الثقافة المصرية أُصيبت ب" أنيميا حادة" سلماوى: 9 ألف مدرسة أزهرية بها فتاوى تخريبية وتدعو الى التطرف .. لا يمكن التنمية بدون ثقافة لا نرى حتى الان بوادر لتغيير الفكر المتطرف والخرافى او تبديله, و التعليم المتردى سبب رئيسى الدستور ضم 22 مادة للثقافة والدولة ملتزمة بكفالة توصيل المنتج الثقافي إلى المواطن بدون تمييز عبدالهادى: الثقافة العشوائية الأخطر على المجتمع .. الاحتلال اصبح احتلال عقول لمواجهة العولمة علينا أن نمتلك ثقافة مقاومة، و اهتمام مصر بالوعى سيعيدها لدور الصدارة أدار الندوة: محمد القصبى كتبتها: مروة العدوى-منى بكر حضرها: ايمان عبدالرحمن-على عبدالحفيظ-نورا حسن- هبة سلامة تصوير: علاء العسكرى يوجد العديد من الظواهر التى تصب فى الاتجاه المضاد لمسيرة الوطن وتوجهات المجتمع , فلدينا الفكر الدينى الانغلاقى وأحد تدعياته ظاهرة الارهاب التى نعانى منها فى مصر والعالم العربى بأكمله, ونعانى من ظاهرة الفكر الخرافى الذي يدفع 63% من المصريين إلى إنفاق ما يقرب من 10 مليارات جنيه سنوياً على أعمال الشعوذة, منهم 9 % مثقفون, كما نعانى من ثقافة الفهلوة المتفشية فى الشارع المصرى, واحد تدعياتها حوادث الطرق, يوجد اكثر من 15 الف قتيل سنوياً, بسبب الفهلوة وظواهر كثيرة تؤكد ان المجتمع يعانى ما أنيميا حادة فى الثقافة المستنيرة, مع وجود معوقات كثيرة تحول دون وصول المنتج الثقافي الاستناري للمواطن. يتسائل محمد القصبى نائب رئيس تحرير الأخبار المسائى, هل لا يوجد فى مصر مثقف مستنير؟, ام لدينا مثقفيين ومنتجين تنويرىين الا انه لا يصل الى قاع المجتمع المصرى؟, واين مكمن الخطأ؟, فمعظم المشاكل المصرية لها أبعاد وخلفيات ثقافية, فأن كان لدينا منتج ثقافى جيد؛ فلماذا لا يؤثر, بينما يوجد ثقافات اخرى تستبد بالعقل الجمعى المصرى, فما هو السبيل إلى تفعيل دور المؤسسة الثقافية الرسمية والمنظمات الثقافية المدنية كاتحاد الكتاب، وجماعة المثقفين بوجه عام في عملية إعادة هيكلة الدماغ المصري على أسس استنارية بما يسهم في تنمية المجتمع. شارك على توضيح المشهد الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب السابق، وعلاء عبد الهادي رئيس أتحاد الكتاب الحالى، ومحمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. و ألتقط اطراف الحديث محمد سلماوي ، قائلآ ان الثقافة المصرية مشكلة هامة جداً, ولكنها أكتسبت أهمية وخطورة أكبر بعد ثورتى 25يناير و 30 يوليو, فلم يعد من الممكن ان نردد مثل هذا الكلام الذى كان سائداً من قبل, والذى لا نرى حتى الان بوادر لتغيير الفكر المتطرف والخرافى او تبديله بأى شكل من الأشكال, وان التعليم المتردى هو سبب رئيسى فيما وصل إليه الحال الثقافى, مؤكداً انه يوجد 9 الآف مدرسة أزهرية, ففى المقررات الدراسية الرسمية التى يدرسونها بها إنه من حق المسلم قتل غير المسلم, وبعد ذلك نتسائل من أين يأتى الفكر المتطرف, لافتاً أن الفكر الدينى للأخوان والقاعدة وطالبان معادى للثقافة, ويأتى من تلك الكتب. وأشار سلماوى أنه لابد أن نهتم بالنشأة وتحسين جودة التعليم فهي الأهم لتطوير الثقافة, وأن التنشئة يجب أن تقوم على التفكير العلمى والحضارة الثقافية, وعلينا