عاشت محافظة القليوببة، ساعات من الفزع والرعب، تزامنا مع إعلان جماعة الإخوان الإرهابية، عن تنظيم مسيرات رافضة للنظام الحاكم، ومحاولة إدخال البلاد فى نفق مظلم، عقب الاشتباك مع رجال الجيش والشرطة، وتعاملت القوات مع المسيرات التى لجأ المشاركون فيها إلى الفرار، فيما تم ضبط البعض وبحوزته منشورات تدعو للفتنة وأعمال العنف وتخريب البلاد، والسطور التالية ترصد "المسائية"، جولتها داخل مدن ومراكز القليوبية، والتى أكدت استقرار الحالة الأمنية فيما عدا واقعة استشهاد مجند وإصابة ضابط بالجيش. فى البداية استيقظ أهالى قرية أبوزعبل، على خبر مؤلم أثار حالة من الغضب الجم، حيث تم الإعلان عن واقعة قيام مجهولون باستهداف سيارة تابعة للقوات المسلحة، والتى أسفرت عن استشهاد مجند إصابة ضابط برتبة العقيد، إثر إطلاق الرصاص عليهما من سيارة سمراء مجهولة بدون لوحات معدنية، فيما لاذ المتهمون بالفرار .. وعلى الفور قام ضابط شرطة بنقل المصابين إلى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق. من جانبه صرح مصدر أمني بالقليوبية، ل "المسائية"، أن مرتكبى الواقعة مجهولون، وقاموا باستهداف السيارة التابعة للجيش، أثناء خروجها من وحدة عسكرية بالمنطقة، حيث كانت تقل ضابطا برتبة العقيد، ومجند، أثناء قيامهما بتفقد الحالة الأمنية خلال دورية أمنية، عقب خروجهما من وحدة عسكرية تقع علي طريق ترعة الإسماعيلية بقرية أبوزعبل، لافتا إلى أن قوات الشرطة انتقلت على الفور إلى مكان الواقعة، وقامت بتمشيط المنطقة بمعاونة أفراد الشرطة العسكرية، وقامت بسحب السيارة التابعة للجيش، وأضاف المصدر أن الجناة من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة والتي هربت من سيناء نتيجة تضييق الخناق الامني واستوطنت في بعض محافظات الدلتا وتساندها كوادر جماعة الإخوان المسلمين عن طريق جمع المعلومات، الخاصة برجال الأمن. بدأت أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، إخطارا من المقدم أحمد الخولى، رئيس مباحث مركز الخانكة، بوقوع هجوم بالأسلحة النارية من قبل مجهولين علي سياره تابعه للجيش نتج عنها إصابة ضابط في الجيش ومجند، وعلى الفور تم نقلهما إلى مجمع كوبرى القبة العسكري بواسطة أفراد الوحدة العسكرية التى يعمل بها الضابط، عقب الحادث .. وأشرف اللواء عرفة حمزة، مدير دارة البحث الجنائى، على فريق البحث الذى شكله العميد سامى غنيم، رئيس المباحث الجنائية، والعقيد عبدالحفيظ الخولى، رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة، لضبط المتهمين، بالتعاون مع قوات الشرطة العسكرية، وكشفت المعاينة التى أجريت بمعرفة رجال الشرطة، أن الضابط كان يستقل سيارة ماركة " لادا " وبصحبته مجند وعقب خروجه من وحدته العسكرية القريبة من ترعة الإسماعيلية، وخلال تفقده الحالة الأمنية فى المنطقة المحيطة، اشتبك مع بعض العناصر الإرهابية المسلحة، التى كانت تستقل سيارة ملاكى، سوداء فأصيب الضابط، ولقى المجند مصرعه، بينما أسرع أفراد الوحدة العسكرية بنقله إلى مستشفى كوبرى القبة العسكرى. كما شهدت بعض مدن القليوبية، عدة مسيرات محدودة لأنصار جماعة الإخوان الإرهابية، بعد أداء صلاة الجمعة، حيث تظاهر العشرات من أنصار الجماعة