أي متابع لتصريحات الحكومة سواء رئيسها أو أعضاءها سيخرج بنتيجتين لا ثالث لهما الأولي أن مجلس الوزراء به خلية إخوانية نائمة تستيقظ بعض الوقت ثم تعود إلي مخدعها مرة أخري . أما الثانية ان هناك تخبطاً وارتباكاً وإزدواجية لدي الحكومة وهو ما يفسر تضارب تصريحاتها .. إيه الحكاية؟ ان الدكتور حازم الببلاوي قبل الاعلان عن ان جماعة الإخوان تنظيم إرهابي بحوالي شهر تقريباً خرج علي المواطنين في تصريحات مع قناة «سي بي سي» لميس الحديدي ليقول في مامعناه إنه لايمكن ان نصف «الجماعة » بالإرهابية لأن هناك قواعد وقوانين وحسابات أخري ومن ثم لا نستطيع ان نطلق عليها إرهابية ولكن عقب عملية تدمير مديرية أمن الدقهلية أتخذ مجلس الوزاراء قراراً بإن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي .. رغم هذا التناقض إلا أننا يمكن ان نلتمس العذر خاصة بعد العملية القذرة التي راح ضحيتها حوالي 16 مواطناً مصرياً وأكثر من مائة مصاب ونقول إن الحكومة إتخذت قراراً مهماً لتجفيف منابع الإرهاب . لكن الذي لانفهمه أو نستطيع ان نبرره عندما يظهر الببلاوي مرة أخري علي شاشات الفضائيات ليقول كلاماً مختلفاً ومناقضاً لما اتخذه في مجلس الوزاراء ويدفع بالقول في مامعناه بأننا لايمكن ان نقول كل أعضائها إرهابيون .. والمثير في الأمر وبنفس السيناريو يظهر الدكتور أحمد البرادعي وزير التضامن الاجتماعي علي فضائية «الغد العربي» ليعلن ان باب الترشح للانتخابات البرلمانية والرئاسية مفتوح لأعضاء الإخوان الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء المصريين. لا أدري وأعتقد كثيرون معي لماذا هذه الازدواجية والتناقض الغريب في المواقف والتصريحات ؟! ونقول هذا اذا قبلنا بالنتيجة الثانية للتفسيرات المتضاربة للحكومة واستبعدنا إن بها «خلايا نائمة» هل حدث ذلك بسبب ردود الأفعال الخارجية ومن ثم إنها أي الحكومة تحاول ان تخفف ما قامت به وهنا نتساءل ،،لماذا إذن التصريحات الرافضة بالتدخل الخارجي في الشأن المصري ؟اوفي هذا السياق يمكن القول أيضاً إنهم غير مقتنعين بالقرار الذي أتخذوه !! بصراحة إنه موقف مثير وغريب ولايمكن وصفه إلا أنها حكومة متخبطة غير قادرة علي إدارة دفة البلاد سواء في الشأن السياسي أو الاقتصادي الذي أتسم بتفاقم كل المؤشرات الاقتصادية من عجز موازنة وبطالة وتضخم (ارتفاع أسعار ) ودين داخلي وخارجي وزيادة معدلات الفقر. إذن فالذين يطالبون بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا لديهم حق لأنهم يستعجلون تغيير «الببلاوي وإخوانه » بعد فشلهم في التعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجه البلاد.