مبروك للمشير عبد الفتاح السيسى الفوز بالانتخابات الرئاسية 2014 وهو يستحقها وقد وضعت الجماهير التى تخطت 23 مليون مواطن ثقتها فى هذا الرجل على امل ان يعيد الدولة المصرية مكانتها التى تستحقها ويحل مشاكلها و ينطلق بها الى مرحلة البناء والتنمية وىحقق مطالب ثورتى 25يناير و30ىونيو ويقينى ان المشير سيكون رئيسا بحق لكل المصرين بداية من الذين كانوا معه و الذين كانوا مع المرشح حمدين صباحى والاهم ان يضع فى حساباته كتلة المبطلين والمقاطعين ولابد ان يتم احتواء الجميع فى مصر الجديدة التى لن تنهض بدون ان نكون جميعا صفا واحدا وبهدف واحد والدور الاكبر هنا سيكون على المشير فى لم وحدة الصف المصرى فلن يكون هناك استقرار او تنمية بدون ارادة حقيقة من الجميع فى توحيد الصف ولم يعد لدينا بعد انتهاء تجربة الانتخابات الرئاسية الا تقييمها من بعض الجوانب لكى نعيد حساباتنا مرة اخرى ونعرف فيما نجحنا لندعمه وفيما فشلنا لنقومه واخص بالتقيم هنا وسائل الاعلام فما قامت به معظمها خصوصا فى الاعلام المرئى خلال فترة الانتخابات الرئاسية وقبلها يندرج تحت وصف الخطيئة فقد ظهر بشدة تحيز معظم هذه الوسائل الى مرشح بعينه بداية من توجه القناة مرورا بفريق الاعداد والمذيعين واخيرا فى الضيوف التى كان يتم استضافتها فقد وقع الاعلام العام والخاص فى هذا المأزق وهو ما ادى الى ظهور الانتخابات خلال ايامها الثلاثة بهذا الشكل . انا لا انكر ان هناك فارق بين الاعلام العام والخاص وان الاعلام العام المملوك للشعب لابد الا يكون فيه اى نوع من انواع التحيز وانه لابد وان يكون على مسافة واحدة من كل اطراف العملية الانتخابية وهذا لم يحدث بالشكل الذى نرجوه اما بالنسبة للاعلام الخاص ففى العديد من الدول الديمقراطية والمتقدمة يكون منحاز لاحد المرشحين على حساب الاخر ولكن يجب مع هذا ان يكون موضوعيا وهذا ايضا لم يحدث والكل يعلم ان بعد ثورة يناير مازال هناك تخوف لدى معظم افراد الشعب من مشاهدة التلفزيون الرسمى لمحاولتة تزييف وعيه قبل وخلال الثورة ومن هنا ابتعد معظم المواطنين عن متابعته واتجه الى القنوات الخاصة التى كانت تنقل ولو جزء من الحقيقية حتى بدأ الوثوق بها من بعد الثورة ومرورا بحكم المجلس العسكرى ثم حكم الاخوان حتى قامت ثورة 30 يونيو الذى كان فيها الاعلام منحاز تماما للشعب ضد الاخوان لان مقاصدهم واحدة وهى ان استمرار حكم الاخوان يعنى القضاء على الجميع ولكن بعد ثورة يونيو ومع اول استحقاق ديمقراطى فى خارطة الطريق وهو الاستفتاء على دستور مصر 2014 ظهر تحيز وعدم موضوعية وسائل الاعلام عندما لم تتطالب الجماهير بالمشاركة فى الاستفتاء على الدستور فقط بل طالبته بالتصويت بنعم للدستور والايهام ان التصويت بنعم يعنى الاستقرار وحشد الاعلام كل طاقاته من اجل هذا الهدف و جاءت الانتخابات الرئاسية وهو الاستحقاق الثانى لخارطة الطريق ولم تتعلم مؤسسات الدولة ووسائل الاعلام الدرس وساهمت بشكل كبير فيما وصلنا اليه . المشكلة ان ادارة الاعلام فى الفترة الماضية جعلت المواطنين ينقسموا ما لم يحدث منذ ثورة 30 يونيو بتحيزها الشديد لمرشح على حساب الاخر من خلال اما اظهار مزاياه او اظهار عيوب المرشح الاخر والغريب هو السماح لبعض الضيوف بالمدح و التغنى لمرشح وضيوف اخرى تشتم وتتهكم على المرشح الاخر بشكل لا يليق بمرشح وطنى لعب دورا هاما فى الحياة السياسية قبل واثناء ثورتى مصر وانقذ مصر من الوقوع فى خيار الاستفتاء الى خيار الانتخاب والاغرب ان الاعلام فى الفترة الاخيرة رفض وبشدة كل وحهات النظر التى تعارض المرشح عبد الفتاح السيسى بل وصل الامر انه فى حالة انتقاده كان يتم وصف معارضيه اما بالعمالة او العمل لمصلحة جماعة الاخوان الارهابية وهو ما لا يقبله المشير نفسه اما المدهش هو ان يتصدر المشهد الاعلامى كل من كان محسوب على نظام مبارك من رجال اعمال ونخبة واعلاميين وجميعهم غير مؤمنين بثورة يناير وهم الذىن انقلب عليهم الشعب واذا كان معظم الشباب رفضوا المشاركة فى العملية الانتخابية بحجة ان ثورة يونيو ستعتبر ردة عن ثورة يناير وبعض المواطنين من مختلف الاعمار السنية وصلهم شعور ان العملية الانتخابية محسومة لمرشح دون الاخر وبالتالى لا فائدة من عناء التصويت والبعض الاخر بسبب الحالة الاقتصادية المزرية التى وصلت اليها البلاد لم يستطع اقتطاع يوما او بعضه للادلاء بصوته لانه بحاجة الى العمل فى هذا اليوم من اجل لقمة العيش وبصراحة شديدة لم تقدر مؤسسات الدولة ووسائل الاعلام تحديدا هذا وفوجئت به وهو ما ادى الى حالة الذهول التى اصابتها بل وصل الامر الى الطعن فى وطنية من لن ينزل الى التصويت واخيرا كان التهديد بفرض غرامة على كل من لم يشارك فى العملية الانتخابية وهو امر لا يليق ببلد قامت بثورتين فى اقل من 3 سنوات وبالتالى فلابد من اعادة منهجة الخطاب الاعلامى ليكون على قدر حجم ووعى المواطنين واستيعاب الجميع و الاستماع الى كل وجهات النظر ومناقشتها و ان تكون هناك معارضة حقيقة ولايتم القضاء عليها اذا كنا نرغب فى خلق حياة ديمقراطية حقيقية سليمة ولن يكون ذلك الا بوجود اعلام قوى وحقيقى غير متحيز والاهم من ذلك ان يكون على قدر المسئولية الوطنية This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.