قال سلامة زهران، مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالبهنسا، إن مدينة البهنسا تعد بمثابة متحف تاريخى مفتوح، وذلك لما تضمه من عصور مصرية قديمة فرعونية ويونانية رومانية وقبطية ثم تاج العصور العصر الإسلامي، حيث عثر بها على آثار تدل على هذه الفترات المتعاقبة على مصر، خاصة أنها كانت عاصمة الإقليم 19 ولها ثقل إدارى وتجارى كبير، حيث تقع على رأس الطريق الرابط بين وادى النيل والواحات من خلال طريق درب البهنساوى الذى يربط بين الواحات والبهنسا، حيث تبعد عنها 160 كيلومترا، وكانت خاضعة إداريا للبهنسا فى العصر الرومانى. وأضاف زهران، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن البهنسا كانت فى مصاف المدن المصرية بعد الإسكندرية، وكانت عاصمة مصر فى ذلك الوقت وبها العديد من المظاهر الحضارية أهمها المسرح الرومانى، أكبر معبد فى مصر وشمال أفريقيا، حيث كان يتسع لأكثر من 8000 مشاهد، أى كان مسرح الإسكندرية بالنسبة له صالة استقبال، إذ يتسع لحوالى 300 شخص، وكانت بها حمامات عامة وصالة رياضية وجيمانيزيوم وبها ميناءان على بحر يوسف يصدر منهما القمح من البهنسا إلى روما، وكل من كان يأتى إلى البهنسا من 1896 إلى 1933 يصفها بحمى البرديات، حيث الذهول من كمية البرديات التي عثر عليها في مواقعها الأثرية. وتابع: "البهنسا كانت تحتوى على آثار مهمة لكنها اندثرت، ومن هذه الآثار مسجد عبد الحى بن زين العابدين المعلق وزاويتى أبى السعود وعلى الجمام ومدرسة وسبيل القاضى عبد الرحمن بن الشريف وحمام يرجع للعصر الفاطمى وقبة حسن الأنور وقبة جعفر بن عقيل ومشهد الأربعين وقبة على أبو العودين". وحول الأسباب التي أدت لاندثار هذه الآثار، قال إن حركة السباخ التى نشطت أيام محمد على، والتى كانت لا تقف على هدم أى مبنى والاستفادة بأنقاضه، وكانت من أوائل القرن التاسع عشر الميلادى حتى القرن العشرين، وتعديات الأهالى، حيث قامت البهنسا الحديثة محل القرية القديمة، وحفائر 1933، والتى قامت على أطلال وتلال مدينة البهنسا، وكانت تبحث فى عصر معين ولا تعنيها عصور الحضارة الأخرى، خاصة العصر الإسلامى. وأضاف: "من أسباب اندثار هذه الآثار أيضا وجود الجبانات، وهى ليست مقتصرة على مدافن أهالى البهنسا، بل تحوى مقابر من مراكز وقرى أخرى، وهذا التوسع ضم مبانى وأماكن أثرية إلى داخل الجبانة، ووصل إلى حد هدم بعض المبانى واستخدامها أماكن للدفن، ونقل الأنقاض، وذلك كان عام 1890م، وكان الأهالى يقومون بتكسير الأعمدة الحجرية وفخار وآجر ملقاة على الأرض، ونزع الغابات من أماكنها أدى إلى تحول معظم مبانى البهنسا إلى أنقاض لأنها كانت تقلل من انتساف الرمال وطمس وطمر هذه المبانى".