أصبحت الطاقة المتجددة في ظل انقطاع التيار الكهربي ونقص الوقود هي المستقبل المشرق والأمل في انتشال مصر من الظلام ،فموارد مصر من طاقة الرياح كما يبينها أطلس رياح مصر في بعض مناطق المحافظات الحدودية مثل الساحل الغربي لخليج السويس بمحافظات البحر الأحمر وكذلك ساحل الشرقي لخليج السويس بمحافظات شمال وجنوب سيناء ، علاوة علي الوادى الجديد ومرسى مطروح يمكن استغلالها في توليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربية و ربطها بالشبكة القومية الموحدة للكهرباء، حيث أثبتت الدراسات والقياسات أن مصر تتمتع بثراء واضح من مصدر طاقة الرياح فى عدة مناطق بصفة عامة وفى منطقة خليج السويس بصفة خاصة، حيث أنها تعتبر من ضمن أفضل المناطق فى العالم لإنتاج الكهرباء باستخدام طاقة الرياح، و رغم وجود هيئة للطاقة الجديدة و المتجددة تعكف على وضع الخطط و الاستراتيجيات لاستغلال هذه الموارد المتاحة من الطاقات المتجددة إلا أن البيروقراطية مازلت تقف حائط صد أمام استخدام هذه الطاقة النظيفة . على الرغم من توقع الدكتور ابراهيم سمك الخبير الدولي بمجال الطاقة المتجددة أنه لن تكون هناك أزمة طاقة في مصر بحلول الصيف القادم، بعد إنتشار وتوسع الاستثمار في الطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن منطقة قناة السويس تصلح لإقامة مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتتوافر بها الطاقة المتجددة اللازمة لتشغيل المشروعات المرتقبة. المهندس محمد براهيم ، هيئة الطاقة الجديدة و المتجددة قام بإعداد ورقة بحثية عن دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لإنشاء محطة رياح بمنطقة رأس سدر الواقعة علي الساحل الشرقي لخليج السويس (بشبه جزيرة سيناء)، حيث تم تحليل بيانات الرياح المتاحة بالمنطقة والتي بينت الجدوى الفنية لإنشاء محطة رياح وبناء عليه فقد تم عمل تصميم مفاهيمي لمحطة رياح بقدرة 200 م.و. وكذلك اختيار انسب الموقع لتوربينات الرياح كي تحقق أقصي طاقة سنوية ممكنه. أثبتت هذه الدراسة (والتي حصلت على جائزة أفضل بحث في مؤتمرديزرتك الرابع للطاقة) إمكانية توليد الكهرباء من طاقة الرياح بالموقع بشكل فعال وبناء على التحليل الفني للمشروع تم عمل دراسة اقتصادية للمحطة وأفادت بإيجابية الاستثمار في طاقة الرياح بالمشروع خاصة و أن هذه المنطقة قريبة من مركز الأحمال مما يقلل الفاقد أثناء نقل الكهرباء للشبكة ،أكد مصدر مسئول بالهيئة أن الدراسة لم تنفذ بسبب التكلفة الإستثمارية و نقص التمويل ،و إعتقاد البعض بأن هناك مناطق بها سرعات رياح أعلى كالساحل الغربي لخليج السويس حيث إنتهت الهيئة في سبتمبر الماضي من تنفيذ دراسة تقييم التأثيرات البيئية والاجتماعية و دراسة هجرة الطيور لمساحة 300 كم2 من الاراضي المخصصة للهيئة بخليج السويس، يمكن أن تستوعب قدرات حوالي 1500م.و، كما تم تحديد و تقييم الأثار المترتبة على تنفيذ مزارع الرياح في هذه المنطقة ، وأيضا إقتراح التدابير اللازمة لتخفيف الاثار السلبية المحتملة، وخلصت الدراسة إلى إمكانية إنشاء مزارع الرياح داخل هذه المنطقة في حالة إستخدام نظام إيقاف التربينات عند الطلب و ذلك أثناء مرور الطيور المهاجرة، كما أكدت الدراسة على أن للمشروع مردود بيئي و إجتماعي حيث سيكون هناك حاجة أثناء تشييد مزارع الرياح إلى عمالة كبيرة من السوق المحلي بنسبة تتراوح 30-40% من العمالة المطلوبة ، بالإضافة إلى أن تشغيل مزارع الرياح دخل هذه المنطقة سيؤدي إلى توفير موارد البترول و الغاز علاوة على الحد من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعكف الهيئة حاليا إلى تفعيل نظام إيقاف توربينات الرياح عند الحاجة وذلك بمشروع محطة رياح قدرة 200م.