الإرهابية والجبهة السلفية بقرية أبو زعبل ومنطقة كفر الجزار أمام مسجد أبو بكر الصديق، وحاولوا تحويل التظاهرة إلى مسيرة رافعين علامات رابعة ومرددين الهتافات المناهضة للجيش والشرطة إلا أن أجهزة الأمن تصدت لهم وفروا هاربين. وأما فى مدينه العبور، فانطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد الأشراف بحي الشباب بالمدينة، كما إنطلق عدد من أنصار الجماعة بأبوزعبل وما أطلقوا عليهم شباب صامدون بأبو زعبل بمسيرة، تحت شعار أسموه "الله اكبر .ايد واحدة"، وردد المشاركون عبارات مناهضة للجيش والشرطة، كما رفعوا صورا المعزول وعلامات رابعة العدوية، وصور المقبوض عليهم فى أعمال العنف بالمحافظة. وفى مدينة القناطر الخيرية، شهدت قرية الحادثة، انطلاق مسيرة للإرهابية، شارك فيها العشرات عقب أداء صلاة الجمعة، ورفع المشاركون لافتات مكتوب عليها "الإسلام هو الحل"، و"دستورنا الإسلام"، و"انتفاضة الشباب المسلم"، بالإضافة إلى رفع صور الرئيس المعزول مرسى، كما ردد المشاركون فى المسيرات الهتافات المعادية للجيش والشرطة، وعلى الفور انتقلت أجهزة الشرطة، إلى مكان المسيرة، ونجحت فى تفريقها، حيث فر المشاركون فيها هاربين، بينما تمكن المقدم هانى أبوسريع، رئيس مباحث مركز القناطر الخيرية، من إلقاء القبض على "معاذ .م"، 16 سنة، وبحوزته منشورات تدعو للفتنة والوقيعة بين رجال الأمن والشعب المصرى، كما تم ضبط لافتات عليها شعارات إسلامية بحيازة المتهم. وفى مدينة طوخ، أبطل خبراء المفرقعات، والحماية المدنية، برئاسةاللواء على عبد المقصود، مدير الحماية المدنية، مفعول قنبلة بدائية الصنع، وضعها مجهولون على شريط السكة الحديد أمام قرية كفر الجمال، حيث تلقى العقيد إيهاب هاشم، مأمور مركز طوخ، بلاغا من الأهالى، بوجود جسم غريب على شريط السكة الحديد، وعلى الفور انتقل رجال المفرقعات وتم فرض كردون أمنى حول المنطقة، بمعرفة الرائد صلاح عبدالفتاح، رئيس مباحث طوخ، وتم التعامل مع القنبلة وإبطال مفعولها. وفى مدينة قها، تمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعول قنبلة ثانية تم العثور عليها أعلى كوبرى المشاه بالمدينة، حيث تلقى تبين للعقيد عبدالله جلال، مفتش مباحث شمال القليوبية، أن القنبلة بدائية الصنع، وضعها مجهولون على الكوبرى، وبفحصها تبين أنها قنبلة هيكلية خشبية، وموصل بها هاتف محمول، وتم التعامل الفورى معها، وتمشيط المنطقة. وفى مدينة شبرا الخيمة، تمكن الرائد محمد سرحان، رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة، من إلقاء القبض على مغسل موتى، أثناء توجهه لاستقلال مترو شبرا الخيمة، وبحوزته حقيبة بداخلها 8 زجاجات مولوتوف وزجاجة بيتادين مطهر وقطن، وباقتياده إلى ديوان عام القسم، حرر بضبطه العقيد حسن مكاوى، معاون الضبط بالقسم، المحضر اللازم وأحاله إلى النيابة التى تولت التحقيق، وأمرت بحبسه، وتبين للعقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، أن المتهم قادم من محافظة الدقهليه متجها إلى القاهرة وأثناء وقوفه فى محطة المترو بشبرا الخيمة، لاستقلال المترو شاهده أحد رجال الشرطة، والذى ارتاب فيه وألقى القبض عليه. وفى جامعة بنها، تم رفع حالة الطوارئ القصوى بجميع