أجمع المشاركون في مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب وهم ممثلون عن 120 دولة بمختلف المذاهب والطوائف الإٍسلامية والمسيحية، أن عددًا من شباب الأمة لا يزال يتعرض لعملية "غسل الأدمغة" من خلال الترويج لمفاهيم مغلوطة لنصوص القرآن والسنة واجتهادات علماء أفضت إلى الإرهاب. وأكد المجتمعون، خلال البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد بالقاهرة علي مدار يومي الأربعاء والخميس، ضرورة أن يأخذ العلماء وأهل الفكر مسئولية الأخذ بأيدي هؤلاء المغرر بهم من خلال برامج توجيه، ودوراتِ تثقيف، تكشف عن الفهمِ الصحيح للنصوصِ والمفاهيمِ؛ حتى لا يَبقوا نهبا لدُعاة العنفِ، ومروجي التكفير، بحسب نص البيان. وأوضح المشاركون، أن من هذه المفاهيمِ مفهوم الخِلافة الراشدةِ في عصر صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فقد كانت تنظيمًا لمصلحة الناس غايته حراسةُ الدين وسياسة الدنيا، وتحقيقُ العدلِ والمُساواة بين الناسِ، فالحكمُ في الإسلام يَتأسس على قِيمِ العدل والمساواة وحِمايةِ حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن بلا تمييزٍ بسببِ اللون أو الجنس أو المعتقد، وكل نظامٍ يحقِّق هذه القيمَ الإنسانيةَ الرئيسةَ هو نظامٌ يكتسبُ الشرعية من مصادر الإسلام. ومن المفاهيمِ المحرفة أيضًا مفهوم الجهاد، ومعناه الصحيح في الإسلام هو أنه ما كان دفاعًا عن النفس وردًّا للعدوان، وإعلانُه لا يكون إلا من ولي الأمر وليس متروكًا لأي فرد أو جماعة مهما كان شأنها.