المحافظة على هويتنا الثقافية ولا ننجرف لما يأتي من الغرب, فهناك فرق كبير بين التغريب والتحديث, فمثلآ؛ سنغافورة التى أنشأت وزارة ثقافة لأنها وعت أنها خلقت نمر أسيوي قوى اقتصاديا ولكنه بلا روح بدون الثقافة، فلم يكن بها كاتب واحد. وذكر رئيس الاتحاد السابق انه ذهب الى سنغافورة فى زيارة ليطلع على التجربة الجديدة، و بزيارتهم للمدارس، سأل سلماوى الأطفال من منهم يريد أن يصبح كاتباً فوجد صمت تام، فأغلبهم يريدون أن يعملوا فى الصناعة والتكنولوجيا، وهذا ما أدركته سنغافورة فهناك التعليم باللغة الانجليزية لأنها لغة الأعمال، والآن بعد تحقيقها لنجاح اقتصادى أصبحت تبحث عن تراثها و ثقافتها التى اكتشفت أنها قوتها الحقيقية. وألمح سلماوى أن المواد الدستورية المتعلقة بالثقافة تقترب إلى 22 مادة تتحدث عن الثقافة، وتعد تلك المواد أول التزام دستوري يحمي الثقافة، وكانت أهم تلك المواد أن الثقافة حق والدولة ملتزمة بكفالة هذا الحق وبتوصيل المنتج الثقافي إلى المواطن بدون تمييز سواء بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافي, وأصبح غلاء الكتب وعدم قدرة المواطن على شرائها مخالف، ومركزية الثقافة وعدم وصولها للقرى مخالف، ومحاكمة الإبداع كما حدث مع فاطمة ناعوت وكرم صابر وغيرهم مخالف، فسيكون على الدولة توفير وتذليل تلك العقبات. وعن الاعلام قال سلماوى أننا نجد شيوخ يخرجون علينا بفتاوى فتاكة، وأخرها فتوى شيخ سعودى بأكل الزوج لزوجته عند الجوع الشديد، ويوجد من يصدقون تلك الأفكار، ويسيرون خلفها، ومن هنا تأتى الخطورة الشديدة. مطالباً بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية وعدم تأخيرها أكثر، لبدء العمل بالدستور بدلاً من كونه ملقى فى الأدراج. وأشار علاء عبدالهادى أن كل مسئول جديد يأتي يبدأ من الصفر, ولا يكمل ما بدأه السابق، وذلك ما يضيع وقت وجهد كبير يؤثر على العمل, وأن اهمال النظر للثقافة كقاطرة تغيير أمر خطير، فى الوقت الذى تسود فيه النخبة الفاسدة على الساحة، فتجدهم خبراء كلام، ولا يوجد بهم حراك في الواقع العملي والتنفيذ، مضيفاً أن أهم ما تحتاجه الثقافة في مصر هو السير على نسق محدد، يهتم بالعمل الجماعي وتقبل الآخر والالتزام بالقواعد, كما أن الاحتلال الآن لم يعد احتلال أراضى بل عقول. وذكر عبدالهادى ان لمواجهة العولمة علينا أن نمتلك ثقافة مقاومة، وان اهتمام مصر بالثقافة هو ما سيعيدها لدور الصدارة, وانه لا يوجد أى أثر اجتماعى حقيقى لإنفاق الدولة الثقافى وسط الفتن الطائفية والفكر المتطرف، فالعملية الإرهابية يسأل عنها وزير الثقافة قبل وزير الداخلية. وقال عبد الهادى انه طرح وزارات الثقافة السبع وهم؛ وزارات الثقافة والآثار والإعلام والأوقاف والتعليم العالي والتربية والتعليم والشباب والرياضة، لتسهيل وتطبيق العمل الجماعي, وأهمية عملهم بشكل متناسق بدلا من هدم كل منهم للآخر، وأهمية المجتمع المدنى من النقابات والجمعيات الثقافية التى عليها أن تشارك فى صياغة الخريطة الثقافية, مُشيراً الى أن فتح الكنائس والمساجد وقصور الثقافة التى وصل عددها الى أكثر من خمسمائة قصر يمكن استغلالهم لمحو الأمية والتنوير فى مواجهة الجهل. واشار عبد الهادى