الذكرى ال38 ل " عبدالحليم حافظ " في مسقط رأسه "الحلوات" ألم و دموع القرية التي ولد على ترابها الموهبة الخالدة شبابها يسقط في بئر الخيانة و الإرهاب فيلته مغلقة بعد أن اشتراها رجل أعمال و أهله يتهمون الدولة بالتقصير و يطالبون ب" رد الجميل" كتب: محمد أمين خلال أسبوع واحد تلتفت أنظار المصريين إلى قرية الحلوات التي شهدت منذ أيام دفن جثمان أحد الإرهابيين و الشياطين الثلاثة ابن إمام المسجد الكبير بالقرية القيادي الإخواني الذين انفجرت بهم قنبلة قبل زرعها خلف مبنى الحماية المدنية بالابراهيمية بالشرقية فهذه القرية الصغيرة التي ولد بها العندليب الأسمر مطرب و صوت ثورة يوليو المجيدة أصبحت تنتج شبابا يخرب و يدمر و يقتل بني وطنه بحفنة أموال و هذهالأيام تتجه الأنظار لهذه القرية التي تحتفل بذكرى رحيل العندليب ال38 التي لم يتبق من ذكراه سوى أطلال و بيت مهجور اشتراه مواطن و أغلقه و تحولت الذكرى إلى أحزان قرية الحلوات التابعة لمركز الابراهيمية مصابة بحالة من الحزن و الغضب للتجاهل المستمر من مسئولي الثقافة و أهل الفن خلال السنوات الماضية شكري احمد داوود " نجل شقيقة والدة عبدالحليم حافظ " تاجر من اهالي قرية الحلوات يقول : العندليب لا يستحق هذا التجاهل فهو صوت الثورة و صوت أكتوبر و قدم لمصر الكثير ، عبدالحليم ادخل السعادة والبهجة علي الجميع ، وفي الاحزان ايضا كان باغانيه مع جماهيره ، ولكن الجميع ابخسوا جميلُه وعمره الذي افناه في تقدم اروع الاغاني والكلمات لهم ، ولم يتذكره احد و لم يقم أحد بزيارة قريته التي يجب أن تتحول لمزار سياحي أضاف الحاج شكري ، أن عبدالحليم كان وحيدا ومنطوي عيل نفسه ، فهو آسي الكثير في صغره ، منذ قدومه للحياه فقبل ان يتم أربعة أيام فقط توفيت أمه بعد ولادته متأثره بآلآم الولاده ، وبعدها ب 4 سنوات توفي والده ، فأصبح عبدالحليم يتيماً يعيش مع اشقاءه " إسماعيل ومحمد وعليا" ، وعندما بلغ 9 سنوات ، أخذه شقيق والدته " متولي شبانه " لمدينة الزقازيق وسكن معه هناك ، حتي قدم له شقيقه اسماعيل بمعهد الموسيقي وذهب للقاهره للدراسة والعمل . وأضاف شكري ، أن عبدالحليم عقب ان أنهي دراسته بمعهد الموسيقي عمل مدرسا للموسيقي ، في بطنطا والزقازيق ، وخلال هذه الفتره كانت الاجازة يقضيها معنا بالقرية وكانت " 4 أشهر " ، كان بيحب الناس كلها ، وكلنا بنحبه وبنحب نتكلم معاه ، ولم يٌنكر أي فضل لأحد من عائلته عليه . أكد شكري : عندما اكتشف عبدالحليم موهبة الغناء لديه قدم في الاذاعة المصرية ، ، فتقدم عبدالحليم للانضمام لإذاعة الإسكندرية وكان يرأسها آن ذاك " حافظ عبدالوهاب " الذي عٌجب بصوت عبدالحليم وضمه لاذاعة الاسكندرية ، ولم يكتف بذلك ، بل قام بمساندته واعطائه اسمه وهذه كانت بداية " عبدالحليم حافظ " . وأكد شكري ، أنه رغم شهره عبدالحليم حافظ الواسعة ، وسفره لجميع بلدان العالم لعرض فنه ، إلا أنه لم يتكبر يوماً علي عائلته أو أهل قريته الحلوات ، وكان دائما يأتي للقرية ويجلس مع الاهالي ، ولم يتأخر في أالاستجابة لأي طلب من الأهالي ممن يقابلونه هنا بالقرية او ممن يذهبون