طالبت الحركات الشبابية والثورية، المشير عبد الفتاح السيسى بالإسراع في حسم موقفه السياسي من الانتخابات الرئاسية، لكون عدم الحسم حتى الآن يزيد من اضطراب الوضع السياسي الداخلي. تحديدًا بعد اللغط الذي أثير حول تصريحات لجريدة السياسية الكويتية ونفى المتحدث باسم الجيش وجود تصريحات مباشرة من السيسي بشأن تلك الانتخابات. فمن جانبها، طالبت إيمان المهدي عضو المكتب التنفيذي لحركة تمرد، بضرورة حسم السيسى لموقفه من الترشح، بإعلان ترشحه في أقرب وقت لأنه ليس لديه رفاهية الاختيار لتلبية مطالب الجموع العريضة من الجماهير المصرية، وفي نفس الوقت نطالبه أيضًا بتقديم برنامج سياسي واقتصادي واضح المعالم يرسم آفاقًا واضحة للفترة القادمة، ويقدم حلولاً ومقترحات للأزمات التي تشهدها الساحة المصرية علي الجانبين السياسي والاقتصادي بمنتهى الشفافية، حتى يمكنه خوض تحديدات المرحلة الحالية بقدر أكبر من نجاح السياسي، فهذا هو السبيل الوحيد لإقناع المصريين بالصبر وتقديم يد العون على تخطى الأزمات التي يتطلب حلها وقتًا طويلاً. فيما ناشد عمرو درويش منسق تيار المستقبل، المشير السيسي بإعلان ترشحه رسميًا للانتخابات الرئاسية عبر وسائط الإعلام المصري وسرعة طرح برنامجه الانتخابي على الشعب حتى يتسنى للجميع الاطلاع عليه. كما أكد استعداد كل القواعد الخاصة به بمحافظات الجمهورية إلى مساندته في حملته الانتخابية، الأهم البدء والشروع في تنفيذ حملة "اعرف رئيسك" والتي ستعتمد في المقام الأول على تعريف أبناء الوطن بالبرنامج الانتخابي للمشير وحشد المساندة الجماهيرية له والدعوة لتنفيذه عقب النجاح في تلك الانتخابات. واعتبر هيثم الشواف منسق تحالف القوى الثورية أن عدم الحسم حتى الآن يزيد من اضطراب الوضع السياسي ولا بد من تحديد موقفه سواء هو شخصيًا أو كل من ينتوى الترشح لتلك الانتخابات، حتى يبدأ الناس في عملية التفضيل وتحديد اختياراتها بشأن هؤلاء المرشحين، مؤكدًا أن موقفه من السيسى أنه لو أعلن ترشحه في الوقت الحالي أو نيته على الأصح، فإنه أفضل شخصية موجودة على ساحة المشهد السياسي سواء من حيث المعايير السياسية أو حب الناس له، فهو من وجهة نظري الأصلح لتولي المنصب، وسوف نؤيده، بل لا أمانع شخصيًا أن يكون الحاكم المدني الجديد لمصر شخصًا ذا خلفية عسكرية بعد خلع البذلة العسكرية، أو أي خلفية أمنية، فكلهم مصريون ومدنيون ماداموا لم يرتدوا الزى العسكري أثناء الحكم وتركوا وظيفتهم وهي وظيفة كأي وظيفة. كما طالب هيثم الخطيب عضو شباب حزب الدستور والمتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، أن يكون قرار ترشحه في إطار الحكمة والوعي بكم ونوعية الأخطار التي سيواجهها من قبل أعدائنا في الداخل والخارج، وأن يكون القرار في إطار عملية الحسم السياسي للمشهد المصري، وأن يدرك أيضًا إن أي أحد على علاقة مباشرة به أو بمؤسسات الدولة لن يكون صاحب مصلحة في هذا الترشح، لكون القوات المسلحة الآن أحوج