بقلم : محمود الخولي في الوقت الذي كانت فيه جامعة عين شمس تحتفل بتكريم أبنائها الحاصلين علي جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية ، كان العا ر - إذا جاز التعبير- يلاحقها بعد ثبوت تورطها في منح طلاب عرب ومصريين بلغ عددهم نحو 1500 طالب وطالبة درجات دكتوراه وماجستير مهنية، غير معترف بها من أية جهة، ومشكوك في مضمونها العلمي !! الفضيحة التي كشفت عنها جريدة الأهرام المسائي - عدد الأربعاء الماضي - في صفحتها الأولي، ليست جديدة، حيث كانت قد أثيرت في 2010، عندما قام مركز تسويق الخدمات- وحدة ذات طابع خاص تابعة للجامعة - بتوقيع بروتوكول مع جامعة أمريكية إلكترونية تحمل اسم " ويست بروك"، وبموجبه تم الاتفاق علي منح درجات ماجستير ودكتوراه مهنية، وبالفعل تم قبول نحو 1500 طالب من موظفي الهيئات والمصالح الحكومية في البرنامج، دون أن يتحرك مسئول في الدولة العميقة لوقف هذه المهزلة! ولأن العلم في مصر ليست له ضوابط تحكمه فقد تم تمرير دفعات من خريجي هذه الوحدة،تحت مسئولية الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي الأسبق، بل وفي عهد الدكتور حسين عيسي رئيس الجامعة الحالي، الذي يحاول ان يوهمنا اليوم بأنه سيجري اجتماعات مع قيادات الجامعة للخروج من هذه الأزمة، رغم أنه مشارك فيها بامتياز ، حيث كان عميداً لكلية التجارة التابعة لها هذه الوحدة في 2010 !! العجيب أن المجلس الأعلي للجامعات الذي كان يمرر هذه الشهادات معترفا بها في الماضي، رفض مؤخراً معادلة الدفعة الأخيرة منها، بعد أن تذكر فجأة أنها – أي الشهادات- "مضروبة"، وأنها لا تحقق الشروط المطلوبة لاجتياز تلك الدرجات العلمية في المتقدمين للحصول علي المعادلة، رغم أن المجلس الأعلي للجامعات لم يعترض في الماضي أو يهتم بتحقيق هذه الشروط التي لم تطلبها إدارة الجامعة أصلا من الطلاب المتقدمين للحصول علي تلك الدرجات العلمية علي مدي السنوات الماضية !! وبالفعل تم منح ما يقرب من 1200 طالب درجات ماجستير ودكتوراه، لمجرد أنه يحمل بطاقة الرقم القومي، أو جواز سفر للمغتربين فقط، مقابل سداد مبلغ 20 ألف جنيه دخلت خزينة هذه "الوحدة". إلي هنا كانت الدنيا - كما يقولون – وردية، سواء علي الجامعة بتحصيل عشرات الملايين من الجنيهات، أو علي الطلاب بالحصول علي الماجستير والدكتوراه، لكن الذي لم يكن معمولا حسابه أن يصحح المجلس الأعلي للجامعات و بعد خراب مالطا أخطاءه، ويرفض اعتماد هذه الدرجات العلمية قبل استيفاء الشروط والقواعد المعتمدة في هذا الشأن، ملزماً الطالب بتقديم ما يثبت حصوله علي درجة بكالوريوس معتمدة، ومعادلة من "المجلس"، أو درجة ماجستير معادلة، تؤهله للحصول علي الدكتوراه، فكانت النتيجة أن اعترض عليه 300 طالب بينهم 80 سعودياً، متمسكين بم? وصفوه بحقهم في اعتماد الشهادات، أسوة بمن حصلوا عليها في الماضي، قبل أن يتهموا الجامعة بالنصب عليهم وتحصيلها مبالغ مالية طائلة للحصول علي الدرجة العلمية !! فضيحة علمية ولاشك، تورطت فيها جامعة عين شمس، خطفت كل الأضواء من حفل تكريم القامات والرواد من أبنائها في عيد العلم ، بل وربما نسفت هذا التقليد السنوي العتيق، بعد أن «مرمغت» برأس البحث العلمي في مصر التراب أمام العالم، وفتحت معه شهية جرذان المنطقة لاتهام جامعاتنا بالنصب العلمي، قد نفقد معها لسنوات، احترام العالم لباحثينا، ومن يدري، ربما خلت المؤتمرات الدولية من مشاركة الباحثين المصريين، وفرت منهم، فرار السليم من الأجرب، فما الحيلة إذن ؟ !! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.