اليه بالقاهره . وعن أهم ما قام به العمدليب لخدمة قريته ، قال الحاجة شكري ، أن عبدالحليم جعل قرية الحلوات من أولي القري التي يدخلها الكهرباء ، فكان زمان لا يوجد خطوط كهرباء ، فقام بشراء ماكينة كهرباء وأنار بها جميع المساجد بالقرية ، وايضا قام بعمل أعمده بالشوارع ووضع كشافات بها وانارتها من الماكينه حتي تعمل علي انارة القرية بالكامل . وايضا عبدالحليم جعل لعديد من الاهالي ممن لا يستطيعون الانفاق علي انفسهم مرتب شهري كان يصلهم من خلالنا باسم عبدالحليم ، وهناك طلاب كان عبدالحليم هو الذي يتولي نفقات التعليم الخاصة بهم ، بالاضافه الي ان عبدالحليم هو السبب الرئيسي في انشاء جامعة الزقازيق ، حيث قام بجمع التبرعات وتقديمها لمحافظ الشرقية آن ذاك وايضا قام بعمل حفلتين وتبرع بأموالهما لبناء الجامعة ، مع بناء مسجد الفتح بالقرب من الجامعة بمدينة الزقازيق. وأضاف شكري ، أن عبدالحليم حافظ لم يمٌت فهو مازال يعيش بيننا حتي اليوم بأغانيه التي اطربتنا في حزننا قبل فرحنا ، فعبدالحليم غني للحرب والنصر ، وكان حاضرا في كل مناسبة رسمية للدولة يعبر عن مصر بصوته الرائع ، ولكن ماذا فعلت له الحكومة بعد وفاته ، لم تقدم له شئ سوي بعض الكلمات علي صفحات الجرائد هل هذه هي قيمة عبدالحليم ؟!. و أكد أن فيللا عبدالحليم قام بشرائها رجل أعمال من القاهرة و أغلقها و طالب شكري الدولة ووزارة الثقافة بضرورة شراء الفيللا المغلقة و تحويلها لمتحف و مزار سياحي تعرض خلاله أغانيه ليتعلم منها الشباب الوطنية و حب مصر أما شباب القرية فقد تجمعوا لالتقاط الصور الفوتغرافيا و لا يذكرون من أغاني العندليب سوى أغاني الحب و الهجر و الشجن و بعضهم يذكر تفاصيل فتح مقبرة الفنان الراحل بعدما كانت مهددة بأن تغمرها المياه، حيث قاموا باستشارة دار الإفتاء، وقام العمال بتفح المقبرة وهللوا لوجود جثمانه في هيئته قبل وفاته. كثيرون أبدوا سعادتهم كونهم بلديات العندليب و البعض مازال يحاول تقليد تسريحته و الآخر يحاول الغناء ... لكن تركنا القرية و أنين الحزن يضرب كل ركن فيها و هي تذكرنا بأروع أغانيه " عدى النهار" و نختم بها رحلتنا ل " الحلوات " عدّى النهار والمغربية جاية تتخفى ورا ظهر الشجر وعشان نتوه فى السكة شالت من ليالينا القمر وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها جانا نهار مقدرش يدفع مهرها ياهل ترى الليل الحزين أبو النجوم الدبلانين ابو الغناوي المجروحيين يقدر ينسيها الصباح ابو شمس بترش الحنين بدا... بلدنا للنهار... بتحب موال النهار لما يعدي فى الدروب ويغني قدّام كل دار والليل يلّف ورا السواقي زي ما يلف الزمان وعلى النغم ...تحلم بلدنا بالسنابل والكيزان تحلم ببكرة واللى ح يجيبه معاه تنده عليه فى الظلمة وبتسمع نداه تصحى له من قبل الادان تروح تقابله فى الغيطان في المتاجر فى المصانع فى المدارس و الساحات طالعة صحبة صفوف جنود طالعة له رجال اطفال بنات كل الدروب واخدة بلدنا للنهار واحنا بلدنا للنهار بتحب موال النهار لما يعدي فى الدروب ويغني قدام كل دار كلمات: عبدالرحمن الأبنودي ألحان: بليغ حمدي