والد الشهيد..الإرهاب حرمني من أول فرحه لي في الدنيا..وكانت أخر زيارة له فيها ابتسامه لم أراها من قبل ..في ابتسامة الشهادة ووالدته.. أبني كان يتمني الشهادة وقبلني علي غير العادة ولكنها كانت قبله الوداع وجدته .. عبده كان نور عيني .. وكنت بقولة وهو بيكبر أمامي أنتا الهتدفني مش انا الهدفنه كتب:وائل المنجي ودعت قرية بشلا مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة حضرها الآلاف من أهالي القرية جثمان شهيد القوات المسلحة المجند عبده سمير السعيد الوتيدى 21 سنه والذي راح ضحية حادث سيناء الغادر الذي استشهد خلال العملية الإرهابية الغاشمة التي استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في شمال سيناء والتي أسفرت عن عدد من الشهداء والمصابين وخرج جثمان الشهيد من مسجد الوتيدي ملفوفا ً بعلم مصر في الجنازة العسكرية التي تقدمها اللواء عمر الشوادفى محافظ الدقهلية واللواء احمد الادكاوى السكرتير العام واللواء محمد حجي مساعد مدير أمن الدقهلية لفرقة الجنوب والمحاسب رمضان محمد منصور رئيس مركز ومدينة ميت غمر والمحاسب علاء الدين كامل عوض نائب رئيس مركز ومدينة ميت غمر وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة وأقاربه وزملائه اللذين اصطفوا علي جانبي طريق القاهرة ميت غمر لساعات طويلة حتى وصول الجثمان رافعين لافتات التنديد بالإرهاب والمطالبة بالقصاص و صور الشهيد في مشهد فخر واعتزاز منهم بالشهيد وأصروا علي حمل الجثمان على الأعناق والسير به إلي حتى مقابر الأسرة وجابت الجنازة شوارع القرية وسط الآلاف من أبناء بشلا والقرى المجاورة وبكاء الجميع من نساء ورجال وأطفال وارتفعت التكبيرات والنطق بالشهادة من جميع المشاركين الذين ضجت بهم شوارع القرية وارتدت السيدات ثياب الحزن وعلت أصواتهن بفقدان ابنها البار علي أيدي جماعات الإرهاب وتحولت بيوت القرية إلي سرادقات عزاء لتقبل التعازي في الشهيد وردد آلاف المشاركين في تشييع جنازة الشهيد هتافات منددة بالإرهاب الغاشم منه : " لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والأخوان أعداء الله " ياشهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح " "ونموت وتحيا مصر " ، وسط حالة من الحزن أصابت الجميع علي الضحايا الذين تساقطوا دفاعا ً عن الوطن وأغلقت المحال التجارية والمقاهي أبوابها وارتفع صوت القرآن الكريم من المنازل أثناء تشييع الجنازة إلي مثواها الأخير وأطلقت القوات المشاركة في مراسم الجنازة واحد وعشرون طلقة أمام قبر الشهيد وتحولت الجنازة إلي مظاهرة كبيرة ضد الأخوان والإرهاب . ومنع أهالي القرية أعضاء جماعة الأخوان الإرهابية من حضور الجنازة .. ويقول سمير السعيد الوتيدي (48 سنة ) مزارع والد الشهيد : إن الشهيد عبده حاصل علي دبلوم التجارة الثانوي وهو الابن الأكبر وكان مجند منذ عام وباقي له عام لإنهاء الخدمة العسكرية وله شقيقان وهم محمد (16 سنة ) طالب بالتعليم الثانوي ، زكريا (3 سنوات ) وإن خبر استشهاده نزل علينا كالصاعقة ولم أصدق أنني لن أري أبني أعز الناس مرة أخري . وينهمر في بكاء حار قائلا ً : إن الإرهاب اغتال أبنه البكر وأول فرحته لقد كان أبن الشهيد مؤمن الله ويحب وطنه ولكن إرادة الله أقوي من كل شيء فلا أمتلك إلا الدعاء له لأنه كان بارا ً بأسرته ولكن ما يصبرني أنه داخل جنة الفردوس الأعلى فهو لم يمت وأخذ يردد "حسبي الله ونعم الوكيل فيمن اغتالوا ابني بلا ذنب أقترفه وذلك أثناء تأديته واجبه نحو وطنه وأشار أن آخر مرة جلس فيها مع الشهيد كان يوم الأربعاء الماضي يوم عودته إلي معسكره وكان في حالة نفسية عالية ووجهه عليه ابتسامة لم يراها من قبل وكأنه يودعه . أما والدته / نادية زكريا الوتيدي ( ربة منزل ) فقد أصيبت بانهيار فور علمها بالخبر وانخرطت في البكاء وصرخت من قلبها وليس من حنجرتها وهي لا تصدق أنه قد أختطفه الموت منها في لحظة قائلة : منهم لله القتلة حرقوا فلذة كبدي لقد اغتالوا زهرة شبابه وأوضحت الأم أن ابنها كان يتمني الشهادة في سبيل الله وكانت آخر مرة تراه قبل استشهاده بيوم واحد وقام بتقبيلها علي غير العادة وكأنها قبلة الوداع ، وكان أملي أن أفرح به وأشوفه عريس وأضافت أن الشهيد يمتاز ببر الوالدين وكان يعتبروه زهرة العائلة علي حد قول أهل القرية لحسن خلقه . منهم لله الكفره ميعرفوش رحمة ولا دين بهذه الكلمات بدأت الحاجة / فوقية بيومي عيسي جدة الشهيد قائلة : عبده كان نور عيني وشفته وهو بيكبر قدامي يوم ورا يوم حتي صار من خيرة شباب القرية وكان لا يفارقني كنت فاكره إنه هو ألي حيدفني مش أنا ألي حدفنه ربنا ينتقم منهم ويتحرقوا في جنهم كما حرقوا قلبي علي أبن بنتي . أما زملاء الشهيد فقد أكدوا أنه محبوب من زملائه ومثالا ً للرجولة وكان يصلي بانتظام وأنه لم يخشي الموت بل كان يتمني الشهادة وقد منحه الله ما تمناه وسوف يسكن الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء . ومن جانبهم قال / أنور أحمد الوتيدي ( مدير عام بالمعاش ) وجمال عبد الله الوتيدي ( مدير عام بالحكم المحلي ) أبناء عم الشهيد قالوا ونبرة الحزن تملأ أصواتهم أنهم تلقوا خبر استشهاد عبده بصدمة كبيرة ليس اعتراضا ً علي إرادة الله لأنه في منزلة الشهداء ولكن لأنها جاءت في حادث إرهابي غادر يحصد أبناء مصر من الجنود والضباط وطالب بالقصاص والأخذ بثأر الشهداء . مشيرين أن الشهيد كان محبوبا ً من أهل قريته ومن خيرة شباب القرية ويتمتع بحسن الخلق ودائم الاتصال بعائلته وأصدقائه لطمأنتهم عليه ومحبا ً للخير ولا يكن حقدا ً أو شرا ً لأحد ودائم الود لأقاربه وخدوم لأهل قريته ولكن جاء القدر ليخطفه بسرعة البرق ونحتسبه عند الله شهيدا ً . ويطالب أهل القرية بإطلاق أسم الشهيد علي أحدي مدارس القرية لتخليد ذكراه