احوال الدنيا تحتفل بولندا بمرور مائتي عام علي مولد الفنان الكبير والموسيقار الشهير، وقد اختارت سفارة بولندا بالقاهرة والسفير الجديد النشيط بيوتر يوختا أن تكون مصر باكورة الاحتفال بالذكري المائتين لمولد الموسيقار العظيم شوبان الذي طبقت شهرته الآفاق واطلق اسم بولندا في عالم الثقافة والفنون واصبح اسمها مرادفا لاسم شوبان مثلما فعل نجيب محفوظ لمصر بعد حصوله علي جائزة نوبل. وفي هذا الاطار جري التنسيق بين وزارة الثقافة ممثلة في قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة حسام نصار مستشار وزير الثقافة ودار الاوبرا المصرية برئاسة الدكتور عبدالمنعم كامل وهيئة التنشيط السياحي برئاسة عمرو العزبي وسفارة بولندا علي اقامة اكبر حدث ثقافي مصري بولندي تحت سفح الهرم بعد غد الاثنين بحضور زدرويفيسكلي وزير الثقافة البولندي، حيث تم حشد عدد كبير من الفنانين البارزين لهذه المناسبة، حيث تعرض موسيقي شوبان بصور واشكال مختلفة تمزج بين عراقة تلك الموسيقي والابهار المسرحي والفني حيث تتصدر العروض الموسيقية لشوبان في صورتها الكلاسيكية مع تنويعات فنية تعكس قدرة تلك الموسيقي واصالتها علي عبور حاجز الزمن والثقافة في جو من الابهار الضوئي بفعل الصوت والضوء، وتقدم موسيقي الجاز والروك والفنون الشعبية واستعراضات بصرية مختلفة. ان عظمة شوبان هو قدرة موسيقاه علي التواصل بين الاجيال فهو أحد اكثر المجددين في الموسيقي الغربية كما يعد واحدا من اهم رواد الحركة الرومانسية في الموسيقي التي تمردت علي الانماط الكلاسيكية التي نبعت من الموسيقي الكنسية والفنون الشعبية في النصف الاول من القرن التاسع عشر. لقد لقب شوبان بشاعر البيانو لمهارته الفائقة في العزف والتأليف وابتكاره لأساليب متجددة تحاكي القوالب الشعرية. لهذا حرصت وزارة الثقافة علي الاحتفاء بتلك المناسبة الفنية التي قلما يجود بها الزمن من اجل اصباغ روح فنية مغايرة للواقع الكئيب الذي يعتمد علي المادية والعنف والتربص بالآخر، فجاء شوبان ليصيغ وحدة موسيقية تتناقلها الاذن التي تتكلم لغات عديدة فقفز بموسيقاه فوق الحواجز اللغوية والجغرافية وساهم في الارتقاء بالذوق الفني وكان البيانو ولازال بديلا للمدفع والرشاش في التواصل بين المجتمعات واحترام ثقافة الآخر. وكان السفير البولندي بيوتر يوختا قد عقد ندوة في نقابة الصحفيين حول الاحتفالية الكبري التي استعدت لها الدولتان بما يليق بحجم الموسيقار الكبير شوبان واشار السفير ان العلاقات المصرية البولندية تضرب في الاعماق منذ العصر الفرعوني مروراً بالعصور المختلفة وتجذرت العلاقات وتأسست في عام 1926 حين تم تبادل السفراء فبدأت مصر في ذلك الوقت وتبعتها بولندا في عام 1928 بافتتاح مفوضية دبلوماسية في القاهرة. والحدث الفني الكبير الذي تستقبله الاهرامات باحتضان وترحاب يعكس قدرة مصر علي تنظيم مثل تلك الفعاليات الفنية الراقية وتنافس مثيلاتها في دول العالم، حيث من المنتظر ان تقام تلك الاحتفالية بعروضها المختلفة امام برج ايفل بفرنسا وبجوار سور الصين وهي الاماكن التي اختارتها بولندا لتكريم شوبان في مائويتي ميلاده حيث اختارت الاهرامات كعمق حضاري وتاريخي وثقافي لاقامة تلك الاحتفالية ولتؤكد علي معني الخلود بين الحضارة والفن.