افتتح اللواء أ.ح جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المؤتمر السادس عشر لأدباء إقليم القناة وسيناء الثقافي تحت عنوان 'تحولات النص الأدبي وواقع ما بعد الثورة' في إقليم القناة وسيناء الثقافي، دورة الأديب الراحل محمد السيد سعيد، الذي نظمه إقليم القناة وسيناء الثقافي في الفترة من 16 18 مايو الجاري بمحافظة الإسماعيلية، بحضور قاسم مسعد عيلوة رئيس المؤتمر، وحمزة السرو أمين عام المؤتمر، سعيد الهمشري رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافي وحمدي سليمان مدير فرع ثقافة الإسماعيلية ولفيف من الإعلاميين والمثقفين وأدباء مصر. بدأ المؤتمر بافتتاح معرضي الورش الفنية بقصر ثقافة الإسماعيلية، وإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأشار اللواء أ.ح جمال إمبابي إلي أهمية دور الأدباء والمثقفين الآن في تقدم المجتمع، مؤكداً أنه لا يمكن لمجتمع ما أن يرتقي إلا بالإستناد علي قاعدة عريضة من الفكر والثقافة التي تقود الخطط الإستراتيجة والتنموية والثقافية، لذلك حرصت محافظة الإسماعيلية علي أن تكون شريكا حقيقيا باستضافتها هذا المؤتمر، كما ربط بين السياسة والثقافة في تعقيبه علي مشروع تنمية محور قناة السويس موضحاً أنه بالرغم من الاختلاف علي هذا المشروع إلا أنه لم يمس أراضي الإسماعيلية بسوء، بل ربما يأتي بالخير لمحافظة الإسماعيلية متمثلا في إقامة نفق بالإسماعيلية. واكد الشاعر سعد عبد الرحمن في كلمته أن الأدب الحي هو الذي يصنع تفاعل بين النص والواقع وأن الثورات هي العلاقة الجدلية بين الأدب والفن والفعل الثوري، كما أكد أن الأدب والفن هما جزء من صناعة الفعل الثوري، إرتكازاً علي فكرة أن الفن أسبق من الثورة، وهو مرحلة أيضا من مراحل الفعل الثوري، وعن ثورة 25 يناير أوضح أنها لم تنته بعد، وأكد أن ثورتنا لم تفشل وأننا سوف نصل إلي ختامها الحسن، كما أوضح سعيد الهمشري أن هذا المؤتمر يأتي تجسيداً لقيم الثورة والقدرة علي التعبير، وتثقيف الروح الثورية، وكذلك تدعيم فكرة الهوية المصرية الأصيلة وترسيخ مشاعر الإنتماء من خلال الفهم العميق للواقع وإدراك إحتياجاته السياسية والإقتصادية والثقافية. وقال قاسم مسعد عليوة: أن قضية الإبداع الأدبي والثورة واحدة من كبريات القضايا الإنسانية، مما يجعلنا علي حرص دائم بتناول وتحليل الأنواع الأدبية التي ظهرت خلال الثورة والتي شهدناها من خلال حركة تغيير وإنفجار أدبي أرتبط بالحرية وإسقاط النظام، هذه القيم التحررية هي التي ساهمت في شحذ الطاقات الأدبية بعد فترة طويلة من الجمود، وأكد أننا يجب أن نعمل في الحقل الأدبي بجد خاصة ضد الفاشية الفكرية التي تحد من حرية التعبير تحت ستار التدين أو المحظور أو المسكوت عنه، فقد يمتلك الأدب والفن قوة هائلة في وجهه الفاشية بجوانبها المختلفة، وقال 'إننا بالمرصاد لكل المغرضين الذين يهددون مصر ويقمعون الحريات'، وأشار في حديثه إلي مشروع تنمية محور قناة السويس الذي وصفه بأن واضعوه جهنميون يريدون السيطرة علي مصر، وهو في تقديره يمثل خطر فادحا كمشروع ديليسبس، مؤكداً أن هذا المشروع سوف يكون قانونا شرعياً للمستعمرين الجدد، كما جاء في كلمته إقتراح فيما يشبه الحلم أن يوجد إخصائي ثقافي بكل مدرسة وقرية ومركز شباب وغيرها، وطالب الشاعر سعد عبد الرحمن بالإسراع من الانتهاء من الإنشاءات الغير مكتملة من بيوت وقصور ثقافة وخاصة منطقة القناة وسيناء. وأضاف د.حمزة السرو أن الثورة هي قاطرة التاريخ التي تنجز في يوم ما ينجزه المجتمع في عام في الظروف العادية، وأن الأدب هو مرآة المجتمع التي تصور الواقع الإجتماعي والسياسي منذ الثورات الأولي التي قام بها سولون، فولتير، ورسو وفي مصر بدأت الثورات منذ عهد الفراعنة، عرابي، 1919، 1952، 2011، وأشار إلي أن الثورات المصرية دائما ما تدفع الأدب إلي إتجاهات جديدة، فيكمل الأدب بدوره ما بدأته الثورة. كما تم تبادل الدروع بين المحافظة والهيئة، وكذلك تكريم أسم الشاعر الراحل عامر عميرة، الشاعر عبده المصري، والأديب قاسم مسعد عليوة. أعقبها عقد الجلسة الأولي لمناقشة بحث بعنوان ' التحول الثقافي سيناء مابعد الثورة' للباحث توفيق الشريف والذي أشار فيه إلي مشروعات إسرائيل الضارة بالبيئة تثير قلق شعب سيناء، والتي تضمنت مشروع بديل قناة السويس، مشروعات إسرائيل النووية في صحراء النقب، ومشروع خليج مبارك ومشروع جدار مبارك الفولاذي، وأضاف أن هناك مناطق حدودية تناضل بطرقها الخاصة، مطالباً بتعميق الروح الجهادية كطريقة للنضال في أم الرشرش المصرية، وأخر بعنوان 'تحولات النص الأدبي في مدن القناة' للباحث محمد المغربي والذي أوضح فيه أن النص الأدبي وسيط فعال بين المبدع وجماعته، وأننا ننتظر أن تؤدي التغيرات التي تتعرض لها الجماعة 'سياسيا، إجتماعيا، إقتصاديا، ثقافيا' إلي تحولات في طبيعة النص الأدبي وخطابه ومحتواه، وأدار الجلسة حمدي سليمان مدير فرع الإسماعيلية. وأختتم اليوم الأول بعقد الجلسة الثانية لمناقشة بحث بعنوان 'الحضارة الإسلامية وآثارها في التحول الثقافي' للباحث د.عبد الحميد درويش، والذي أشار فيه إلي أن ملامح المشروع الحضاري الإسلامي في القرن الحادي والعشرون تتضمن قاعدة التخطيط العلمي السليم، قاعدة إقتصادية، تشريعية، إنسانية وإدارية، تحاور وتشاور الوعي بالذات، وأدار الجلسة د.عبد الباسط عميرة.