لم يكن انهيار مأذنة مسجد ابن خلدون بمنطقة المنشية بمحافظة الإسكندرية نتيجة الأمطار والطقس السيئ أمس الأربعاء، إلا حادثاً طبيعياً، كما يؤكد الآثاريون والباحثون الذين يؤكدون أن مئات المساجد الأثرية وغير الأثرية في أنحاء جمهورية مصر العربية تم تدميرها جراء الأمطار والتي وصفها المؤرخون بأن السماء كانت تمطر حجارة مثلما عبر المؤرخ المقريزي وهو يصف الأمطار التي هطلت علي مدينة قوص بقنا في عام 277ه. محمود حجاج باحث أثري أكد أن كثيرا من الأبنية القديمة والمساجد تم تدميرها بفعل الأمطار في القرن الرابع الهجري وخاصة في مدينة قوص والتي اتخذها الفاطميون العاصمة الثانية لمصر بعد القاهرة، لافتاً أن الأمطار التي ارتبطت بفيضان شديد من نهر النيل وكانت عبارة عن سيول وصفها المؤرخون بأنها كانت حجارة وهو تعبير يختصر مدى قوة الأمطار التي أهلكت الكثير من الأبنية والمساجد وأدت لموت البشر والحيوان. حين أزال الآثاريون في محافظة الأقصر، طبقة الطمي في طريق الكباش، اكتشفو أن طبقة الطمي هي طبقة سميكة تصل لحوالي متر تقريباً هذا ما يؤكده الباحث فرنسيس أمين، مضيفاً أن الأمطار التي كانت عبارة عن سيول كاسحة أدت قوتها لأسقاط رؤوس تماثيل أبوالهول التي كانت تتواجد بين الطريقين في العصر الفرعوني. محمود مدني باحث في الآثار الإسلامية، قال إن اندثار المساجد والأماكن الأثرية لم يكن مرتبطاً فقط بالطقس السيئ والأمطار الجارفة، لافتاً أنه كان مرتبطاً أيضاً بفيضان النيل، مؤكداً أنه في النصف الأول من القرن التاسع عشر حدث للنيل فيضان عالٍ طغت فيه المياه على مدينة دشنا بمحافظة قنا. وأضاف أن الفيضان أدي إلي تهدم المساكن ولما رفعت الأنقاض وحفرت الأساسات ظهرت تحتها أنقاض قديمة من الآجر وأحجار كبيرة عليها كتابات ونقوش قديمة فرعونية وأدى الفيضان إلي تدمير المسجد العمري بالكامل الذي صار مكانه في النيل وهو المسجد الذي تذكره الكتب القديمة، بأنه كان معلما وكان به حلقة من حلقات العلم. في بدايات القرن الحالي، اكتشف الآثاريون بقايا لمساجد مندثرة في معبد فيلة بأسوان، هذا ما يوضحه الباحث فرنسيس أمين، مؤكداً أن الأمطار الشديدة أدت إلى تدمير المسجد العمري في مدينة أسنا بمحافظة الأقصر ولم يتبق منه سوى المأذنة مشيراً إلى أن ذاكرة الفوتوغرافيا وكتب الرحالة تعج بذكر المساجد التي كانت موجودة والتي اندثرت بسبب الطقس السيئ والأمطار. من أشهر المساجد التي اندثرت بسبب الأمطار، هو مسجد الصيادين في مدينة القصير بالبحر الأحمر بالإضافة إلي عدة مساجد في مدينة رشيد ومدينة جرجا بسوهاج والتي كانت ممتلئة بالكثير من المساجد، هذا ما يؤكده الباحث فرنسيس أمين مشيراً إلي أن الأمطار أدت إلى اندثار بعض المساجد في القاهرة الفاطمية وفي الإسكندرية. وأوضح حجاج الباحث الآثاري أن بناء المساجد واختلافه عن بناء المعابد الفرعونية أدى إلي الكثير من تدميرها جراء سقوط الأمطار، لافتاً أن ذاكرة الفوتوغرافيا بالإضافة إلى كتب المؤرخين، أوضحت آلاف المساجد التي دمرت في مصر نتيجة الأمطار التي وصفت بأنها كانت عبارة عن أحجار.