رغم التحذيرات التي تناولتها وسائل الإعلام المصرية منذ بداية الأسبوع الحالي عن تعرض مصر ومنطقة دول البحر المتوسط التعرض لموجة طقس حارة، تشتد قسوتها اليوم (الأربعاء) حيث تصل درجة الحرارة في القاهرة إلى 46 درجة مئوية، متساوية مع درجة حرارة محافظة أسوان (جنوب مصر) التي تتسم دائما بالطقس الحار الجاف صيفا، فيما تسجل بعض المناطق درجة 49 مئوية، لتكون الأعلى على مستوى العالم اليوم. وتعد تلك الفترة من أكثر فترات العام التي يتابع فيها المصريون باهتمام نشرات الأرصاد الجوية والتوقعات، ويصبح حديث المقاهي وجلسات السمر عن احتمالية تعرض البلاد لمنخفض جوي أو عاصفة ترابية وما شابه. ولجأ البعض إلى اعتبار اليوم إجازة من العمل والمواصلات، وسجلت نسب غياب مرتفعة نسبيا في المقرات الحكومية والمدارس.. لكن ذلك لم يمنع محلات بيع عصير القصب الشعبية من أن تفتح أبوابها اليوم مبكرا ومنذ السابعة صباحًا بتوقيت القاهرة، لتقديم مشروباتها المثلجة في محاولة منها للتخفيف عن رجل الشارع العادي. ولكن أكثر ما كان يشغل بال السيدات المصريات داخل عربة السيدات بمترو الأنفاق، هو نوبات انقطاع الكهرباء نتيجة الأحمال الزائدة في استخدام المكيفات والمبردات، أو انقطاع المياه خلال اليوم، ثم بدأن في تبادل الخبرات والنصائح في تناول وجبات خفيفة منزوعة الدسم، والإكثار من الخضراوات والفاكهة. بينما تصدرت تغريدات المصريين على هاشتاغ #الحراره_اليوم، بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، متناولين معاناتهم ومخاوفهم في رحلة الخروج من المنزل في هذا الطقس. وكانت بعض التقارير الإخبارية، قد نقلت حسب موقع الطقس العالمي weather online، أن مصر ستسجل أعلى درجات حرارة في العالم، اليوم (الأربعاء)، التي تصل إلى 49 درجة مئوية في بعض المناطق، فيما تسجل العاصمة، القاهرة 46 درجة. وطبقًا للتوقعات، تسجل مصر أعلى درجة في العالم وأفريقيا اليوم، بينما تسجل أعلى درجة حرارة في آسيا 41 درجة بالسعودية. وفي أوروبا تسجل 33 درجة مئوية في لشبونة البرتغالية، بينما في أميركا الشمالية تسجل إحدى الولايات الأميركية درجة 33 مئوية. وفي أميركا الجنوبية تسجل بعض المناطق 33 درجة مئوية، وتسجل أميركا الوسطى درجات تصل إلى 39 مئوية، وفي قارة أستراليا تسجل أعلى درجة تصل إلى 33 مئوية. وكشف الموقع عن تفاصيل توقعات الطقس في محافظات مصر، حيث سجلت الواحات البحرية 49 درجة، والمنيا 47 درجة، وأسوان 46 درجة، القاهرة 46 درجة. ومن جانبها، دعت وزارة الصحة المصرية، أمس الثلاثاء، المواطنين خاصة المسنين والأطفال منهم، إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في ضوء الارتفاع المسجل في درجات الحرارة وتجنب التعرّض إلى أشعة الشمس لفترات طويلة وتفادي الخروج في أوقات الذروة.. محذرة من تزايد التعرض للإصابة بضربات الشمس أو الإجهاد الحراري. وأوصت وزارة الصحة، في بيان لها، بضرورة الحرص على المشي في الظلّ وارتداء قبّعة على الرّأس وشرب الماء والعصائر الطبيعية وتفادي المشروبات المنبّهة أو المشروبات التي تحتوي على السكريّات وضرورة تناول الوجبات بصفة عادية حفاظا على الأملاح المعدنية بالجسم، أما بالنسبة للمسنّين فيجب الحرص على البقاء بالمنزل في الغرف الأكثر برودة مع إغلاق الستائر نهارا وفتح النوافذ ليلا. كما دعت الوزارة إلى ضرورة التوجه للطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية كالتقيؤ وأوجاع الرأس وارتفاع حرارة الجسم والجفاف، خاصة لدى الأطفال والمسنين. وتعليقا على الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة، قال د. صلاح محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية«إننا نتعرض الآن لفترة من النشاط الشمسي، نظرًا لوصولنا إلى قمة الدورة الشمسية التي تحدث كل 11 عاما، لذلك ترتفع درجات الحرارة بصورة نظن أنها لم تحدث من قبل لكنها حدثت بالطبع من قبل، لكن تبقى ظاهرة الاحتباس الحراري هي المسؤولة عن تغير الطبيعة المناخية لمصر والدول المحيطة، تلك الظاهرة التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي». ويضيف محمود «يعد الإشعاع الشمسي المصدر الرئيس للطاقة على سطح الأرض إذ ينطلق من الشمس باتجاه الأرض فينفذ من خلال غازات الغلاف الجوي على شكل أشعة مرئية قصيرة الموجات وأشعة حرارية طويلة الموجات (تحت الحمراء) وبعض الأشعة فوق البنفسجية التي لا يمكن امتصاصها بواسطة الأوزون فيمتص سطح الأرض الأشعة الواصلة إليه فيسخن عندها ويبث حرارته نحو الغلاف الجوي على شكل أشعة حرارية طويلة الموجات (تحت الحمراء) فيمتصها هواء الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض فيحتبس الحرارة ولا يسمح لها بالنفاذ أو الإفلات إلى أعلى ويعيد بثها نحو الأرض مما يؤدي إلى زيادة درجة حرارة سطح الأرض». ويكمل «إن التلوث البيئي أيضا مسؤول عن الارتفاع في درجة الحرارة، فعوادم السيارات ومخلفات المصانع تخنق هواء القاهرة، مع انعدام البقعة الخضراء والغابات، فإذا نظرنا إلى القاهرة كمساحة كبيرة خلال سفرنا بالطائرة سنراها قطعة إسمنتية رمادية اللون».