فى مشهد جنائزى مهيب شيع آلاف من أهالى مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية أمس جثامين الصيادين السته الذين لقوا مصرعهم يوم الجمعة الماضية مختنقين داخل ثلاجة مركب ( الحبيبة مكة) أثناء قيامهم بعملية الصيد مابين المياه الاقليمية المصرية والسعودية بمنطقة حلايب وشلاتين واتشحت المدينة بالسواد منذ اعلان نبأ وفاة الصيادين الستة وهم مصطفى السيد عاشور وعبده عبده علوش وعلى عبده السويركى ومحمد احمد حواله والعربى تابت الشوا وابراهيم محمد الشامى يوم الجمعة الماضية اثناء رحلاتهم للبحث عن لقمة العيش بميناء السويس بعد ان باتت حيلة الرزق مستحيلة داخل بحيرة المنزلة التى تطل مدينتهم عليها ويعمل 80 % من اهل مدينة المطرية بمهنة الصيد بعد ان استولى عليها اصحاب النفوذ والبلطجية والخارجين عن القانون وتلوثها بمياه مصرف بحر البقر الذى ادى الى تدمير صحة الاهالى والصيادين الذي اصابهم الوهن فى سن مذكرة بسبب الامراض المزمنة التى اصابتهم مثل الفشل الكبدى والكلوى . حضر صلاة الجنازة التى اقيمت بحى الساحة بمنطقة العقبيين بالمطرية المحاسب ابراهيم البيومى رئيس مركز ومدينة المطرية والعقيد على الجميلى مأمور مركز المطرية والنقيب محمد الشربينى رئيس مباحث المطرية. ألتقت الجمهورية بالسعيد مصطفى عاشور 45 سنة صياد من منطقة العقبيين بالمطرية والد الصياد مصطفى 19 الذى لقى حتفه على المركب الحبيبة مكة يقول تلقيت خبر وفاة نجلى وانا اعمل فى دولة الامارات العربية المتحدة من ابن شقيقى الذى وجد اسمه مدرج على موقع مدينة المطرية بالفيسبوك ويؤكد ان مصطفى اطيب انسان فى الدنيا ومكنش يطلع منه العيب وكان محبوب بين اهل المنطقة وكان الكبير والصغير يحبونه لطيبة قلبه وكانت اخر كلماته لجدته قبل سفره يوم 18 مارس الماضى اننا نحن الصيادين هنموت كلنا مع بعض قبل سفره كان يعمل على توكتوك ملك احد الافراد حيث ان نجلى كان لا يحب العمل فى البحر ولكن لضيق ذات اليد عمل نجلى فى مهنة الصيد قال محمود انور المتولى 37 سنة صياد من منطقة العقبيين بالمطرية كنت متواجدا على مركب رفض ذكر اسمه مجاور لمركب الصيد الحبيبة مكة فى المجرى الدولى بين المياه الاقليمية السعودية والمصرية فسمعنا اصوات استغاثة من الصيادين المرافقين للمركية الحبيبة مكة فاتجهنا ناحية المركب وسئلنا المنادى عمرو محمد غريب 30 سنة ميكانيكى المركب قال : ان اى صياد ينزل الى الثلاجة لا يخرج منها وعاوزين حد يلحقنا فسالته بقالهم كتير ؟ قال : بقالهم اكثر من نصف ساعة فقمنا بالهبوط الى المركب فوجدنا الصيادين الستة مختنقين داخل الثلاجة بسبب الرائحةالكيماوية التى تصدر من بخار الثلج وليس صعقاً بالكهرباء لان ماكينة الكهرباء الخاصة بالمركب كانت مفصولة نهائياً فقام الصيادين المرافقين للمركب وعددهم 33 صياداً باسخراجهم من الثلاجة على ظهر المركب بعد ان توفاهم الله .. قعدنا ثلاثة ايام فى البحر لما وصلنا ميناء برانيس الساعة الرابعة فجر يوم الاثنين والوفاة كانت يوم الجمعة الساعة العاشرة صباحاً وقام اهل المتوفين بمقابلة وكيل نيابة القصير بسرعة التصريح بدفن ابنائهم وعدم تشريحهم وقد طلب وكيل النيابة اخذ عينة من رئة الصيادين المتوفين لتحليلها لبيان سبب الوفاة . قال عبده انور المتولى 43 سنة من ابناء المطرية ان الصيادين من ابناء مدينة المطرية المهاجرين للصيد بالسويس يتعاملون معاملة غير آدامية حيث استغاث الصيادين على مالك المركب الحبيبة مكة ان يرسل لهم طائرة لنقل الجثامين الستة فلم يلبى لهم النداء وقام باغلاق هواتفه المحمولة وسبب هجرة الصيادين من بحيرة المنزلة هو نسبة الصرف الصحى والصناعى العالية ببحيرة المنزلة ممن ترتب عليه انتشار الامراض المزمنة بين الصيادين ونناشد رئيس الوزراء التدخل الفورى والسريع لحل أذمة بحيرة المنزلة من تحويل مجرى مصرف بحر البقر الذى يصب فى البحيرة وصرف مصانع بورسعيد الى اى جهة اخرى ونطالب بالمعاش المبكر لابناء الصيادين حيث ان الصياد لا يعيش اكثر من 45 عاما بسبب الامراض التى تصيبه . اكد محمد ياقوت عباس 38 سنة تاجر اسماك من المطرية ان نسبة الصيد داخل بحيرة المنزلة تقل بنسبة 90% عن الماضى بنسبة هجرة الصيادين والبلطجية الذين يرطعون فى البحيرة وكثرة الامراض مطالب بالتطهير الفورى للبحيرة من بؤر الاجرام ومن التلوثات التى تصب فيها حتى يعود الصياد المهاجر الى بحيرته التى كانت فى الماضى الاولى فى الانتاجية السمكية للجمهورية والان تحتل المرتبة الاخيرة .اشار احمد احمد الزغبى 39 سنة مدرس بادارة المطرية التعليية ان الحكومة تضع حلولا مسكنة لبحيرة المنزلة وليس هناك حلول فورية من واضعى اليد الذين قاموا بردم البحيرة وترتب عليه هجرة صيادى المطرية الى اماكن اخرى ممن يعرض حياتهم للخطر نرجوا من الجهاز المسئول فى الدولة عمل زيارات ميدانية على الواقع ووضع حلول فورية للبحيرة حتى لا يفكر الصياد بالهجرة مرة اخرى.