مبانى ومنشآت الجامعة والمدن الجامعية، حيث أكد زين سرحان، مدير إدارة الأمن المدنى بالجامعة أنه تم تكثيف الإجراءات الأمنية بالجامعة ومحيطها وتم إلغاء محاضرات التعليم المفتوح، كما تم إغلاق أغلب أبواب الجامعة والاقتصار على الأبواب الرئيسية وكذلك تم تكثيف الدوريات حول الأسوار لمنع تسلل أى أشخاص إلى داخل الجامعة وكذلك تم تشكيل فرق لتمشيط مبانى الجامعة بشكل دورى، لافتا إلى أن اللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية دفع بدوريات أمنية فى محيط الجامعة لتأمين منشآتها. وأشار سرحان، إلى أنه عقد اجتماعا مع مسئولى الأمن بالكليات وفرق الطوارئ بمبنى الكليات ببنها ومشتهر وشبرا، وذلك لفرض السيطرة الأمنية على جميع البوابات ومراقبة الأسوار لمنع تسلل أى عناصر مشبوهة وتوزيع طفايات الحريق على نقاط الحريق بمنشآت الجامعة وتنفيذ إجراءات التدخل السريع فى حالة حدوث أى طورئ. وأكد سرحان أنه تم الغاء الاجازات والراحات وتقسيم العمل الى ورديات بواقع 8 ساعات لكل وردية على مدار 24ساعة وكذلك تم تشكيل غرفة عمليات مجهزة بالجامعة بأحدث وسائل الاتصالات ولتلقى البلاغات فى حالة وجود أي خلل أمنى داخل قطاعات الجامعة، كما تم تجهيز فريق لإدارة الأزمات والكوارث. من ناحية أخرى كانت أجهزة الأمن بإشراف اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، قد كثفت من التواجد الأمنى، بمناطق السجون بالقناطر الخيرية، وأبو زعبل، والطرق المؤدية إلى سجن المرج، لمنع وإحباط أية محاولات لاقتحامها، فضلا عن تأمين كافة أقسام الشرطة، وزيادة قوات تأمين تلك المنشآت، وتكثيف التواجد الأمنى بمحيط المبانى الأثرية المهمة بمدن المحافظة. كما تم تزويد مناطق التجمعات السكنية ومحطتى مترو الأنفاق، بشبرا الخيمة، وكلية الزراعة، بقوات شرطية لتأمينها، ودوريات متنقلة، مشددا على أن القوات سوف تتعامل بشكل فورى ومباشر، مع أية حالات للاعتداء على المنشآت العسكرية، والحيوية. كما اعتمدت الخطة الأمنية للشرطة على قوات التدخل السريع، التى تم إدخالها مؤخرا فى الخدمة، لبث الطمأنينة لدى المواطن من خلال التواجد المستمر لقوات التدخل السريع بالشارع لتحقيق الإنضباط ومكافحه الجريمة وضبط مرتكبيها . شارك فى خطة التأمين، اللواءات، جمال العربى، حكمدار القليوبية، وعرفة حمزة، مدير إدارة البحث الجنائى، وهشام خطاب، مفتش الأمن العام، وعمر أبوزيد، مدير إدارة تأمين الطرق والمنافذ، وعلى عبدالمقصود، مدير الحماية المدنية، ومخارج القليوبية، خلال الأكمنة التى انتشرت فى منافذ المحافظة، بمعرفة العقداء جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، وعبدالحفيظ الخولى، رئيس فرع البحث بالخانكة، وعبدالله جلال، مفتش المباحث بشمال القليوبية، ومشاركة عدد من خبراء المفرقعات للكشف عن المعادن والمفرقعات، فيما أشرف اللواء محمود شحاتة، مدير إدارة المرور على تشديد الرقابة والأكمنة المرورية بكافة الطرق والميادين، وكذا المنافذ التى يلجأ البعض للهروب منها والتى تبدأ من الطريق البطئ وقبل الطريق الدائرى بمدينة قليوب، فيما اتخذت قوات الأمن المنتشرة على الطريق الزراعى، كافة الإجراءات الاحترازية والقانونية، لضبط العناصر المطلوب ضبطها.