قرأت واحببت الشعر وتنقلت بين أبياته لذلك أخذني كتاب " قليل من الشعر .. كثير من العشق " آخر إصدار للكاتب الصحفي الكبير الاستاذ محمد نجم مدير تحرير مجلة أكتوبر الذي طاف بنا سريعا مع أشهر شعراء العرب وجاء الكتاب في 267 صفحة من القطع المتوسط وقدم المؤلف في كتابة أشهر 42 شاعرا من شعراء العرب منهم 13 عاشقا ومتيما من عصور مختلفة ، حيث قدم نبذة عن كل شاعر ، وإلي أى عصر ينتمي ، والمواقف التي عبر عنها والتي ترسم ملامحة الشخصية والأدبية معا ، ليجذب انتباه القارئ إلي هؤلاء الشعراء والاهتمام بالشعر . ومن الشعراء الذين قام المؤلف بالكتابة عنهم " امرؤ القيس " والذي لقب بالملك الضليل ، و" عمرو بن كلثوم " وهو من سادة العرب في الجاهلية وأعلاها نسبا و " عنترة بن شداد الفارس المغوار والشاعر والمعروف ، وذكرنا المؤلف بأبيات من شعر النابغة الذبياني الذي خص له نجم جزءين الكتاب وأشار فيهما إلي القصيدة التي مدح فيها عمرو بن الحارث الغساني والتي بدأها علي نظم امرئ القيس و يعدها العرب بأنها إحدي معلقات الشعر العربي .. كليني لهم ياأميمة ناصب ..... وليل أقاسية بطئ الكواكب تطاول حتي قلت : ليس بمنقض ...... وليس الذي يرعي النجوم بآيب وصدر أراح عازب همه ......... تضاعف فيه الحزن من كل جنب كما ذكرنا نجم في " قليل من الشعر .. كثير من العشق " بسنوات الدراسة عندما تحدث عن "البحتري " الذي برع في شعر الوصف ودلل علي كلامه بابيات من الشعر كنا نحفظها وبرع في شرحها معلم اللغة العربية آن ذاك وهي أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا ......... من الحسن حتي كاد أن يتكلما ورق نسيم الريح ، حتي حسبته ....... يحيي بأنفاس الأحبة نعما كما طاف بنا نجم في دروب العاشقين باسلوب شيق ممتع حتي أننا سمعنا آهاتهم ولوعتهم من فراق الأحبة وتدللهم فتطرق إلي حياة بعضهم وأتي بنماذج من منتجهم الشعري وخاض في قصص العشق التي أودت بعقول بعضهم كقيس بن الملوح " وقصته مع "ليلي العامرية " و"قيس بن ذريح " مع "لبني " وجميل " مع " بثينة "و "عروة " مع " عفراء " .. وكان لدي نجم اصرار غريب في كتابه علي استحضار الأيام الخوالي عندما طاف بنا سريعا في درب من دروب الحب العذري وذكر لنا قصة غرام الشاعر العاشق عباس ابن الأحف الذي اشتهر بالغزل العفيف عندما هام حبا بجارية الخليفة العباسي هارون الرشيد "فوز " حيث قال الأحنف عن غرامة ب "فوز " أستغفر الله إلا من مودتكم ...... فإنها حسناتي يوم ألقاكم فإن زعمت بأن الحب معصية ..... فالحب أحسن ما يعصي به الله