في الوقت الذي أشارت فيه تقارير مصرية رسمية، إلى اختفاء 26 مصرياً في ظروفٍ غامضة بليبيا، كشف ناشط حقوقي لCNN بالعربية، اليوم الأحد، أن عدد المفقودين يبلغ 46 مصريًا، غالبيتهم من الأقباط. وقال رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، إن هؤلاء الشبان، بينهم اثنان أو ثلاثة مسلمين والباقين من الأقباط، انقطع الاتصال بهم منذ الأسبوع الأول من سبتمبر الماضي، بعدما تم إيهامهم من أحد الأشخاص بإمكانية تسفيرهم إلى أوروبا. وكشف جبرائيل، في تصريحات لCNN بالعربية عبر الهاتف من القاهرة، عن أن وزارة الخارجية المصرية لم يكن لديها أية معلومات حول فقدان هذا العدد من المصريين في ليبيا حتى يوم أمس السبت، بعد اللقاء الذي عقده المتحدث باسم الوزارة، مع أهالي عدد من المفقودين. وأضاف رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان أن أهالي 26 شابًا فقط، من المفقودين هم من حضروا اللقاء مع السفير بدر عبدالعاطي، بمقر وزارة الخارجية السبت، وهو اللقاء الذي جرى بحضور جبرائيل، إلا أنه لم يوضح سبب عدم حضور أسر باقي المفقودين اللقاء. ورجّح جبرائيل، في تصريحاته للموقع، أن يكون هؤلاء الشبان قد جرى اختطافهم من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف ب"داعش"، لافتاً إلى أن اتصالات مكثفة تجري حاليًا مع عدد من زعماء العواقل في منطقة "سرت"، شرقي ليبيا، للحصول على أية معلومات قد تقود إلى مكان اختفائهم. وبينما لفت بيان لوزارة الخارجية السبت، إلى أن هؤلاء الشبان "سافروا إلى ليبيا، في محاولة للتسلل لاحقًا بشكل غير شرعي إلى إيطاليا"، فقد أكد جبرائيل أن الخارجية قامت بالاتصال بالسفير المصري في إيطاليا، الذي أفاد بأنه "لا توجد أية مؤشرات على تعرضهم للغرق". ونقل البيان، الذي حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، عن السفير عبدالعاطي قوله: إن الوزارة لا تألو جهداً، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، في مواصلة الاتصالات للكشف عن ملابسات اختفاء المصريين، ومواصلة التحركات مع السفارة المصرية في إيطاليا، والسفير المصري في ليبيا والمتواجد حالياً في القاهرة، للتحرك في هذا الاتجاه. ولفت جبرائيل إلى أن الأجهزة الأمنية لم تقم بأية إجراءات، حتى اللحظة، بحق الشخص الذي قام ب"النصب" على هؤلاء الشبان، وتحصيل مبالغ مالية منهم، بعد إيهامهم بإمكانية تسفيرهم إلى إيطاليا، مشيراً إلى أنهم جميعهم من مركز "أبنوب" بمحافظة أسيوط. وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" قد نشر فيديو في فبراير الماضي، يظهر قيام مسلحيه بذبح 21 قبطيًا مصرياً، بعد اختطافهم في ليبيا، الأمر الذي دفع القاهرة إلى حث جميع المصريين العاملين في الدولة العربية إلى مغادرتها، فيما قام الجيش المصري بقصف مواقع تابعة للتنظيم المتشدد في "درنة" شرقي ليبيا. وبحَسْب تقارير رسمية، فقد بلغ عدد العاملين المصريين الذين تمكنوا من العودة من ليبيا منذ نشر ذلك الفيديو، نحو 45 ألف عامل، بينهم 11 ألف و500 تمت إعادتهم عن طريق جسر جوي مع تونس، و34 ألفاً عادوا عن طريق منفذ السلوم البري، وفق ما ذكرت صحيفة الأهرام شبه الرسمية السبت.