size: 12pt; line-height: 115%;" arial="" ,="" sans-serif="" ;="" color:="" red;="" lang="AR-SA"رؤية سياسية size: 12pt; line-height: 115%;" arial="" ,="" sans-serif="" ;="" color:="" red;="" المفاوضات وإنجاز أوباما مع بدء العد التنازلي لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية امريكية ومباركة عربية وبحضور زعيمين عربين هما الرئيس مبارك والعاهل الاردني بدأت بورصة التوقعات تتحرك بين متشائمين ومتفائلين ولكل وجهة نظره فالمتشائمون يؤكدون ان المفاوضات لن تبارح مكانها وستفشل كما فشلت كل المفاوضات السابقة وذلك استنادا الي السياسة الاسرائيلية التي تعتمد علي المراوغة وضياع الوقت والاصرار علي تصفية القضية الفلسطينية خاصة بعد ان نجحت في تفتيت التكتل الفلسطيني واصبح هناك كيان فلسطيني في غزة بزعامة حماس وآخر في الضفة الغربية بزعامة السلطة الفلسطينية الشرعية. وتبقي هذه المفاوضات معرضة لان تتوقف باي لحظة في حال نشوب اعمال عنف علي الارض وهو احتمال قائم في ظل رفض حركة حماس المطلق لهذه المفاوضات وقد تتعثر المفاوضات في 26 سبتمبر عندما تنتهي فترة تجميد إسرائيلي محدودة استمرت عشرة أشهر للبناء الجديد في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. وهدد عباس الذي تقتصر سلطته علي الضفة الغربية بعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) علي قطاع غزة عام 2007 بالانسحاب من المحادثات إذا مضت إسرائيل قدما في البناء الاستيطاني. اما المتفائلون فيرون ان عملية تحريك قطار المفاوضات الذي ظل جامدا في مكانه علي مدي عشرين شهرا يعدا انجازا دبلوماسيا كبيرا للرئيس اوباما بتمكنه من اعادة الاسرائيليين والفلسطينيين الي طاولة المفاوضات المباشرة لانه سبق ان وضع حل النزاع في الشرق الاوسط في سلم اولوياته منذ وصوله الي البيت الابيض الا ان هذا الانجاز يبقي هشا ما لم تتبعه نتائج ملموسة تحقق السلام في الشرق الاوسط. وفي الحقيقة ومع اقتراب اوباما من منتصف ولايته يمكن القول بان انجازاته في مجال السياسة الخارجية كانت متواضعة خاصة أن العراق مازال يعيش وسط دوامات العنف علي الرغم من اعلان اوباما الوفاء بوعده وانسحاب جيوشه من العراق اضافة الي الفشل الكبير في افغانستان مع استمرار طالبان في تصفية دماء جنود الحلفاء هناك رغم تغيير الخطط العسكرية والقيادات. وعلي الرغم من هذا الفشل الا ان الادارة الامريكية حققت بعض النجاحات منها التصويت علي سلسلة جديدة من العقوبات علي ايران وبناء علاقة توافق مع موسكو وتعزيز الموقع الامريكي في آسيا والقيام بمبادرة تجاه العالم الاسلامي وضد انتشار السلاح النووي. وينتظر الفلسطينيون ومعهم العرب والعالم الاسلامي ما ستسفر عنه هذه المفاوضات التي يرعاها الحائز علي جائزة نوبل للسلام اوباما وعموما وفي حال حقق تقدما في عملية السلام في الشرق الاوسط فان الرئيس الامريكي سيكون قد عزز بالفعل حصيلته في مجال السياسة الخارجية. ورغم تصريحات المسئولين الامريكيون بانه وفي غضون عام يمكن تحقيق تقدم في المفاوضات الا انه بمجرد إلقاء نظرة علي تطور مسيرة عملية السلام في الشرق الاوسط يعطي فكرة عن صعوبة الالتزام بمهل زمنية في عملية السلام هذه فخريطة الطريق مثلا التي اقرت في عهد جورج بوش عام 2003 تشير الي قيام الدولة الفلسطينية عام 2005. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد قالت إن بلادها تعتقد أن كل القضايا الرئيسية يمكن حلها في غضون عام لكن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان قال إنه لا توجد بالفعل فرصة للتوصل لاتفاق خلال هذا الاطار الزمني. ومن المؤكد انه ومن دون تحقيق نتائج ملموسة من هذه المفاوضات فلن يؤدي ذلك سوي الي زيادة الشعور بعجز الولاياتالمتحدة عن تحقيق اي تقدم في هذا الملف. E.atshahin1951.yahoo.com