في أكتوبر من العام الماضي، كشفت إحصائية لجهاز البحوث باتحاد الاذاعة والتليفزيون، حول آراء جمهور المستمعين، في آداء الإذاعة خلال شهر رمضان الماضي، عن تحقيق شبكة القرآن الكريم، أعلي نسبة استماع، بلغت 97.5% ، تلاها "البرنامج العام" بنسبة 67.9% الي آخره، وكان أهم ما كشفت عنه الإحصائية التي نشرتها الصحف، آنذاك، أن البحث تم إجراؤه علي عينة عشوائية، تتكون من 1100 فرد، من متابعي برامج الإذاعة في رمضان، ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و 70 عاما، بكافة محافظات مصر، وهي كما هو واضح، ممثلة لكل المراحل العمرية، ، وقد سبق أن أشرت في هذا المكان ، تحت عنوان "شبكة القرآن الكريم"، الي أن هذه الاحصائية، تؤكد علي أن في مصر شبابا متدينا بالفطرة، يحب دينه ويرفض المزايدة علي وسطيته. تذكرت هذا الكلام بمناسبة إدلاء الرئيس، قبل أيام، بحديث إذاعي لأول مرة، في ذكري إعطاء إشارة البدء في إذاعة القرآن الكريم، بمناسبة عيدها الواحد والخمسين، تحدث خلاله عن ضرورة لفظ الأفكار الهدامة، وشدد على أهمية دور الإذاعة في نبذ التطرف. في بحث بعنوان "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة من الماضي إلى الحاضر والمستقبل"،يكشف الدكتور فوزي خليل نائب رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، رحمه الله، أن لقرار نشأة شبكتها، ظروف وملابسات سبقته، ودعت إلي اتخاذه، بعد أن ظهرت في أوائل الستينات من القرن الماضي، طبعة مذهبة من المصحف ، ذات ورق فاخر، و إخراج أنيق ، بها تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آياته ، منها قوله تعالي : "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ". وطبعوها مع حذف كلمة "غير"، فأصبحت الآية تعطي عكس معناها تماما ، و كانت هذه الطبعة ، رغم فخامتها ، رخيصة الثمن، وكان تحريفها خفيا علي هذا النحو، لكن الله تولي حفظ كتابه. استُنفِرت الواقعة، مؤستي الأزهر والأوقاف في ذلك الوقت، و بعد الأخذ والرد، تمخضت الجهود والآراء، عن تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصرى، علي اسطوانات، توزع نسخ منه علي المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي ، وكافة مراكزه، بإعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف من الإعتداء عليه ، فكان هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم، بعد أول جمع كتابي له في عهد أبي بكر الصديق، حيث قرر وزير الثقافة والإرشاد القومي، آنذاك، الدكتور عبد القادر حاتم، تخصيص موجة قصيرة وأخري متوسطة لإذاعتة، و بعد موافقة الرئيس جمال عبد الناصر بدأ إرسال "إذاعة القرآن الكريم" في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 25 مارس 1964 ، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة، و كانت بذلك أنجح وسيلة لتحقيق هدف حفظ القرآن الكريم من محاولات تحريفه، ليعتاد العالم الاسلامي بعدها سماع صوت المذيع قائلا : " اذاعة القرآن الكريم .. من القاهرة". يارب زد وبارك، ودوما نسمعها من اذاعة مصرنا الحبيبة. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.