من شعر وقصة قصيرة ومسرحية ومقال صحفى وريبورتاج إعلامى..وأتوقع أن يكون هذا حال المبدعين مع القناة الجديدة.. وذلك بما لدى المبدع من قدرة على الصياغة والسبك والتوصيل.. فضلا عن أن الأديب نفسه فيما يبدع ويستمتع هو فى المقام الأول يجسد الحالة الشعورية للجماهير العريضة.. من هنا فإننا نستطيع أن نقول بأن أثر المشروعات القومية الكبرى لا بد أن ينعكس على الإبداع الأدبى فيشكل طاقة طبيعية تغذى الوجدان الأدبى وتهيئه للقيام بالدور القائدّ والرائد وما الأعمال الأدبية الكبرى بشتى أشكالها وألوانها إلا نتاج لأحداث جسام صنعتها الأمم فخلدت على مر الزمن لا لشيء إلا لأنها كانت تعبر وبصدق عنه الذوق العام للشعوب. استعادة التاريخ الشاعر الإعلامى الدكتور ممدوح البندارى يطالب المثقفين بتفعيل دورهم في نشر الثقافة والتأثير بالإيجاب علي الوعي القومي والعربي والعالمي والتعريف بهذا المشروع العملاق وأنه مشروع القرن الذي سيعيد لنا التاريخ في أحلي وأبهي صوره عنما نحتفل بافتتاح قناة السويس مرة أخري في أغسطس 2015 بعد إفتتاحها العام 1869 وقد اصبحت متفرعة إلي قناتين بدلا من قناة واحدة. فالتاريخ سيظل يذكر أن المصريين هم أول من شق هذه القناة، ولقد كان للاحتفال الفني والثقافي الذي صاحب افتتاح القناة عام 1969 والذي أبهر العالم حينذاك من العوامل المبهرة التي أوصلت رسالة غيرت الصورة الذهنية عن مصر وشعبها وثقافتها. لأن الثقافة جهد كبير يجب أن يتحمله كل من يعمل في المجال الثقافي وليست مسئولية المثقف وحده أو جهه ثقافيه بعينها.. ولأنها قيم مجتمعية يشارك بها كل المجتمع ويتبناها المثقفين يجب علينا جميعا في الميدان الثقافي أن نكون علي دراية كاملة بأن الوطن يحتاج منا النظر إلي الأمور القومية بمنظار الحس الوطنى الذي من خلاله نقوم بتوضيح الأمور بكل الوسائل الأدبية والفنية، وعلينا البدء بمرحلة جديدة نعمل فيها سويا علي رفعة وسمو الثقافة المصرية وإعادتها إلي سابق مجدها، والمحافظة علي القيم الثقافية والتي لا يمكن نقلها إلا من خلال المثقف الحقيقي، لذلك يجب علينا التركيز علي فوائد القناة الجديدة الاجتماعية والوطنية ومنها:- زيادة دخل القناة من 5 مليارات إلي 10 مليارات دولار وأكثر في العام - الإسهام في نقلة نوعية لمنطقة قناة السويس ومصر عامة - تقليل البطالة وإحداث تنمية حقيقية لأول مرة في منطقة القناة وسيناء منذ سنوات عديدة مما يسهم في الإستقرار الاجتماعي - ربط سيناء بالوادي اقتصاديا وإجتماعيا بعد سنوات من محاولة فصلها عن مصر. - تنمية المنطقة من خلال عدة مشاريع صناعية وخاصة بما تتعلق بصناعة السفن وخدمات السفن المارة مما يسهم في تنمية منطقة القناة في الثلاث محافظات (السويس- الإسماعيلية- بور سعيد) وسيناء عامة من خلال إنشاء شركات وتحويل منطقة السويس إلي منطقة صناعية. بداية موفقة ويرى الشاعر صالح شرف الدين أن مشروع توسعة قناة السويس بدأ بداية موفقة بأن جعل التمويل مصري 100% ونجاحه في تحويل منطقة القناة وسيناء لمنطقة جذب استثماري وسكاني سيحقق الكثير من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية ويسهم في رفع مستوى المعيشة لشريحة كبيرة من المستثمرين المصريين والأجانب، وسيؤثر ذلك على الثقافة والأدب، مشيرا أنه بالرغم من كون مشروع توسعة قناة السويس مشروع عملاق لكنه لن يغير وحده شكل الأدب، فالذي بدأ يغير شكل الأدب ثورتي يناير ويونيه، ودستور 2014 نص مثلا على أن الاجتماع الخاص يتم دون إخطار ولا تصح مراقبته ولا التصنت عليه (مادة 73) وبذلك انطلقت عشرات الندوات الأدبية والثقافية، مما سيشكل تيارا يتفوق على تيار الثقافة والأدب الرسمي المكبل بالبيروقرطية، ولن يستمر في بحر الثقافة والأدب الجديد إلا المبدعون الحقيقيون،يدعمهم في ذلك أيضا تطور الإعلام ووسائل الاتصال، وعدم قدرة الجهات التي كانت تهمشهم على السيطرة على المشهد الأدبي في الإنترنت، فعندما يشتهر الكاتب عالميا لن يحتاج لأي اعتراف محلي، وعندما يسوق منتجه الثقافي إقليميا وعالميا لن يحتاج لوسائل إعلام محلية تتحكم في منتجه الأدبي،ومما يبشر بالخير تفهم بعض الجهات الثقافية لهذه الحقائق،ومشاركتها في فعاليات أدبية خاصة ومساندتها، ولو كرست هذه المؤسسات الرسمية إمكاناتها لخدمة الزخم الأدبي والثقافي الخاص سيتطور الأدب بسرعة ويعود له البعد الشعبي الذي تحقق في الستينيات،ويصل المنتج الثقافي إلى كل مصري بدلا من أن تتقاذفه ثقافات تعيده للوراء،وسيلتف الجميع حول هدف أسمى هو أن تكون مصر دولة خالية من الأمية خلال خمس سنوات،وأن تكون دولةمتقدمة خلال عشر سنوات،ويكون الأدب هو قاطرة هذه النهضة..أنا لا أتحدث عن أحلام مستحيلة..لدينا الإمكانات ولدى الأدباء الطاقات الإبداعية ما يجعلهم قاطرة نهضة مصر. فرص عمل يقول الكاتب عبد الناصر العطيفى: لا شك ان مشروع قناة السويس يعتبر من الأهمية بمكان إذ نظرنا لأوضاعنا الاقتصادية؛ حيث توقف السياحة وتراجع الإنتاج بعد مراحل الخصخصة وغياب القطاع العام ومحدودية فرص العمل خلال العشر سنوات الأخيرة كل ذلك يهيء لمشروع قناة السويس أن يكون مشروعا قوميا إذا أحسنا استثماره بحيث تقام حوله المشروعات الإنتاجية العملاقة والخدمية وبحيث نمكن الشباب من العثور على فرص عمل حقيقية وبحيث تعود مصر لمكانها الطبيعى كمحور أساسى للتجارة والسياحة العالمية،، ففى الستينيات كان هناك مشروع السد العالى الذى وضع مصر على الخارطة الدولية فى مكانها الصحيح عندما تحدت شروط البنك الدولى وساعتها التف الشعب حول قيادته المتمثلة فى الرئيس جمال عبد الناصر وتغنى الشعب بهذا المشروع وبزعيمهم وقتئذ - المطلوب هو خلق فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة وكى يستشعر المواطن البسيط أن هذا المشروع من أجله فضلا..من أجل مصر.