شهدت مصر فى نهاية عام 2014 حدثا ارى من وجهة نظرى انه كان من اهم الاحداث الرياضية السياحية التى اقيمت فى مصر على مدار العام وهو رالى تحدي عبور مصر والذى ضم 60 مشاركا من مصر وبعض دول العالم والذى استمر لمدة 9 ايام متصله باجمالى مسافه قدرها 2950 كم قطعها المتسابقين على دراجة بخارية صغيرة (سكوتر) عبر أكثر الطرق تحديًا وصعوبة في مصر.. و يعتبر الرالى المصرى هوالوحيد من نوعه فى الشرق الأوسط. . وبدأ الرالى من مدينة الإسكندريه مرورا بالقاهره ثم العين السخنه و الجونه و مرسى علم ثم عبر الصحراء الشرقيه إلى أسوان ثم اتجه الى اهم مناطق مصر السياحية معبد أبو سمبل و من هناك الى الأقصرعاصمة اثار مصر ثم أسيوط قبل الاتجاه لإنهاءه عند اهم اثار مصر والعالم اجمع. واهداف اقامة هذا الرالى كثيرة جدا ويلخصها أحمد الزغبي المتحدث الرسمي لتحدي عبور مصر:ان مصر تستحق منا اقامة مثل هذه الفعاليات واكثر لتوصيل رسالة للعالم كله لنظهر جمال وروعة المدن المصرية والترويج لها حيث يهدف رالى تحدى عبور مصر لجذب انتباه وسائل الإعلام المحلية والعربية و العالمية وتوجيه الأنظار لمصر والتركيز على تمتعها بالامن الذي طالما اشتهرت به خصوصا ان قيادة الدراجات الناريه لمسافة آلاف الكيلومترات فى رالى طويل المسافات يمثل تحديا حقيقيا لكل المشاركين مع اختلاف طبيعة الطريق ما بين مدن و جبال و واحات و صحارى. وما زاد من قيمة الرالى هذا العام هو مشاركة المغامر العالمى الشهير ألكس شاكون الذى قام بالطواف حول العالم بدراجته الناريه و قطع فيها 233ألف كيلومتر عبر 34 دوله و قام بتصوير فيلم "حول العالم فى 360 درجه" والذى حقق حوالى 11 مليون مشاهده فى الشهور القليله الماضيه . بالاضافة الى مشاركة الرحالة المصري عمر منصور وهو أول مصرى و عربى وإفريقى يعبر قارة أفريقيا بدراجه ناريه حيث قام بالقياده من أقصى نقطه جنوبيه بإفريقيا (كيب أجولس) إلى ابعد نقطة فى القارة مدينة الإسكندريه بمصر فى رحله إستغرقت ثلاثة أشهر و كانت تحمل رسالة: "أفريقيا واحده للكل بالاضافة الى مشاركة العديد من المغامرين من دول الولايات المتحدهالأمريكيه، أستراليا، كندا، انجلترا، بيرو، إيطاليا، جمهورية التشيك،المكسيك، الهند، البرتغال وبالطبع مغامرين من مصر سواء شباب او شابات . وبدأت الفكرة عام 2011 بأقامة الرالى الاول و تم خلاله قطع 1700 كيلومتر بداية من شواطئ البحر المتوسط شمال مصر حتى معبد أبو سمبل قرب حدود مصر الجنوبية، بمشاركة خمسة عشر من راكبي الدراجات الناريه من أربع دول مختلفة. و فى موسم 2012 ازداد عدد المشاركون وقطعوا مسافة 2400 كيلومتر بدأت من عاصمة مصر القاهرة التي تحتوي ميدان التحريرأشهر ميادين العالم الآن، و مرورا بأجمل واحات الصحراء الغربية؛ قبل انهاء رحلة الرالى الشاقه فى مدينة الأقصر أكبر المتاحف المفتوحة في العالم. و فى موسم 2013 أيضا قطع المشاركون مسافة 2400كيلومتر بدأت من مدينة الإسكندريه و مرورا بصحراء مصر الغربيه و الشرقيه قبل إنهاء الرالى تحت أقدام أبو الهول بالجيزه.وهذا هو الموسم الرابع للتحدى والذى نتمنى دعمه واستمراره سنويا ومشاركة كل الهيئات وتوفير كل الامكانيات لانجاحه خاصة وان معظم الدول الاوروبية تقيم مثل هذه الراليات وتعول عليها كثيرا خصوصا فى التنشيط السياحى ويشارك فيها متسابقين ومغامرين يصل عددهم بالمئات واحيانا بالآلاف وكما اكدت من قبل فمن وجهة نظرى ان مصر بحاجة ماسة الى مثل هذه السباقات والفعاليات الرياضية التى تؤكد على عظمة مصر ومكانتها التاريخية من خلال اثارها المنتشرة فى معظم محافظاتها وكذلك التاكيد على الامن والامان الذى تعيشه مصر وليس كما يرى الغرب ان الوطن فى حالة استنفار امنى مستمرة وهذا ما اكده المتسابقين الاجانب فى الفيلم التسجيلى الوحيد الذى اعد عن الرالى فى قناة الجزيرة الوثائقية فجميعهم اكدوا انهم كانوا يتوقعوا ان يروا مصر مثلها مثل العراق او سوريا او دول اخرى حيث الحالة الامنية غير المستقرة ولكنهم وجدوا الوضع مختلف تماما وهذا ليس كلامى بل كلام المشاركين فى الرالى الذين كانوا فى غاية السعادة كلما انهوا مرحلة ما وكانوا يتفاعلون بشدة مع حب المصريين لهم وحفاوة لقائهم والترحيب بهم فى اى مدينة او بلد يزوروها كما قام المتسابقين بتصوير رحلتهم ونشروا العديد من الفيديوهات لها على المواقع الالكترونية وقد قامت وزارة السياحة والوزير هشام زعزوع ، والسفير ناصر حمدي رئيس هيئة تنشيط السياحة برعاية السباق وعقد مؤتمر صحفى للمشاركين فيه وللترويج له وللأسف لم نجد لذلك صدى فى القنوات الفضائية المصرية ولم تهتم بهذا الحدث الرياضى السياحى الهام وكنت اتمنى ان يكون لدى الاعلام المصرى المزيد من الحس الوطنى وان يرى ان مصر فى هذه الفترة تحتاج الى نقل مثل هذه الفعاليات التى تضيف للوطن وتروج له وتحسن صورته خصوصا ان الاعلام المصرى هو الرائد عربيا وهو القاطرة التى تقود كل الاعلام العربى خلفها فمن واجبه ان يكون هذا من اهتماماته مثلما اصبحت برامج المسابقات والغناء والطبخ والرقص من اولوياته وان كانت مثل هذه البرامج تضيف لهذه القنوات قيمة مادية فأرى ان من واجب الاعلام المصرى الرائد عربيا ان لا يكون الربح هو شاغله الوحيد فهناك وطن يبنى من جديد ولابد من اعلام هادف وقوى يقف بجواره ويسانده لكى يستمر هذا الاعلام فى ريادته العربية وتعود مصر مرة اخرى الى مكانتها الدولية Fathy9