و بمنطقة جبل الزيت وبتمويل من بنك التعمير الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي والمفوضية الأوربية وذلك من خلال التعاقد مع مقاول عالمي لتنفيذ النظام والذي يتطلب الحصول الموافقات الأمنية التي تسمح بتركيب ردارات لتراقب حركة هجرة الطيور لنتمكن من إغلاق التربينات في أوقات إستقبال الطيور المهاجرة و هذا حسب اشتراطات جهاز شئون البيئة المصري وبنك التعمير الألماني ، كما أوضح مصدر رفض ذكر اسمه بهيئة الطاقة الجديدة و المتجددة أن المشروع المشار إليه بمنطقة جبل الزيت لم نستطع البدء في التشغيل التجاري لها في الربيع الماضي بسبب عدم الانتهاء من التعاقد مع مقاول تنفيذ وقف برنامج تورينات الرياح عند الطلب ، مشيرا إلى أن هناك اقتراح اخر بغلق التربينات في الفترة بعد الشروق بساعة حتي قبل الغروب بساعة خلال فترة الربيع للإستفادة من هذه الطاقة المعطلة و أيضا الحفاظ علي الطيور المهاجرة . تمتاز طاقة الرياح حسب ما أكده الدكتور شريف ديلاور أستاذ هندسة الإنتاج بإنخفاض مصروفات التشغيل بشكل كبيرمشيرا إلى توصل مصر لتصميمات جيدة جدا بالزعفرانة، لكن المشكلة تكمن في رأس المال المطلوب لإنشاء الحقول، لذا نحن مازلنا بحاجة إلى دعم قوي من الدولة للطاقة المتجددة بشكل عام لأن ثمنها أربعة أضعاف الكهرباء العادية على مستوى التكلفة فقط لكنهاعلى المدى البعيد هي الأوفر . المهندس سمير لمعي رئيس المؤسسة المصرية لمشروعات طاقة الرياح وهي غير هادفة للربح أنشأت بهدف شجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى مشاريع طاقة الرياح , لمساعدة الصناعة المحلية لتصنيع مكونات توربينات الرياح , و لنشر ثقافة طاقة الرياح و التوعية بها . قال لم تعد الشمس والرياح مصادر صديقة للبيئة فحسب عند توليد الكهرباء بل إنها أرخص سعرا مقارنة بالفحم والمفاعلات النووية. ويتوقع الخبراء المزيد من التراجع في أسعار الطاقة البديلة لاسيما مع زيادة دعم هذا القطاع، كما دعا لمعي إلى ضرورة التصنيع المحلي لمراوح الرياح الصغيرة لأن بذلك ستنتشر ثقافة إستخدام طاقة الرياح على مستوى المستهلك الصغير الذي يمكن أن يستخدم مراوح مقاس 3 أو 5 إلى 100 تعتبر مراوح للمستهلك الصغير عكس المراوح الكبيرة التي تضخ طاقتها في شبكة الكهرباء ،و إستطرد لمعي إذا أقدمنا على تصنيع المراوح محليا ستنتشر فوق الاسطح مثل الدشات تماما ، فنظرللمكونات الصغيرة للمراوح تجعله تفشلل سريعا و إستيراد قطع غيار مكان التالفة يأخذ وقت مما يجعل عملية تركيبب مروحة الرياح للمستهلك العادي معقدة و بالتصنيع المحلي يمكن تفادي ذلك و بالفعل قمنا بعمل نموذج لمروحة محلية و بدأن في تصنيعة بالفعل و قريبا سنعلن عن إنتاجة لحث المصانع على إنتاجه أيضا و بذلك يكون المنتج رخيص الثمن و في متناول الجميع. كما رصد خبراء من معهد "فراونهوف" الألماني ومنتدى اقتصاد السوق الاجتماعي والبيئي في ألمانيا، التكلفة الجانبية والناتجة عن إنتاج الكهرباء من المصادر المختلفة، كانت طاقة الرياح هي الفائز. حيث تعتبر الطاقة الكهربية التي يتم توليدها من الرياح هي الأرخص سعرا على مستوى العالم فمتوسط سعر الكيلووات/ الساعة من الكهرباء المتولدة من طاقة الرياح يقدر بحوالي سبع سنتات (وحدة اليورو)) على الجانب الآخر تزيد تكلفة الكهرباء المنتجة عن طريق مفاعلات الطاقة النووية أو الفحم خاصة مع حساب التكاليف الصحية والبيئية التي يتعين على المجتمع بعد ذلك دفعها،وخلصت دراسة الخبراء الألمان إلى أن تكلفة الكهرباء المنتجة من مفاعلات الفحم تزيد بمقدار الضعف عن الكهرباء التي يتم توليدها من طاقة الرياح،وتشير التوقعات إلى أن طاقة الشمس والرياح ستصبح أرخص مصادر إنتاج الكهرباء على الإطلاق بحلول عام 2020ومع تزايد دعم هذا القطاع،كما تشير تقديرات العلماء إلى أن توليد الكهرباء باستخدام المواد الصلبة مثل الفحم هي الأكثر كلفة من الناحية الاقتصادية علاوة على تداعياتها السلبية على البيئة انتشار الأمراض ،على الجانب الآخر لا ينتج عن توليد الكهرباء من طاقة الرياح، سوى القليل جدا من الانبعاثات الغازية الضارة .