خلال رحلتي الي لندن خلال أجازة العيد السابق وهي الزيارة الثانية لي لم أقم خلال الزيارة الأولي بزيارة ركن المتحدثين في هايدبارك ولكني فعلت هذه المرة ولم يكن في قراري المشاركة في أي حوار حتي سمعت رجلا يقف علي مكان مرتفع يتحدث الي الناس وسمعت آخر كلماته قبل أن ينصرف الواقفون أنه يؤمن بأن اسرائيل دولة ديمقراطية تتيح للفلسطينيين الحصول علي الجنسية الاسرائيلية والمشاركة في الانتخابات ودخول البرلمان في حين أنه علي قناعة تامة بأن الفلسطينيين لو كانت لهم هذه الدولة ما أعطوا هذه الحقوق لليهود فانتظرت حتي انفض الناس وبدأت حوارا معه و بدأ هو بالحديث وبدأ الناس في التجمع أغلبهم من العرب وبعضهم من جنسيات أوروبية وقال لي أنه كان يحاور شابا فلسطينيا فسأله ماذا تعني بأنك فلسطيني وما هي فلسطين فلم يستطع الاجابة وانتهي الحوار بقول الشاب الفلسطيني له بأنه قرد فكيف سيحكم عليهم الا بأنهم مثل كوب الملح. فلما انتهي بدأت بقولي بأننا في هذه الدنيا نبحث عن الحقيقة ولاينفي هذه الحقيقة أن أحدا أساء اليه من عدمه أو لم يكن مفوها بدرجه كافية لبيان حجته قلت له ان الرد علي سؤالك أنه قبل يوم محدد في سنة 1948 كانت هناك دولة معلومة الحدود اسمها فلسطين وكان يقطنها أناس مثلي ومثله يسكنون بيوتهم ويزرعون أرضهم اسمهم الفلسطينيين ومازالوا يرغبون في العودة. وقلت اذا كانت اسرائيل بمثل الديمقراطية التي تدعيها لم لا تسمح لهم بالعودة واجراء انتخابات حرة ينتخبون فيها شيمون بيريز أو أبو عباس ولم تسلل الاسرائليين الي فلسطين ليحتلوها ولم يدخلوها ليقيموا فيها كما يدخل الجنسيات المختلفة الي انجلترا أو أي دولة أخري أي بطرق شرعية دون اغتصاب السلطة أو الأرض أو الدولة وقلت له لم تريد اسرائيل أن تكون الدولة الوحيدة في العالم لدين واحد وجنس واحد؟ وأضفت هل تعلم دولة واحدة محترمة في العالم ليست لها حدود ثابته؟ وهل هناك دولة محترمة تمارس البلطجة العسكرية علي جيرانها كما تفعل اسرائيل؟ عند هذه النقطة لم يجب وتحت ضغط مني وضغط الحاضرين قال لي لاأعلم فقلت له لاأفهم ماذا تعني فقال يبدوا أنك تعلم عن هذا الأمر أكثر مني لم لاتعتلي منبرا مثلي وتخبر الناس برأيك الذي قلته لي فتركته وأنا أفكر في حزم حقائبي استعدادا للعودة الي بلدي الحبيب في اليوم التالي حسب تذكرة الطائرة التي في جيبي.