أثار قرار المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بوقف عرض فيلم حلاوة روح الذى تقوم ببطولته هيفاء وهبى ارتياحا لدى قطاعات واسعة من المجتمع وأعتبروه تدخلا حميدا ومهما لحماية الأخلاق العامة والحفاظ على قيم المجتمع. الا أن ذلك كان أيضا مثار غضب وانتقاد معظم السينمائيين وبعض من النخب المثقفة رافضين قرار محلب ووصفوه بأنه أعتداء على حرية الابداع بل ذهبوا الى أكثر من ذلك بأن القرار يخالف الدستور الذى يصون الحريات ويتعارض مع شعارات ثورة 25 يناير. رغم ان الكثيرين لم يشاهدوا الفيلم الا ان ما تم عرضه على الصحف والفضائيات من قصته التى تتناول حب وأحتضان امرأة لطفل لم يتجاوز عمره 13 عاما -وباختصار-وبما يحتويه من مشاهد دفعت غالبية المواطنين ان يستهجنوه ويرفضوه بل هناك من هاجم الممثلين وعلى رأسهم هيفاء وهبى فكان لها النصيب الأوفر وأيضا المخرج والمنتج وأيدوا قرار محلب بإيقاف عرضه وكان هذا واضحا على مواقع التواصل الاجتماعى. الا ان المشكلة ليست بوقف العرض فى دور السينما..فالقضية أكبر من ذلك.. نحن نعيش عصر السموات المفتوحة ولم يعد هناك سر أو ما يمكن اخفاؤه وأن قرار محلب ليس مربط الفرس بل انه قد يصب فى صالح دعاية الفيلم حيث أصبح لدى البعض رغبة فى مشاهدته طبقا لقاعدة كل ممنوع مرغوب. قضية حرية الابداع أكبر من فيلم هيفاء ولن يحلها المنع ..فأنا مع الذين يعترضون على التناول الذى لجأ اليه الفيلم لأنه باختصار يصب فى اتجاه تعظيم السلوك الانحرافى والتركيز على الظواهر الشاذة ..وأرى ان مثل هذا النوع من الدراما والتوسع فيها يعد نوعا من الترويج لمثل هذه الانحرافات الأخلاقية خاصة ان طول مدة العرض التى تزيد عن ساعة ونصف تركز وتجسد الانحراف بأسلوب تشويقى وبمشاهد مثيرة مما يعلق فى ذهن المتفرج خاصة لو كان من الشباب ومن ثم قد يتحول الى نمط سلوكى ..ثم تأتى نهاية الفيلم والتى عادة لا تستغرق عشر دقائق لتقول لنا ان هذا السلوك مشين وسيىء ويمثل خطرا على الإنسان والمجتمع وهذا قد يتقبله الكبار الا انه يؤثر ويتمكن من الفئات العمريةالمختلفة التى تمثل المحاكاة والتقليد احدى الوسائل التعليمية المهمة. أنا مع حريتى الابداع والتعبير عندما لا تتعارضان مع القيم الأخلاقية والدينية ..أما الأبداع الفاسد فأننى مثل كثيرين لا أوافق عليه وأرفضه. واذا أردنا تناول الظواهر الشاذة بالمجتمع فيجب التعامل معها بحجمها وفى حدودها وعبر أفلام قصيرة وتعرض على المتخصصين الذين يبحثون عن علاج لها.