إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».. من أجل هذه الآية انطلقت إذاعة القرآن الكريم، صبيحة يوم الاحد 29 مارس عام 64 بمدة ارسال قدرها 14 ساعة ، وذلك عقب ظهور اول طبعة “مذهبة” من مصحف، يحمل تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آياته، منها قوله تعالي: “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين”، حيث جاءت فى هذا المصحف بدون كلمة “غير” فأصبحت الآية تعطى عكس معناها تمامًا. ، لكن الله الذى تولى حفظ كتابه هيَّأ من الوسائل ما يحقق هذا الحفظ، ، فاجتمع وقتها كبار العلماء من الازهر الشريف لمناقشة كيفية التصدى لهذا الخطر ، وبعد مناقشات مطولة انتهى الامر الى حفظ القران باول تسجيل صوتى للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصرى على اسطوانات توزع نسخ منها على المسلمين فى أنحاء العالم الإسلامي،. وكانت هذه هى الخطوة الاولى لجمع صوتى للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابى له فى عهد أبى بكر الصديق، كما جاءت فكرة إذاعة القرآن الكريم وبث برامجها حسب خبرائها ومؤسسيها الاوائل ردًا على التغلغل الإسرائيلى فى القارة الإفريقية وبثه نسخا محرفة من القرآن الكريم ورغم ظهور فضائيات وإذاعات دينية وقرانية متعددة ومتنوعه ، تظل مقولة إذاعة القرآن الكريم.. من القاهرة».. هى المقولة الاوسع انتشارا والتى مازالت تشنف آذان ملايين المسلمين فى مصر والعالم العربى والإسلامى ، فطالما حملت صوت الرحمن إلى قارتى افريقيا وآسيا وسائر مناطق اخرى كانت لاتعرف شيئا عن القرآن والاسلام لولا هذه الاذاعة وتلاوتها المباركة .. وعلى حد وصف فضيلة الامام الراحل الشيخ عبد الحليم محمود لقد عاشت مصر يوم افتتاحها يوما مشهودا مسكونا بالروحانية والهدوء ، ومن يومها وحتى اللحظة نادرا أن تجد مواطنا مصريا او عربيا او مسلما يستيقظ من نومه صباحا وقبل الخروج للعمل والسعى للرزق إلا ويبدأ يومه بالاستماع اليها ، فهى بوابة العشق الاولى لالحان السماء الباحث عشاقها عن التسامح والاعتدال والرضا والمقسوم والاستغفار تولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم على مدى الخمسين عاما تسعة رؤساء اولهم الشاعر الاسيوطى ابن قرية النخيلة مع بداية ارسالها واخرهم ليبقى اخرهم الرئيس الحالى محمد عويضة ابن ميت سلسبيل بالدقهلية