أنه فى مقابلته مع وزير الثقافة طالب بمشاركة اتحاد الكتاب والمؤسسات الثقافية فى وضع اساسيات الثقافة، بمشاركة المجتمع المدنى, ولديهم رؤية وخطط لإعادة هيكلة المؤسسات الثقافية الجديدة, ولكن لا يمكن ان تكون لهذه الافكار اي فعالية إلا بتغيير هيكيلية الإدارة العليا والإدارة الوسطى, لافتا انه سيقوم بأجتماع للجمعية العمومية لعرض تعديل قانون اتحاد الكتاب، ووضع مشروع صحى متكامل، وكفالة قانونية للأعضاء لحماية حرية الإبداع. وتابع: أن الاقتصاد الثقافى يدر أرباحا كبيرة على جميع الدول، وأن أقل إنفاق ثقافى فى العالم 2 ٪ ، وأمريكا يصل الى 20 ٪ ، مصر 2., ٪ فقط ، فدول الخليج أصبحت تمتلك استراتيجيات واضحة للثقافة, فكيف يكون لدينا مليار ونصف هي ميزانية وزارة الثقافة, وينفق 55% منهم على الأجور، و20% على الإنشاءات والباقي لمهرجانات لا يحضرها أحد, ولايمكن تطوير الثقافة ببلد لا يحترم شعبها القانون, فلا يمكن لوزارة الثقافة ان تقدم خطة لتطوير بدون احداث نهضة اقتصادية وسياسية للبلد, ولتنمية الثقافة لابد من زيادة الميزانية، ووضع رؤية لصرف الثقافة على نفسها، فالرؤية والسياسيات الثقافية غائبة فى مصر مما يعرضها للخطر. والمح عبد الهادى أنه يعمل حاليا على الاهتمام بالجانب التكنولوجى بتفعيل الموقع الالكتروني"أون لاين" وقناة للاتحاد, وسيتم تفعيل قناة يوتيوب للاتحاد, لبث كل النشاطات المقامة بالاتحاد بشكل سريع. وأشار محمد عبد الحافظ ناصف, أن المثقف المنشغل بذاته وتصوراته، سينصرف الناس عنه، إن لم يكن له دور مجتمعى، منتقداً سيادة العمل الفردى فى المؤسسات الثقافية، فكل قطاع ومؤسسة منفصلة عن الآخرى ، مشيرا لأهمية التعاون على مستوى الوزارات، وعلى مستوى القطاعات الثقافية بعضها ببعض, وقال عبد الحافظ انه اقترح على وزير الشباب والرياضة ، توفير قاعات مكتبية وأنشطة ثقافية داخل نوادى الشباب، لإنها أقدر وصولا لفئة الشباب، وتم ذلك بالفعل فى دمياط، معدا تلك الأمور عاجلة لحل مشكلة عدم وصول المنتج الثقافى للناس، مؤكدا أن الناس فى لهفة للثقافة, وغير رافضين لها كما هو ذائع، و أن ما تحتاجه الهيئة حاليا هو التسويق الثقافى, وضرب عبد الحافظ مثال بالقوافل الثقافية، التى أرادات الاتجاه للشارع بدلا من القصور الثقافية المغلقة، و لاقت القوافل تفاعلا من الناس فى القرى ، وحين ذهبوا لكرداسة قابلهم أهلها قائلين؛ " هى الثقافة رجعت تانى .. كنتم فين", كما اتجهت قصور الثقافة إلى المدارس باسم مشروع " أولادنا " ، ولكن بحسب عبد الحافظ وجدوا عقبات من مديرى المدارس التى وجدت أن القوافل الثقافية معطلة للدراسة، لافتا أنه يجب ان يكون هناك مزيد من التعاون، واقبال الأطفال منبهرين بالأنشطة وعروض العرائس رغم بساطتها. واوضح حافظ إن الهيئة تهدف الى أن تكون قصورها الثقافية بقع منيرة فى كل مكان, لملء الفراغ الثقافى الذى تعانى منه القرى المصرية, حتى لا نترك مساحة لانتشار الأفكار المتطرفة فيها, ولا تقوم التنمية الا بالثقافة, التنمية ليست مشاريع كوبرى بل هى تنمية الثقافة اولا, وهناك مشروعات ثقافية واذا كان مؤتمر شرم الشيخ لم يعرض فيها اى مشروع استثمار ثقافى, فكيف لم يقدم مشروع تقديم مدينة سينما فى مصر.