محمد السخاوي في الحقيقة لايحدث اي تطور ولاتزال الفجوة واسعة فالعرب استفادوا من المعطيات المادية التكنولوجية ولكنهم لم يستفيدوا بعد من حرية التدفق الاعلامي ولا من تطور اساليب الاداء التليفزيوني بحيث تواكب المتغيرات الدولية. زيادة عدد القنوات العربية الفضائية امر محمود وهو انعكاس حقيقي للتقدم التكنولوجي والاعلامي الحاصل في العالم.. وكثرة الفضائيات يعطي تنوعاً في المادة الاعلامية وفي نفس الوقت فتح مساحات كبيرة للحوار والتغيير في الرؤي ولكن الحادث عندنا في فضائياتنا حاجة ثانية، فمثلا في الشهر الكريم الذي نعيشه الان وهو شهر الصيام معظم القنوات كل برامجها واحدة ليس بها جديد واغلب برامجها مكررة وتقريباً امتد كلها علي المسلسلات اي ان حياتنا تحولت الي مسلسلات فقط لاغير وهنا نسأل سؤالاً بريئاً: هل هناك تطور في فكر القائمين علي هذه المحطات يماثل ما حدث من تطور تكنولوجي.. في الحقيقة لايحدث اي تطور ولاتزال الفجوة واسعة فالعرب استفادوا من المعطيات المادية التكنولوجية ولكنهم لم يستفيدوا بعد من حرية التدفق الاعلامي ولا من تطور اساليب الاداء التليفزيوني بحيث تواكب المتغيرات الدولية فالمذيعة ينبغي ان تكون مثقفة وليست جميلة فقط لاننا في عصر المعلومات وليس في عصر الجمال واغلب هذه الفضائيات تعمل من داخل حجرات او جدران اربعة وبعيدة كل البعد عن مواقع الاحداث وليست في قلب الحدث وبالتالي لاتستطيع ان تقدم اعلامية تتميزة ونحن نري ان الفضائيات الاجنبية تقدم الاحداث من مواقعها وبالتالي تتميز اخبارها بالمعلومات الغزيزة والتي في نفس الوقت تفضح الفضائيات العربية وتتميز فضائياتنا بالبعد عن العمل الميداني الذي هو صحيح العمل التليفزيوني او الفضائي واتجهت الي التأثر ببرامج المنوعات الاوروبية الموسيقية الراقصة.. البرامج الاجتماعية الخفيفة.. حوارات مع نجوم السينما مسابقات لملء مساحات الارسال تسابقت كل المحطات في مثل هذه البرامج خاصة السهرات الفضائية اي اننا اخذنا من الفضائيات الاوروبية اعمالهم التافهة والتي لاتتواءم مع طبائعنا وتقاليدنا وشرقيتنا ودخلت الفضائيات في منافسات حول هذه البرامج بدون ما يتساءل المشرفون علي هذه الفضائيات بأن هذا يصلح أم لا وتسابق الفضائيات العربية في جذب نجوم السينما لتقديم البرامج بهدف جذب الجماهير لهذا البرامج وذلك لا اعتراض عليه اذا كان هذا النجم صالحا ومهيئاً ثقافياً لتقديم برامج تناقش قضايا اجتماعية مهمة وليس لمجرد الاثارة، وعلي نفس المنوال تسابقت الفضائيات في جذب نجوم الكرة وخاصة في الفضائيات الرياضية لجذب الجمهور وهو لايمتلك اي مقومات للمذيع الناجح او تقديم برنامج رياضي ثقافي يصلح من حال جماهير الكرة ولكن علي العكس تماما ساهم هؤلاء في زيادة التعصب لان كل واحد طرح الموضوعات بشكل غير حيادي ويخدم في المقام الاول توجهه خاصة تجاه القطبين الكبيرين الاهلي والزمالك وهكذا فان التنافس بين المحطات العربية لم ينتج جيداً الا بعض البرامج القليلة او النادرة في الجانب السياسي وعدا ذلك جاء التسابق في اتجاه المواد الخفيفة التي لاتساهم في تعميق الوعي وهذه الفضائيات تمثل الواقع العربي بحق وتبعد كل البعد عن التعاون المشترك فمع تعدد هذه المحطات وتنوع اسمائها لم يحدث تنسيق يذكر علي صعيد الانتاج المشترك لاعمال كبيرة وقيمة. ممكن ان يكون هناك عمل درامي ضخم تشترك فيه اكثر من فضائية ويذاع في كل الوطن العربي وخارجه ولكن للأسف لايوجد هذا المفهوم عند القائمين علي الفضائيات العربية وبذلك لاتمثل المحطات الفضائية اضافة نوعية وكمية في الانتاج الفني وهي ساهمت بطريقة غير مباشرة الي هروب عدد كبير من المشاهدين في المحطات الفضائية الاجنبية والخاسر الوحيد في هذا المعترك الفضائي هو المشاهد العربي الذي لاحول له ولاقوة لانه واقع فريسة للاغراض الضيقة الفضائية والاعمال الحقيقية التي تلغي الوعي الامر محتاج ان يفيق القائمون علي هذه المحطات حتي ينصلح احوالها.