إليه، بسبب الحرب على الإرهاب والمؤامرات الإقليمية على مصر الممتدة، وهذا يتطلب منا الحفاظ على القوات المسلحة ولكونها صمام أمان هذا الوطن، بل يمكن اعتبار وجود السيسي في منصب الرئيس بعد الانتخابات الرئاسية بمثابة فترة انتقالية ضرورية لاستعادة الاستقرار والأمن وإطلاق عجلة التنمية. ونطالبه كرئيس بالتعامل الجاد مع قضية العدالة الانتقالية بوصفها قضية أمن قومي فلن يستطيع أن يقدم أي شيء أو إحراز أي تقدم دون تسوية حقيقية وعادلة لكل الملفات القديمة منذ ثورة يناير حتى الآن، وألا يعتمد على رصيده عند الشعب، بل يجب عليه زيادة ذلك الرصيد بالالتزام وتنفيذ ما يشعر المواطن البسيط من مشاكل وأزمات. وأضاف أن على السيسي بهذا السياق، إلا يُعير للضغوط الخارجية شأنًا، ويتخذ قرارات مصيرية في مجال العدالة الاجتماعية والشأن الاقتصادي بشكل عام، قائلاً: "تمامًا كما كان الزعيم جمال عبد الناصر يفعل" وأن يدرك أن نصرة الشعب له، لن تدوم حال تفضيله لأي فئة اجتماعية على مصالح الشعب والوطن أيًا كان مدى تأثير تلك الفئة على مجريات الأمور، بمعنى الانحياز الكامل والمطلق للمواطن البسيط لا الميل نحو طبقة رجال الأعمال والنخبة السياسية. وأن يختار معاونيه بعناية شديدة وألا يعطيهم الثقة المطلقة مهما كان إخلاصهم، وأن يكونوا باستمرار في حالة اختبار ورقابة قوية على تصرفاتهم، أن يدرك أيضًا أن الفلول هما الآفة السياسية الحالية لهذا الوطن، وهم من سوف يكونوا وبالاً وشرًا عليه إن عادوا إلى المشهد، وأن يبدأ بعملية التطهير وإرساء العدالة الاجتماعية لأن صبر الشعب لن يستمر طويلاً. وفى المقابل قال عمرو بدر المنسق العام للحملة مرشح الثورة إن استمرار ارتداء السيسي لبدلته العسكرية وعدم تقديم استقالته فورًا معناه إدخال الجيش طرفًا بالمعادلة السياسية، وحرمان المرشحين المنافسين من مبدأ تكافؤ الفرص مضيفًا "لو صدقت الأخبار التي تؤكد ترشح السيسي فإن هذا معناه أنه مرشح للرئاسة ووزير للدفاع في نفس اللحظة، وهو ما يعني عمليًا إقحام الجيش في السياسة فضلاً عن الإيحاء بأن السيسي بالفعل هو مرشح القوات المسلحة". وأبدي بدر دهشته من إعلان السيسي ترشحه للانتخابات في جريدة تصدر بالكويت، وعدم إعلان هذا الأمر على الرأي العام المصري الذي يؤكد السيسي أنه ترشح بناء على طلبه وتكليفه. وطالب بدر القوى الثورية بتقديم مرشح مدني للرئاسة يلتف حوله الجميع، قائلاً "على قوى الثورة تقديم مرشح مدني ببرنامج معبر بشكل حقيقي عن الثورة وبفريق رئاسي من كفاءات وطنية تنتمي لمعسكر ثورة 25 يناير وموجتها الأخيرة في 30 يونيو، حتى نضمن أن للثورة مرشحًا وبرنامجًا أو حتى يكون هناك ضمانة لعدم عودة نظامي مبارك والإخوان المسلمين. وتوقع بدر أن تتجه الأجيال الشابة لدعم مرشح مدني وفي القلب من هذا التوجه يبرز اسم حمدين صباحي كمرشح يعبر عن الثورة وسيكون التفاف الشباب حوله كبيرًا وهو ما سيجعله منافسًا قويًا في أي انتخابات رئاسية قادمة.